الأول: أن له طريقا أخرى عنها فى (الموطأ- رقم 223 ج1/ 410) عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عنهابه.
وهذا سند صحيح كالجبل ثبوتا.)
فقد سبق بيان الإدراج في حديث عائشة رضي الله عنها،
وبالنسبة للطريق الذي ذكره الشيخ عن عبدالرحمن عن القاسم عن أبيه
فلا يفرح به كثيرا وان كان ظاهره الصحة، فقد تفرد بروايته يحيى بن يحيى عن سائر رواة الموطأ وله تفردات متعددة ذكرها أهل العلم
وخالف فيها سائر رواة الموطأ
وقد ذكروا ليحيى بن يحيى نحو ثلاثين غلطا في الموطا
وقد ساقها محمد بن حارث الخشني في كتابه (أخبار الفقهاء والمحدثين) ص 349 وما بعدها
قال ابن عبدالبر في الإستذكار (13/ 234) (هكذا روى هذا الحديث يحيى بن يحيى بهذين الإسنادين، ولم يروه أحد من رواة الموطأ وغيرهم عن مالك كذلك، وإنما الحديث عند جميعهم- غير يحيى -عن مالك عن ابن شهاب عن عروة لا عن عبدالرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة كما روى يحيى، وليس إسناد عبدالرحمن بن القاسم عند غير يحيى من رواة الموطأ في هذا الحديث) انتهى.
وقال ابن عبدالبر في التمهيد (19/ 263)
حديث رابع لعبد الرحمان بن القاسم مالك عن عبد الرحمان بن القاسم عن أبيه عن عائشة أنها قالت (خرجنا مع رسول الله ص عام حجة الوداع فأهللنا بعمرة ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من كان معه هدي فليهل بالحج مع العمرة ثم لا يحل حتى يحل منهما جميعا) قالت: فقدمت مكة وأنا حائض،فلم أطف بالبيت ولا بين الصفا والمروة،فشكوت ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال (انقضي رأسك وامتشطي وأهلي بالحج ودعي العمرة)،قالت ففعلت فلما قضيت الحج أرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم مع عبد الرحمان بن أبي بكر الى التنعيم فاعتمرت فقال (هذه مكان عمرتك) فطاف الذين بالبيت وبين الصفا والمروة، ثم حلوا، ثم طافوا طوافا آخر بعد أن رجعوا من منى لحجهم، وأما الذين كانوا أهلوا بالحج أو جمعوا الحج والعمرة فإنما طافوا طوافا واحدا.
هكذا روى يحيى هذا الحديث عن مالك بهذا الاسناد عن عبد الرحمان ابن القاسم عن أبيه عن عائشة ((ولم يتابعه عليه أحد فيما علمت من رواة الموطأ))
وإنما هذا الحديث في الموطأ عند جماعة الرواة عن مالك، عن ابن شهاب، عن عروة،عن عائشة هكذا بهذا الاسناد وهو عند يحيى بهذا الاسناد كذلك أيضا، وبإسناد آخر عن عبد الرحمان بن القاسم عن أبيه
عن عائشة ((فانفرد يحيى لهذا الحديث بهذا الإسناد))،وحمل عنده هذا الحديث بهذين الإسنادين عن مالك في الموطأ وليس ذلك ثم أحد غيره في الموطأ والله أعلم.
وقد تقدم ذكرنا لذلك في باب ابن شهاب وقد يجوز ويحتمل أن يكون عند مالك في هذا الحديث إسنادان فيدخل الحديث في موطئه بإسناد واحد منهما ثم رأى أن يردف الإسناد الآخر إذ ذكره أو نشط إليه فافاد بذلك يحيى وكان يحيى من آخر من عرض عليه الموطأ.
((ولكن أهل العلم بالحديث يجعلون إسناد عبد الرحمان بن القاسم في هذا الحديث خطأ لأنفراد واحد به عن الجماعة)) انتهى
وقال كذلك في التمهيد (8/ 198)
(حديث عاشر لابن شهاب عن عروة مالك عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير عن عائشة قالت:خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عام حجة الوداع فأهللنا بعمرة ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من معه هدى فليهلل بالحج مع العمرة ثم لا يحل منهما حتى يحل منهما جميعا)،قالت: فقدمت مكة وأنا حائض فلم أطف بالبيت ولا بين الصفا والمروة فشكوت ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال (انقضي رأسك وامتشطي وأهلي بالحج ودعي العمرة) قالت ففعلت فلما قضيت الحج أرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم مع عبدالرحمن بن أبي بكر إلى التنعيم فاعتمرت فقال (هذه مكان عمرتك) فطاف الذين بالبيت وبين الصفا والمروة، ثم حلوا،ثم طافوا طوافا آخر بعد أن رجعوا من منى لحجهم، وأما الذين كانوا أهلوا بالحج أو جمعوا الحج والعمرة فإنما طافوا طوافا واحدا)
¥