حدثنا عبدة بن عبدالله , حدثنا زيد , حدثنا معاوية , حدثني أبو الزاهرية , عن جبير بن نفير الحضرمي , عن أبي ذر , قال: قام بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان ليلة ثلاث وعشرين إلى ثلث الليل الأول , ثم قال: " ما أحسب ما تطلبون إلا وراءكم " ثم قام [ليلة] خمس وعشرين إلى نصف الليل , ثم قال: " ما أحسب ماتطلبون إلا وراءكم " ثم قمنا ليلة سبع وعشرين إلى الصبح. (سبق تخريجه)
ثم أن هذا الحديث لم يعمل به النبي صلى الله عليه وسلم ولا أبو بكر الصديق رضي الله عنه ولم يعمل به عمر بن الخطاب رضي الله عنه صدرا من خلافته ولم يستشهد به عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما أنكر عليه أبي بن كعب رضي الله عنه.
وأما الأفضل فهو صلاتها في البيوت بدليل قول النبي صلى الله عليه وسلم " صلوا في بيوتكم " وفعل الخلفاء الراشدين من بعده.
ثم قلت: فقول عمر من يشبه قول ابن عمر رضي الله عنهما في صلاة الضحى عندما سئل عنها فقال: "بدعة ونعمت البدعة"، والأثر عند ابن أبي شيبة وقد صححه ابن حجر في الفتح، قال ابن كثير –وغيره.
أقول:هذه الرواية غير صحيحة كما أدعية بل هي ضعيفة وهاك الدليل:
- قال البخاري ثنا قتيبة ثنا جرير عن منصور عن مجاهد قال دخلت أنا وعروة بن الزبير المسجد , فإذا عبدالله بن عمر رضي الله عنهما جالس إلى حجر عائشة , وإذ أناس يصلون في المسجد صلاة الضحى قال: فسألناه عن صلاتهم فقال: بدعة. (رواه البخاري 3/ 701)
وضده , قال ابن حجر روى سعيد بن منصور عن مجاهد عن ابن عمر قال: أنها محدثة وأنها لمن أحسن ما أحدثوا [الفتح 3/ 63 وقال محقق عبدالرزاق الصنعاني (4869/ 3 /79) وهي من رواية سالم وليست روية ابن عمر التي من طريق سعيد بن منصور (كذا في الحاشية)]
وقال ابن أبي شيبة ثنا وكيع ثنا حاجب بن عمر عن الحكم بن الأعرج قال سألت ابن عمر عن صلاة الضحى قال: بدعة (ابن أبي شيبة 2/ 297 رقم 10) إسناده صحيح
وضده , ما أسنده ابن أبي شيبة أيضا فقال: ثنا ابن عليه عن الجريري عن الحكم بن الأعرج قال سألت محمدا فقال: " بدعة ونعمت البدعة " (أبن أبي شيبة 2/ 296 رقم2)
قلت: وفي سنده الجريري وهو سعيد بن إياس الجريري ثقة من الخامسة اختلط قبل موته بثلاث سنين (التقريب 2509)
وكذلك في سنده الحكم بن الأعرج قال ابن حجر ثقة ربما وهم (1580)
وقد أضطرب الأعرج في السند حيث أنة مرة روى عن ابن عمر الذي قال فيه (بدعة) وهنا روى عن ابن سيرين من غير أن يذكر ابن عمر , لكنه قال " نعمت البدعة " ورجعت إلى تهذيب الكمال للمزي ولم أجده يذكر من شيوخ الأعرج ابن سيرين ولكنه ذكر ابن عمر مباشرة كما صح هناك (تهذيب الكمال) ثم إن القصة التي ذكرت في هذا الأثر أنه " مسند ظهره إلى حجر النبي صلى الله عليه وسلم " جاء في البخاري مثله تماما لكن لم يذكر إلا في آخره " البدعة " فلا أظن أن هذا الأثر يقوى على الاحتجاج به لاضطرابه في السند , وبسبب نكارته في المتن من جهه المخالفة.
وروى ابن أبي شيبة من طريق يحيى بن مسلم الهمداني عن سعيد بن عمرو القرشي قال: تتبعت أبا عبدالله بن عمر لأتعلم منه فما رأيته يصلي السبحه , وكان إذا رآهم يصلون قال: أحسن ما أحدثوا سبحتهم هذه. (أخرجه ابن أبي شيبة 2 /رقم 7792 بسند ضعيف , من رواية سالم وكنيته أبو عبدالله المدني أحد الفقهاء السبعة التقريب 2189.)
قلت: في سنده يحيى بن مسلم الهمداني.
قال ابن معين: ضعيف , وقال أبو حاتم يكتب حديثه , وقال أبو زرعة لا بأس به. (تهذيب الكمال 20/ 216)
وأخرج عبدالرزاق عن معمر عن الزهري عن سالم عن أبيه قال: لقد قتل عثمان وما أحد يسبحها وما احدث الناس شيئا أحب إلي منها. (أخرجه عبدالرزاق في مصنفه رقم 4868)
وذكر عبد الرزاق كذلك فقال: عن ابن جريج أو معمر. (أخرجه عبدالرزاق في مصنفه رقم 4869)
وقال الحافظ الذهبي في معمر " مع كون معمر ثقة ثبت فله أوهام , لا سيما لما قدم البصره لزيارة أمه فإنه لم يكن معه كتبه , فحدث من حفظه , فوقع للبصرين عنه أغاليط. (السير 7/ 12)
قلت: وقد ذكر أبو حاتم سندا فيه " سالم عن أبيه " ومتنه: " عش حميدا وألبس جديدا" فقال: هذا غلط. (أخرجه عبدالرزاق في مصنفه رقم 4869)
¥