تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال البيهقي وكذلك رواه المغيرة بن زياد عن عطاء وأصح إسناد فيه ما أخبرنا أبو بكر الحارثي عن الدارقطني عن المحاملي حدثنا سعيد ابن محمد بن ثواب حدثنا أبو عاصم حدثنا عمر بن سعيد عن عطاء عن عائشة أن النبي كان يقصر في الصلاة ويتم ويفطر ويصوم

قال الدارقطني وهذا إسناد صحيح ثم ساق من طريق أبي بكر النيسابوري عن عباس الدوري أنبأنا أبو نعيم حدثنا العلاء بن زهير حدثني عبدالرحمن بن الأسود عن عائشة أنها اعتمرت مع النبي من المدينة إلى مكة حتى إذا قدمت مكة قالت يا رسول الله بأبي أنت وأمي قصرت وأتممت وصمت وأفطرت قال أحسنت يا عائشة

وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية يقول هذا الحديث كذب على عائشة ... ).

لذا قال ابن القيم رحمه الله (وأما بعد موته صلي الله عليه وسلم فإنها أتمت كما أتم عثمان وكلاهما تأول تأويلاً، والحجة في روايتهم لا في تأويل الواحد منهم مع مخالفة غيره له ... )

وجه ثالث: أن الصحابي رضي الله عنهم أجمعين من الممكن أن ينسى روايته و هذا أمر واقع فكم عن معبد بن هلال العنزي، قال: اجتمعنا ناس من أهل البصرة فذهبنا إلى أنس بن مالك، وذهبنا معنا بثابت البناني إليه يسأله لنا عن حديث الشفاعة، فإذا هو في قصره فوافقناه يصلي الضحى، فاستأذنا، فأذن لنا وهو قاعد على فراشه، فقلنا لثابت: لا تسأله عن شيء أول من حديث الشفاعة، فقال: يا أبا حمزة هؤلاء إخوانك من أهل البصرة جاءوك يسألونك عن حديث الشفاعة، فقال: حدثنا محمد صلى الله عليه وسلم قال: " إذا كان يوم القيامة ماج الناس بعضهم في بعض .... و في آخر الحديث ( ... فلما خرجنا من عند أنس قلت لبعض أصحابنا: لو مررنا بالحسن وهو متوار في منزل أبي خليفة فحدثناه بما حدثنا أنس بن مالك، فأتيناه فسلمنا عليه، فأذن لنا فقلنا له: يا أبا سعيد، جئناك من عند أخيك أنس بن مالك، فلم نر مثل ما حدثنا في الشفاعة، فقال: هيه فحدثناه بالحديث، فانتهى إلى هذا الموضع، فقال: هيه، فقلنا لم يزد لنا على هذا، فقال: لقد حدثني وهو جميع منذ عشرين سنة فلا أدري أنسي أم كره أن تتكلوا) فالصحابي قد يروي رواية ثم ينساها ثم يسأل عن عين هذه المسألة فيفتي فيها برأيه لنسيانه للرواية.

وجه رابع: و هذا متعلق بنظر المتأخرين للرأي و الرواية فقد يكون هناك تعارض في نظر المتأخر بين الرأي و الراوية و في الحقيقة ليس هناك أي تعارض إما لفهمه الرواية خطأ أو الرأي أو كليهما.

و من هذا الباب ما نقله بعض الإخوة في هذا الموضوع (قال الحافظ ابن رجب في فتح الباري (7/ 365)

وروى عمرو بن يحيى المازني، عن محمد بن يحيى بن حبان، عن عمه واسع بن حبان، أنه سأل ابن عمر عن صلاة النبي: كيف كانت؟ قال: ((الله أكبر))، كلما وضع ورفع، ثم يقول: ((السلام عليكم ورحمه الله)) عن يمينه، ((السلام عليكم ورحمه الله)) عن يساره.

خَّرجه الإمام أحمد والنسائي.

وهذا إسناد جيد.

قال ابن عبد البر: هو إسناد مدني صحيح، إلا أنه يعلل بأن ابن عمر كان يسلم تسليمةً واحدةً، فكيف يروي هذا عن النبي ثم يخالفه؟

وقد ذكر البيهقي أنه اختلف في إسناده، لكنه رجح صحته.).

فالحديث جود إسناده ابن رجب و صححه البيهقي و صحح إسناده ابن عبد البر.

و أعل ابن عبد البر هذا الحديث بقوله (إلا أنه يعلل بأن ابن عمر كان يسلم تسليمةً واحدةً، فكيف يروي هذا عن النبي ثم يخالفه؟)

فابن عبد البر رحمه الله ظن أن هناك تعارضا بين رواية ابن عمر رضي الله عنهما و بين فعله و المتدبر في الرأي و الرواية لا يجد اي مناقضة بينهما فالفعل هنا و الرواية يدخلان في قاعدة تنوع العبادت فهذا اختلاف تنوع لا اختلاف تضاد فمن الممكن الجمع بقولنا أن التسليمة الواحدة ثابته و كذلك حديث التسليمتين ثابت و جاز لنا فعل هذا و هذا.

فحديث التسليمة الواحدة ثابت من حديث سهل بن سعد الساعدي و عائشه رضي الله عنها.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير