ـ[أبو حسين]ــــــــ[03 - 07 - 04, 07:29 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الرد على الشيخ عبدالرحمن السديس حفظه الله تعالى
قولك: وقد دل على ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم وفعله صلى الله عليه وسلم وفعل الصحابة رضي الله عنهم بلا مخالف نعلمه.
فأما قوله صلى الله عليه وسلم فقد قال:" من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه " متفق عليه من حديث أبي هريرة.
فأقول: حديث أبي هريرة رضي الله عنه عام فالذي يقوم رمضان في بيته يكون قد قام رمضان , فأين الدليل على الجماعة فضلا عن المواظبة عليها في المسجد؟!!!
وقولك: والنصوص في هذا كثيرة وليس كما زعم أبو حسين بقوله: وكان يتحرى ليلة القدر ولم يقم رمضان كله!
أقول: أنت تدعي ان النبي صلى الله عليه و سلم صلى لم يقم من أجل ليلة القدر فما هو دليلك؟ وأنا أقول ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يقم إلا لأجل ليلة القدر وهذا هو دليلي:
قال الإمام ابن خزيمة: باب ذكر الدليل على أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما خص القيام بالناس هذه الليالي الثلاث لليلة القدر فيهن.
- حدثنا عبدة بن عبدالله , حدثنا زيد , حدثنا معاوية , حدثني أبو الزاهرية , عن جبير بن نفير الحضرمي , عن أبي ذر , قال: قام بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان ليلة ثلاث وعشرين إلى ثلث الليل الأول , ثم قال: " ما أحسب ما تطلبون إلا وراءكم " ثم قام [ليلة] خمس وعشرين إلى نصف الليل , ثم قال: " ما أحسب ماتطلبون إلا وراءكم " ثم قمنا ليلة سبع وعشرين إلى الصبح.
قال أبو بكر: هذه اللفظة: " إلا وراءكم " هو عندي من باب الأضداد , ويريد: أمامكم , لأن ما قد مضى هو وراء المرء , وما يستقبله هو أمامه , والنبي صلى الله عليه وسلم إنما أراد: ما أحسب ما تطلبون- أي ليلة القدر -إلا فيما تستقبلون , لا أنها في ما مضى من الشهر وهذا كقوله عز وجل: (وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا). [الكهف: 79]. يريد كان أمامهم. (صحيح ابن خزيمة 3/ 337).
أقول: النبي صلى الله عليه وسلم لم يقم إلا الليالي الوتر وهذا هو الدليل الذي ذكرته من قبل:
صلى النبي صلى الله عليه وسلم في العشر الأواخر في الليالي الوتر منها وهي ليلة (23 - 25 - 27) وهاك الدليل:
1 - عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى في المسجد , ذات ليلة فصلى بصلاته , ناس ثم صلى الليلة القابلة , فكثر الناس , ثم اجتمعوا من الليلة الثالثة أو الرابعة , فلم يخرج إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما أصبح قال: " قد رأيت الذي صنعتم , ولم يمنعني من الخروج إليكم , إلا أني خشيت أن تفرض عليكم " وذلك في رمضان (الموطأ ص84)
قال الكاندهلوي: " صلى في ليلة من رمضان و الظاهر أنها ليلة ثلاث وعشرين ". (أوجز المسالك إلى موطأ مالك 2/ 285)
وقال أيضا: " ثم صلى من القابلة أو في نسخة الليلة القابلة أي المقبلة والظاهر أنها ليلة خمس وعشرين ". (نفس المصدر السابق)
2 - أبي ذر رضي الله عنه قال: صمنا مع رسول الله في رمضان، فلم يقم بنا شيئا منه حتى بقي سبع ليالي، فقام بنا السابعة حتى صلى نحو ثلث الليل، ثم كانت التي تليها فلم يقم بنا حتى كانت الخامسة، فقام بنا حتى كان نحو من شطر الليل فقلت: يا رسول الله لو نفلتنا بقية ليلتنا هذه؟ قال: (لا) انه من قام مع الإمام حتى ينصرف حسب له قيام ليلة، ثم كانت التي تليها فلم يقمها حتى كانت الليلة الثالثة، فجمع أهله واجتمع الناس فقام حتى خشينا أن يفوتنا الفلاح، فقلت وما الفلاح؟ قال: السحور، ثم لم يقم بعدها حتى مضى الشهر. (أخرجه الترمذي 806 والنسائي 3/ 202 وأبو داود 1375 وابن ماجه 1327)
- بعدما ذكر ابن عبدالبر أحاديث ليلة القدر في ثلاث وعشرين وخمس وعشرين وسبع وعشرين التي في حديث أبي ذر رضي الله عنه وغيره.
قال أبو عمر: فهذه الآثار في معنى حديث مالك عن ابن شهاب عن
عروة عن عائشة المذكور في هذا الباب وفيها تفسير له وعبارة عن معنى الليلة القابلة والليلة الثالثة والرابعة المذكورات فيه. أ هـ (التمهيد 8/ 113)
قولك: ثم رغب النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: " إنه من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة ".
¥