فهؤلاء أربعة رووا عنها انها أهلت بعمرة جابر وعروة وطاووس ومجاهد فلو كانت رواية القاسم وعمرة والأسود معارضة لروايه هؤلاء لكانت روايتهم أولى بالتقديم لكثرتهم ولأن فيهم جابرا ولفضل عروة وعلمه بحديث خالته رضي الله عنها
ومن العجب قوله إن النبي لما أمرها أن تترك الطواف وتمضي على الحج توهموا لهذا أنها كانت معتمرة فالنبي إنما أمرها أن تدع العمرة وتنشىء إهلالا بالحج فقال لها وأهلي بالحج ولم يقل استمري عليه ولا امضي فيه وكيف يغلط راوي الأمر بالامتشاط بمجرد مخالفته لمذهب الراد فأين في كتاب الله وسنه رسوله وإجتماع ألأمة ما يحرم على المحرم تسريح شعره ولا يسوغ تغليط الثقات لنصره الآراء والتقليد المحرم وإن أمن من تقطيع الشعر لم يمنع من تسريح رأسه وإن لم يأمن من سقوط شيء من الشعر بالتسريح فهذا المنع منه محل نزاع واجتهاد والدليل يفصل بين المتنازعين فإن لم يدل كتاب ولا سنة ولا إجماع على منعه فهو جائز) انتهى.
فهذا بيان شاف من الإمام ابن القيم يبين أنها أهلت بعمرة، وهو حال المتمتع، فتبين لنا بهذا صحة الإستدلال بقول النبي صلى الله عليه وسلم لها ((يجزئ عنك طوافك بالصفا والمروة عن حجك وعمرتك) على أن المتمتع يكفيه سعي واحد.
أما ما ذكرته وفقك الله (3) ألا ترى أن حديث ابن شهاب عن عن عروة عن عائشة: مفصل، وهو قاض على الإجمال فيما عارضه، كما أشار إليه الحافظ في الفتح. ثم إن الأصل عدم الإدراج، ما لم يدل الدليل على خلافه.) انتهى
فنعم هو مفصل، والأصل عدم الإدراج، ولكن الذي جعل ابن تيمية رحمه الله يقول بالإدراج أنه يقول (فإن المحققين من أهل الحديث يعلمون أن هذه الزيادة في حديث عائشة هي من كلام الزهري ليست من قول عائشة فلا تعارض الحديث الصحيح) انتهى كلامه رحمه الله
فابن تيمية رحمه الله ينقل عن العلماء المحققين من أهل الحديث، وهم أهل الفن، وأنا ذكرت عددا من الأمور التي يمكن أن تدل على ما ذكره أهل العلم من الإدراج، فكونه ذكر في آخر الحديث، وكون الزهري تفرد به من بين من روى الحديث، وكون الزهري مشهور بالإدراج، وغيرها، قد تكون تفسيرا لهذا الإعلال عن أهل العلم من المحققين من المحدثين الذين نقل عنهم ابن تيمية رحمه الله.
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[20 - 01 - 03, 03:32 م]ـ
ونسب القرطبي في الجامع (2/ 397) إلى عطاء وطاوس الإكتفاء بسعي واحد للمتمتع.
ـ[أبو عبدالله النجدي]ــــــــ[20 - 01 - 03, 05:51 م]ـ
أخي الشيخ عبدالرحمن .......... وفقه الله
أمنا عائشة ـ رضي الله عنها ـ أحرمت بالعمرة أول الأمر " تمتعاً "، ثم إنها حاضت بسرٍف، قبل دخولها مكة، فأمرها النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بأن تقرن، وتنسك المناسك كلها، غير ألاّ تطوف بالبيت حتى تطهر، فلم تطف ولم تسعَ إلا بعد الوقوف بعرفة، والمبيت بمزدلفة، ورمي جمرة العقبة، إذ لم تطهر إلا يوم العيد.
فهي إذن " قارنة " ...
ومن ثمّ، يكون قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لها: " يجزئ عنك طوافك بالصفا والمروة عن حجك وعمرتك " متوجهاً إلى القارن، دون المتمتع.
ولذا بوّب البخاري " باب طواف القارن "، ثم أورد حديث عائشة المفصّل. قال الحافظ في الفتح:
(وحديث عائشة مفصّل للحالتين) قلت: [أي التمتع والقران]
يتابع الحافظ فيقول: (فإنها صرحت بفعل من تمتع ثم من قرن، حيث قالت: " فطاف الذين أهلّوا بالعمرة ثم حلّوا، ثم طافوا طوافاً آخر بعد أن رجعوا من منى " فهؤلاء أهل التمتع. ثم قالت:" وأما الذين جمعوا .. الخ " فهؤلاء أهل القران، وهذا أبين من أن يحتاج إلى إيضاح، والله المستعان) اهـ كلام الحافظ من الفتح (3/ 579).
فتأمل قولها " ثم طافوا طوافاً آخر بعد أن رجعوا من منى " فهذا نصٌّ صريح في لزوم السعيين للمتمتع، وقد علّق شيخنا عبدالله بن قعود عافاه الله على هذه الجملة بقوله (هذا سعيٌ ثانٍ للمتمتع).
قلت وبهذا تجتمع الأدلة، ويُعمَل بنصوص الباب جميعاً، ورواية من قال إنها أهلت بعمرة محمولة على أول أمرها، قبل أن تنفس، فلما حاضت قرنت معها الحج، ولذا بكت وقالت " يرجع الناس بحج وعمرة، وأرجع بحجة، فأعمرها من التنعيم، ولو كانت قد استمرت في التمتع لم يصدق قولها " وأرجع بحجة "، أو كما ورد، والله أعلم.
بارك الله فيكم ....
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[20 - 01 - 03, 08:12 م]ـ
حفظكم الله وبارك فيكم،بالنسبة لحديث عائشة رضي الله عنها فقد وقع فيه اختلاف كثير، حتى قال ابن عبدالبر رحمه الله في التمهيد (8/ 226) (الاضطراب عن عائشة في حديثها هذا في الحج عظيم، وقد أكثر العلماء في توجيه الروايات فيه، ودفع بعضهم بعضا ببعض، ولم يستطيعوا الجمع بينها، ورام قوم الجمع بينها في بعض معانيها، وكذلك أحاديثها في الرضاع مضطربة أيضا، وقال بعض العلماء في أحاديثها في الحج والرضاع، إنما جاء ذلك من قبل الرواة، وقال بعضهم بل جاء ذلك منها، فالله أعلم) انتهى
يتبع بإذن الله تعالى
¥