تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[20 - 01 - 03, 09:35 م]ـ

وأما نسك عائشة رضي الله عنها فقد كانت متمتعة في البداية، وقد اختلف أهل العلم هل تركت العمرة أم استمرت فيها وأصبحت قارنة، فالذين قالوا بانها تركت العمرة وأهلت بالحج استدلوا بالحديث الذي عند مسلم (1213)) ولفظه (فاغتسلي، ثم أهلي بالحج)، واستدلوا كذلك بماجاء في الصحيحين من رواية عروة عن عائشة بلفظ (انقضي شعرك وامتشطي، وأهلي بالحج، ودعي العمرة) (فتح 3/ 330) ومسلم (1211)، وهذه الأخيرة قد بين علتها ابن عبدالبر في التمهيد وبين أن عروة لم يسمعها من عائشة، وأشار إليها ابن القيم في الهدي (2/ 169)

قال ابن عبدالبر رحمه الله في التمهيد (8/ 225 - 226) (فالوهم الداخل على عروة في حديثه هذا إنما هو في قوله (انقضي رأسك وامتشطي وأهلي بالحج ودعي العمرة)

قال أبو عمر قد روى حماد بن زيد أن هذا الكلام لم يسمعه عروة في حديثه ذلك من عائشة فبين موضع الوهم فيه

أخبرنا عبدالله بن محمد بن يوسف وإبراهيم بن شاكر قالا أخبرنا محمد بن أحمد بن يحيىقال حدثنا أحمد بن خالد قال حدثنا الحسن بن أحمد قال حدثنا محمد بن عبيد قال حدثنا حماد بن زيد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم موافين هلال ذي الحجة فقال النبي صلى الله عليه وسلم من شاء أن يهل بحج فليهل ومن شاء أن يهل بعمرة فليهل فمنا من أهل بحج ومنا من أهل بعمرة حتى إذا كنت بسرف حضت فدخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أبكي فقال ما شأنك فقلت وددت أني لم أخرج العام وذكرت له محيضها

(((قال عروة فحدثني غير واحد)) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لها دعي عمرتك وانقضي رأسك وامتشطي وافعلي ما يفعل الحاج المسلمون في حجهم

قالت فأطعت الله ورسوله فلما كانت ليلة الصدر أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم عبدالرحمن بن أبي بكر فأخرجها إلى التنعيم فأهلت منه بعمرة)

ففي رواية حماد بن زيد عن هشام بن عروة في هذا الحديث علة اللفظ الذي عليه مدار المخالف في النكتة التي بها يستجيز رفض العمرة لأنه كلام لم يسمعه عروة من عائشة وإن كان حماد بن زيد قد انفرد بذلك فإنه ثقة فيما نقل وبالله التوفيق) انتهى.

ومن يذهب إلى أنها بقيت على عمرتها يستدل بماجاء في صحيح البخاري (1560) ومسلم (1211) بلفظ (كوني في حجتك عسى الله أن يرزقكيها)

وبقوله لها فيما بعد (طوافك بالبيت وسعيك بين الصفا والمروة يكفيك لحجك وعمرتك)

وحتى لو قيل بأن عائشة رضي الله عنها كانت قارنة، فالعبرة بعموم اللفظ لابخصوص السبب، فيستدل بهذا الحديث للمتمتع، وكذلك بقوله صلى الله عليه وسلم (دخلت العمرة في الحج إلى يوم القيامة)

وأما اللفظ الذي جاء عن عائشة رضي الله عنها (فطاف الذين أهلّوا بالعمرة ثم حلّوا، ثم طافوا طوافاً آخر بعد أن رجعوا من منى " فهؤلاء أهل التمتع. ثم قالت:" وأما الذين جمعوا 000)، فقد سبق أنه مدرج فلا يحتج به

ويكفينا ماجاء في صحيح مسلم (1213) حدثنا أحمد بن يونس حدثنا زهير حدثنا أبو الزبير عن جابر رضي الله عنه ح وحدثنا يحيى بن يحيى واللفظ له أخبرنا أبو خيثمة عن أبي الزبير عن جابر رضي الله عنه قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مهلين النساء والولدان فلما قدمنا مكة طفنا بالبيت وبالصفا والمروة فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من لم يكن معه هدي فليحلل قال قلنا أي الحل قال الحل كله قال فأتينا النساء ولبسنا الثياب ومسسنا الطيب فلما كان يوم التروية أهللنا بالحج ((وكفانا الطواف الأول بين الصفا والمروة)) فأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نشترك في الإبل والبقر كل سبعة منا في بدنة

ومما يضاف

قال الحافظ ابن كثير رحمه الله في البداية والنهاية (5/ 171 - 172) (فصل

ثم إنه لم يعد الطواف بين الصفا والمروة مرة ثانية بل اكتفى بطوافه الأول كما روى مسلم في صحيحه من طريق ابن جريج أخبرني أبو الزبير سمعت جابر بن عبد الله يقول لم يطف النبي وأصحابه بين الصفا والمروة إلا طوافا واحدا قلت والمراد بأصحابه هاهنا الذين ساقوا الهدي وكانوا قارنين كما ثبت في صحيح مسلم أن رسول الله قال لعائشة وكانت أدخلت الحج على العمرة فصارت قارنة يكفيك طوافك بالبيت وبين الصفا والمروة لحجك وعمرتك

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير