تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

و منها قوله تعالى {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ} البقرة152 و الآية ظاهرة بأن ترك الشكر من الكفر بالله فالكفر عند الإطلاق في كتاب الله تعالى المراد به الكفر الأكبر و لا يمنع هذا دخول الكفر الأصغر لوجود قد مشترك من الكفر بينهما لذا كان السلف يحتجون بآيات الكفر الأكبر و الشرك الأكبر على الأصغر فعن عروة قال: دخل حذيفة على مريض، فرأى في عضده سيراً فقطعه أو انتزعه. ثم قال: " وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون ".

قال صاحب فتح المجيد (ففيه صحة الاستدلال على الشرك الأصغر بما أنزله الله فى الشرك الأكبر، لشمول الآية ودخوله فى مسمى الشرك).

قول الله تعالى: ' 2: 22 ' " فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون " وعن ابن عباس رضي الله عنهما في الآية الأنداد هو الشرك، أخفى من دبيب النمل على صفاة سوداء في ظلمة الليل. وهو أن تقول: والله، وحياتك يا فلانة. وحياتي، وتقول: لولا كليبة هذا لأتانا اللصوص. ولولا الله وفلان. لا تجعل فيها فلاناً. هذا كله به شرك رواه ابن أبي حاتم.

و معلوم أن ما ذكره ابن عباس في تفسير هذه الآية من الشرك الأصغر لا الأكبر و مع ذلك احتج بهذه الآية و هي في الشرك الأكبر على الأصغر.

و قوله تعالى {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ} إبراهيم7.

و قوله تعالى {قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرّاً عِندَهُ قَالَ هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ} النمل40.

و قوله {وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَن يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ} لقمان12.

هذا بالنسبة لمتعلق الشكر فمتعلق الشكر القلب و اللسان و الأركان.

أما بالنسبة لسبب الشكر فلا يكون إلا مقابل النعمة و الإحسان و جميع الأدلة التي ذكرناها في متعلق الشكر هي أدلة كذلك في سبب الشكر و نذكر كذلك أدلة أخرى نذكر طرفا منها.

قال تعالى {ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ} السجدة9.

قوله تعالى {قُلْ هُوَ الَّذِي أَنشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ} الملك23

و قوله {لَوْ نَشَاء جَعَلْنَاهُ أُجَاجاً فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ} الواقعة70.

و قوله {نِعْمَةً مِّنْ عِندِنَا كَذَلِكَ نَجْزِي مَن شَكَرَ} القمر35.

و قوله {وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْراً حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} الأحقاف15

و قوله {فَتَبَسَّمَ ضَاحِكاً مِّن قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ} النمل19

و الآيات في هذا المعنى كثيرة جدا و من تتبع الآيات المذكور فيها الشكر تجد أنها كلها مقابل نعم الله تعالى.

و النعمة و الإحسان قد يكون سبب الحمد و لكن ليس شرطا له فقد يكون الحمد لجميل صفات المحمود فيكون من باب الثناء و يدخل فيها حمد الله تعالى على المصيبة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير