والمؤثرين فيها يجدهم كلهم " نيوايجرز " قبل أن يكونوا مطوري برمجة، وما تبنيهم لها وإسهامهم في إخراجها إلا لكونها بتقنياتها وفرضياتها طريقة لنشر فكرهم الثيوصوفي، وقالب لفلسفتهم " وحدة الوجود " في ساحة العامة لا ساحة العلماء، وبطريق المزاحمة المتدرجة لا المواجهة والمصادمة، وبطريق التدريب والتطبيق والممارسة لا بطريق التنظير والفلسفة.
أما من ناحية مضامين البرمجة ومحتوى برامجها فإن البحث العلمي أثبت اشتمالها على أمرين مهمين:
الأول برنامج انتقائي { eclectic } يضم مجموعة منتقاة من الفلسفيات والنظريات والفرضيات من علوم شتى إدارية ونفسية ولغوية ودينية مع بعض الممارسات والتقنيات لمجموعة من الناجحين بمنظور غربي {منهم ناجحون في السحر والشعوذة والنفاق اللغوي} فمن هذه المجموعة المنتقاة تطبيقات مأخوذة ومنتحلة من فروع العلم الأخرى كعلم النفس السلوكي والمعرفي وشيء من الإدارة والعلاج النفسي وغيرها، وعلى هذا فالبرمجة تشمل بعض التقنيات السلوكية الصحيحة لا بد منها لإكمال البرنامج ليست من أصلها ولا من ابتكارها وإبداعها، وإن ظن ذلك كثير من المفتونين بها! صرح بذلك في الغرب كبار روادها وذكره المدرب ودسمول فقال: " ليس في البرمجة شيء جديد " بينما تجد ــ للأسف ــ في واقع المتدربين والمدربين من يظن أن كل مهارات الإيحاء برمجة عصبية، وكل نجاحات التربية والتواصل برمجة عصبية، وكل علاج نفسي صحيح برمجة عصبية ...... بل وكل خير جاء به أحد من البشر برمجة عصبية، حتى ادعى بعضهم أن رسالة خير المرسلين إنما هي برمجة باندلر اللغوية العصبية!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!.
الأمر الثاني: "فلسفة الوعي الجمعي" وهي صورة مطورة لفلسفة
" العقل الكلي " وتطبيق جديد لعقيدة " وحدة الوجود " والظاهر الذي تعرض به هذه الفلسفة ملخصه: أن مجال التطوير والنجاح للإنسان يتم بفاعلية أكثر عن طريق بوابة واسعة تتعدى العقل وإمكاناته المحدودة، وتتجاوز سيطرته على الجسد وقدراته إلى قدرات اللاوعي، حيث يمثل اللاوعي في معتقدهم 93% من العقل بينما الوعي المنتبه " العقل "
لا يتجاوز 7% بزعمهم، لذا يرون أهمية الدخول في حالات الوعي المغيرة بالتنويم أو التركيز وقوة التخيل أو التنفس العميق للاتصال بـ"اللاوعي " بهدف إطلاق قوى النفس الكامنة ومخاطبة العقل الباطن والاتصال من خلاله بالوعي الجمعي ليصل الإنسان إلى النجاح والتميز ويستطيع تغيير واقعه ومستقبله حسبما يريد.
مع أن ما يسمى العقل الباطن أو اللاوعي لا يعدو كونه فرضية، وهذا لا يعني أنه غير موجود، وإنما يعني أن هناك عدة ظواهر لم يستطع العلم حتى الآن تفسيرها تفسيرا دقيقا وقد يكون وراءها أكثر من أمر، وجمعها كلها وإطلاق لفظ عقل باطن أو لاوعي عليها مغالطة علمية مرفوضة عند العلماء، وعند المسلمين منهم هي فرضية مرفوضة بشدة بهذا التجميع حيث يحتوي القاموس الإسلامي على مصطلحات كثيرة منها {العقل، القلب، الفؤاد، النفس بأنواعها، قرين الجن وقرين الملائكة، الشيطان} وغيرها مما يجعل عزو الأمور كلها إما إلى عقل واعي أو لا واعي فقط جهل جهل ومغالطة يرفضها الذي يتربى على قول الله تعالى " ولا تقف ما ليس لك به علم ".
ولعل من الطريف أن أورد هذا التساؤل الذي أوردته الأستاذة غادة الفارسي من الكويت ــ مدربة سابقة على البرمجة والطاقة ــ في كتابها {علوم العقل الباطن تحت المجهر} فتقول: " هل العقل الباطن هو خنزب " والباعث على تساؤلها موقف تدريبي تحكيه فتقول: " قال لنا المدرب المسلم المتبني لهذا العلم في إحدى الدورات: إن الصلاة هي مرحلة استرخاء يعمل فيها العقل الباطن بقوة لذلك يستطيع الإنسان خلال الصلاة أن يتذكر أمورا كان قد نسيها!! بينما المصطفى يفسر هذه الظاهرة بأنها من فعل خنزب الشيطان الذي يأتي للإنسان ليشغله عن الصلاة. فهل العقل الباطن هو خنزب؟ اهـ.
ـ[أبو يحيى التركي]ــــــــ[01 - 06 - 04, 01:28 م]ـ
قال شيخ الإسلام: فما ظهر فيمن بعدهم ــ أي الصحابة ــ مما يظن أنها فضيلة للمتأخرين ولم تكن فيهم فإنها من الشيطان وهي نقيصة لا فضيلة سواء كانت من جنس العلوم أو من جنس العبادات أو من جنس الخوارق والآيات أو من جنس السياسة والملك. بل خير الناس بعدهم أتبعهم لهم. المجموع 27/ 390
1 ـ لنفرض أن في البرمجة نفعا، أليس في كتاب الله وسنة نبيه ما يغني؟ فإن قلت بلى فالحمدلله وإن قلت لا،فكيف تفسر تمثيل المدربين لتطبيقاتها بأمثلة من السنة.
2 ـ من مداخل إبليس على العبد تقديم المفضول على الفاضل، ذكره ابن القيم رحمه الله. فإن سلمنا أن في البرمجة نفعا وخيرا، أليس تقديمها على كتاب الله وسنة نبيه من مداخل إبليس عليك؟ أجب بنفسك.
3 ـ إن كان فيها نفعا فهل نستخدمها وندخلها حتى في عباداتنا مع ربنا كحفظ القرآن وغيره، أظنك ستقول لا، وإن قلت نعم فإن قبلك أربعة عشر قرنا أفلح الناس فيه من دونها. فعليك بنهجهم.
4 ـ إن كان فيها نفعا فتذكر أن العمر قصير والعلم كثير
5 ـ على أني لا أسلم أن فيها نفعا، لأنها ضرب من الخرافات والخزعبلات بل ضرب من السحر والشعوذة
6ـ من خلال بحث الداعية يتبين لنا خطرها على عقيدتنا
7 ـ نابعة من قوم لا يدينون بالله ولا باليوم الآخر.
كنت مع شخص قد تعلم البرمجة وكنت أبدي الندم على شيء فعلته فقال لي بفخر: إن من قواعد البرمجة: لا تندم على شيء فعلته بالأمس لأنه خير أمر فعلته في ذلك الوقت، فخليت الندم وارتحت، وفجأة تذكرت: أين مبدأ محاسبة النفس؟!!!
8 ـ درء المفاسد مقدم على جلب المصالح.
9 ـ من علامة تحقيق التوحيد أن يدع المرء ما لابأس به خشية الوقوع فيما فيه بأس. {دع ما يريبك إلى ما لا يريبك}
10 ـ حرق عمر رضي الله عنه كتب الأعاجم. اقتضاء الصراط المستقيم
¥