ثم رغب النبي صلى الله عليه وسلم بقوله:" إنه من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة". صححه الترمذي وابن خزيمة و ابن حبان وغيرهم من حديث أبي ذر.
فهذه الأحاديث دلت على الترغيب في قيام رمضان، وكونه مع الإمام يعني جماعة.
أما فعله صلى الله عليه وسلم فقد جاء في عدة أحاديث كحديث عائشة، وأنس، والنعمان بن بشير، وأبي ذر وغيرها من الأحاديث.
ولنأخذ لفظ حديث عائشة في الصحيحين:" أن عائشة أخبرته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج ذات ليلة من جوف الليل فصلى في المسجد فصلى رجال بصلاته فأصبح الناس فتحدثوا فاجتمع أكثر منهم فصلوا معه فأصبح الناس فتحدثوا فكثر أهل المسجد من الليلة الثالثة فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلوا بصلاته فلما كانت الليلة الرابعة عجز المسجد عن أهله حتى خرج لصلاة الصبح فلما قضى الفجر أقبل على الناس فتشهد ثم قال أما بعد فإنه لم يخف علي مكانكم لكني خشيت أن تفرض عليكم فتعجزوا عنها".
ووجه الدلالة أن النبي صلى الله عليه وسلم صلاها في المسجد، وصلى خلفه أصحابه ولم ينكر عليهم، بل قال: كما في حديث أبي ذر المتقدم: من قام مع الإمام ... الحديث، ولم يتركه إلا خشية أن يفرض عليهم. ويبقى أيضا قوله:"من قام مع الإمام .. ".
وقد روي أن بعض الصحابة كانوا يجتمعون في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم روي بسند ضعيف، ومن طريق آخر مرسل حسن ذكره البيهقي في السنن الكبرى 2/ 495.
وأما الصحابة فقد كانوا يصلونها جماعات، ووحدان حتى جمعهم الخليفة الراشد الذي له سنة متبعة، على إمام واحد بعد أن كانوا يصلون مجتمعين، ومفترقين، ولم يخالف منهم أحد بل وافقه على هذا العمل بقية العشرة، وأهل بدر، وأصحاب السمرة، وبقية الصحابة والتابعين من غير نكير، واستمرت هذه السنة من تلكم الليلة التي جمعهم عليها إلى يومنا هذا في جميع أقطار المسلمين.
وللحديث بقية =
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[29 - 06 - 04, 11:36 م]ـ
أما ما حاول الأخ أبو حسين أن يجعله إنكارا من بعض الصحابة فلا حجة له فيه، بل عليه، وهذا الذي ذكر عن ثلاثة من الصحابة:
فأول هؤلاء أبي بن كعب وزعم أبو حسين في تعقيب رقم 17، أنه يراها بدعة فقال:
أثر أبي بن كعب رضي الله عنه:
قال ضياء الدين أبي عبد الله محمد بن الواحد بن عبد الرحمن اخبرنا أبو عبد الله محمود بن أحمد بن عبد الرحمن الثقفي بأصبهان أن سعيد بن أبي الرجاء الصيرفي اخبرهم قراءة عليه أنا عبد الواحد بن أحمد البقال، وأنا عبيد الله بن يعقوب بن إسحاق، أنا جدي إسحاق بن ابراهيم بن محمد بن جميل، أنا أحمد بن منيع أ وأنا الحسن بن موسى، أبو جعفر الرازي، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية، عن أبي بن كعب. أن عمر أبيا أن يصلي بالناس في رمضان، فقال: إذا الناس يصومون النهار ولا يحسنون أن يقرؤا قرأت القرآن عليهم بالليل.
فقال: يا أمير المؤمنين هذا شيء لم يكن! فقال: قد علمت، ولكنه أحسن فصلى بهم عشرين ركعة.
قال محقق الأحاديث المختارة، عبد الملك بن عبد الله بن دهيش: إسناده حسن.اهـ.
قلتُ: هنا وقفات: أولا لم يتكلف الأخ في النظر في صحة هذا الأثر إذ كان له، واكتفى بتقليد المحقق بقوله إسناد حسن.
وقد قدم الأخ حارث بعض الكلام عليه .. ولو رجع إلى التهذيب في ترجمة وأبي جعفر، والربيع بن أنس لوجد في أبي جعفر جرحا مفسرا، وطعنا خصوصا في روايته عن الربيع!، وللمعلومية الشيخ ابن دهيش ـ حفظه الله ـ ليس من أهل الصنعة، وليس هو الذي يحقق بنفسه، وأحكامهم في التصحيح والتضعيف ضعيفة لأنها دائرة في الغالب في فلك تقريب ابن حجر!
بينما نجد أبا حسين يتنقل بين كتب الرجال لتضعيف من يستدل عليه!
ثم على فرضنا أنه متواتر فلا حجة لك فيه بل الحجة عليك فأنت زعمتَ أن في قوله: "إنه لم يكن " حكم منه بالبدعة!، وأقول لك: إن هذا من أبطل الباطل فكيف يراه بدعة، ويفعله، ويواظب عليه معظم الأيام، وقوله: لم يكن كقول أبي بكر وعمر ثم زيد بن ثابت في جمع القرآن فهل ترى جمعه بدعة أيضا!
ثم ذهبت تحتج لقولك بأنه يفعله ويراه بدعة كما أتم ابن مسعود الصلاة بمنى ...
¥