تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وعند أصحاب الامام احمد أن قول جابر وأصحابه عام في القارنين والمتمتعين

ولهذا نص الامام احمد على أن المتمتع يكفيه طواف واحد عن حجه وعمرته وان تحلل بينهما تحلل) انتهى

ـ[أبو عبدالله النجدي]ــــــــ[22 - 01 - 03, 11:27 م]ـ

شكر الله لكم هذا البيان والتحقيق .....

ولا شك أن ما سقتموه من الدلائل له قوة واعتبار، ولكن ـ ربما بحكم العادة ـ عند النظر يجد الباحث بعض الإيرادات، فلعل صدركم يتسع للمباحثة، سائلاً المولى ـ عزّ و تقدّسَ ـ أن يرينا من أمرنا رشدا.

فما قولكم بارك الله فيكم لو قيل:

1) إن المراد بالتمتع: هو الإتيان بالعمرة في أشهر الحج، والفراغ من أعمالها، ثم التحلل منها (الحلَّ كله)، ثم الإحرامُ بالحج من عامه، وهذا ما يفيده حرف الجر (إلى) في قوله ـ تعالى وتقدّس ـ " فمن تمتع بالعمرة إلى الحج .. " الآية، وبهذا تكونُ أعمالُ الحج منفصلةً عن أعمال العمرة البتَّةَ، في التمتع خاصة. ولذا فإن أعمال عمرة المتمتع لا تجزئه عن حجه، لانفصال أعمالهما، خلافاً للقران فعمرته دخلت في الحج دخولاً تاماً، فلم نلزمه إلا بطواف واحد، وسعي واحد.

يضاف إليه قول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لهم في ذي الحليفة " من أحب أن يهلّ بعمرة فليفعل .. "الحديث، فالمتمتع يبدأ بأعمال العمرة، ولا يُدخِلُ أعمال الحج عليها، فإحرامه وطوافه وسعيه وتقصيره إنما هي أعمال العمرة فحسب، كما تدل عليه ظواهر هذه النصوص وغيرها، ومنه حديث " لمََا سقت الهدي ولجعلتها عمرة " الحديث.

2) بالنسبة إلى جملة " فطاف الذين أهلّوا بالعمرة ثم حلّوا، ثم طافوا طوافاً آخر بعد أن رجعوا من منى "، فظاهر صنيع الإمام البخاري تصحيح هذه الجملة من الحديث، و لا شك أنه من أئمة هذا الشأن، فهو طبيب علل الحديث، كما وصفه صاحبه الإمام مسلم بن الحجاج، والقول بإدراجها مقابَلٌ بتصحيح هذا الإمام لها.

3) أما نسك عائشة رضي الله عنها فنعم وقع فيه اختلاف واضطراب، والأكثرون على أنها كانت قارنة، وليس هذا ـ أي الاضطراب ـ مختصاً بنسكها، بل وقع مثله في نسك النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأصحابه.

وقد حرر الحافظ في الفتح روايات الباب تحريراً جيداً، فقال ما نصه: (والرافع للإشكال في ذلك ما رواه مسلم، من حديث جابر، أن عائشة أهلت بعمرة، حتى إذا كانت بسرف حاضت، فقال لها النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: " أَهلّي بالحج "، حتى إذا طهرتْ طافتْ بالكعبة وسعت، فقال: " قد حللت من حجك وعمرتك "، قالت يا رسول الله: " إني أجد في نفسي أني لم أطف بالبيت حتى حججت"، قال: " فأعمرها من التنعيم ".ولمسلم من طريق طاوس عنها، فقال لها النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ " طوافك يسعك لحجك وعمرتك "، فهذا صريح في أنها كانت قارنة، لقوله: " قد حللت من حجك وعمرتك "، وإنما أعمرها من التنعيم تطييبا لقلبها، لكونها لم تطف بالبيت لما دخلت معتمرة.) اهـ من فتح الباري (3/ 424).

فهي إذاً ـ عند الأكثرين ـ كانت قارنة، واحتجوا بالحديث نفسه " طوافك بالبيت، وسعيك بين الصفا والمروة يسعك لحجك وعمرتك "، قلت: واستدلالهم بهذا جيدٌ حسنٌ، فمثل هذا لا يقال إلاّ لمن جمع بين الحج والعمرة، ووحَّدَ أفعالهما، وهو القارن.

ويوضحه أكثر أنه قال:" طوافك بالبيت .... يسعك لحجك وعمرتك "، فهل يقال للمتمتع طوافك (الأول) يسعك لحجك وعمرتك؟!

وأما حديث " أهِلِّي بالحج، ودعي العمرة " فكما ذكرتم من التعليل، ولو صحت هذه الجملة لم تخالف القول بالقِرَان، قال الحافظ البيهقي: (وقوله: " أهلي بالحج ودعي العمرة "، يريد به أمسكي عن أفعالها، وادخلي عليها الحج، وذلك بين في رواية جابر بن عبد الله رضي الله عنه في قصة عائشة رضي الله عنها)

سنن البيهقي (4/ 346)

فالقول بأنها كانت مفردة هو قول الكوفيين وهو ضعيف، لأدلة منها قوله " يسعك طوافك لحجك وعمرتك " كما سبق، فتعين القران، كما أنها لا يمكن أن تكون متمتعة، إذ لم تطف إلا يوم النحر، والله أعلم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير