تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[ابن وهب]ــــــــ[06 - 08 - 04, 09:25 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاكم الله خيرا

شيخنا الحبيب

ذكرتم وفقكم الله

(و في عصر ابن رشد كان الاندلسيون على اتصال وثيق بالفلسقة والمنطق ولا يرون تحريمها)

وهذا محل بحث

بيان ذلك

ذكر أبو حيان الأندلسي في البحر المحيط

(القتر فقيل: كأنما أغشيت وجوههم قطعاً من الليل مظلماً، وهذه مبالغة في سوادالوجوه. وقد جاء مصرحاً في قوله:

{وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ}

من الله أي من سخطه وعذابه، أو من جهته تعالى، ومنعنده من يعصمهم كما يكون للمؤمنين وأغشيت: كسبت، ومنه الغشاء. وكون وجوههم مسودة هي حقيقة لا مجاز، فتكون ألوانهم مسودة. قال أبو عبد الله الرازي: واعلم أن حكماء الإسلام قالوا: المراد من هذا السواد ههنا سواد الجهل وظلمة الضلال، فإنالجهل طبعه طبع الظلمة. فقوله: وجوه يومئذ سفرة ضاحكة مستبشرة، المراد نور العلم وروحه وبشره وبشارته، ووجوه يومئذ عليها غبرةترهقها قترة، المراد منه ظلمة الجهل وكدورة الضلالة انتهى. وكثيراً ما ينقل هذا الرجل عن حكماء الإسلام في التفسير، وينقلكلامهم تارة منسوباً إليهم، وتارة مستنداً به ويعني: بحكماء الفلاسفة الذين خلقوا في مدة الملة الإسلامية، وهم أحق بأنْ يسمّواسفهاء جهلاء من أن يسموا حكماء، إذ هم أعداء الأنبياء والمحرفون للشريعة الإسلامية، وهم أضر على المسلمين من اليهود والنصارى. وإذا كان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه نهى عن قراءة التوراة مع كونها كتاباً إلهياً، فلأنْ ينهىعن قراءة كلام الفلاسفة أحق. وقد غلب في هذا الزمان وقبله بقليل الاشتغال بجهالات الفلاسفة على أكثر الناس، ويسمونها الحكمة، ويستجهلون من عرى عنها، ويعتقدون أنهم الكملة من الناس، ويعكفون على دراستها، ولا تكاد تلقى أحداً منهم يحفط قرآناً ولاحديثاً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولقد غضضت مرة من ابن سينا ونسبته للجهل فقال لي بعضهم وأظهرالتعجب من كون أحد يغض من ابن سينا: كيف يكون أعلم الناس بالله ينسب للجهل؟ ولما ظهر من قاضي الجماعةأبي الوليد محمد بن أبي القاسم أحمد بن أبي الوليد بن رشد الاعتناء بمقالات الفلاسفة والتعظيم لهم، أغرى به علمائالإسلام بالأندلس المنصور منصور الموحدين يعقوب بن يوسف بن عبد المؤمن بن علي ملك المغرب والأندلس حتى أوقع به ماهو مشهور من ضربه ولعنه وإهانته وإهانة جماعة منهم على رؤوس الإشهاد، وكان مما خوطب به المنصور في حقهم قولبعض العلماء الشعراء:

عن الإسلام والسعي الكريم فحق جهاده جاهدت فيه خليفتنا جزاك الله خيرا

على نهج الصراط المستقيم فجاهد في أناس قد أضلوا إلى أن فزت بالفتح العظيم وصيرت الأنام بحسن هدى

ففيها كامناً شر العلوم يدب إلى العقائد من أذاها طريق الشرع بالعلم القديم وحرق كتبهم شرقاً وغربا

يكون السيف ترياق السموم سموم والعقائد كالجسوم وفي أمثالها إذ لا دواء

وقال:

شاغلة أنفسها بالسفه قد نبذت دين الهدى خلفها يا وحشة الإسلام من فرقة

وقال:

ظهورها شؤم على العصر لا تقتدي في الدين إلا بما قد ظهرت في عصرنا فرقة

ولماحللت بديار مصر ورأيت كثيراً من أهلها يشتغلون بجهالات الفلاسفة ظاهراً من غير أن ينكر ذلك أحد تعجبت من ذلك، إذ كنا نشأنا في جزيرة الأندلس على التبرؤ من ذلك والإنكار له، وأنه إذا بيع كتاب في المنطق إنما يباعخفية، وأنه لا يتجاسر أن ينطق بلفظ المنطق، إنما يسمونه المفعل، حتى أنّ صاحبنا وزير الملك ابن الأحمر أبا عبدالله محمد بن عبد الرحمن المعروف بابن الحكيم كتب إلينا كتاباً من الأندلس يسألني أن أشتري أو أستنسخ كتاباً لبعضشيوخنا في المنطق، فلم يتجاسر أن ينطق بالمنطق وهو وزير، فسماه في كتابه لي بالمفعل.)

انتهى

والله أعلم

ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[07 - 08 - 04, 01:40 ص]ـ

جزاكم الله خيرا أخي الحبيب ابن وهب، وكلام (أبو حيان) عمدة في هذه المسألة.

والذي دعاني الى هذا القول هو تأمل حال المنتسبين الى الفلسفة والمعظمين لها من أهل العلم في الاندلس خاصة كابن حزم وابن رشد وابن باجة وغيرهم.

بل ان المنصور نفسه كان معظما للفلسفة وكان مقربا للطفيل وابن رشد وغيرهم وقد أمر بترجمة كتب الفلسفة حتى حصل الانقلاب الغريب على أهلها.

وحركة ترجمة كتب ارسطو قويت جدا في الاندلس وصارت نشطة الى الغاية.

ولابد ان هناك ما يجلي هذا الامر.

فلا إخال الترجمة تنتشر هذا الانتشار والكتب تروج والفلاسفة يقربون الى الامراء، والحال كما ذكر ابو حيان!

لكن بالطبع هو اندلسي وهو اعلم بحال أهلها.

ـ[العدوي]ــــــــ[08 - 08 - 04, 12:53 ص]ـ

تنبيه:

برغم كون ابن رشد الحفيد من الفلاسفة - الذين ذهبوا وللأسف إلى القول بالقدم النوعي للعالم - ولكن يجب الانتباه إلى أن كلامه في الفقه ليس فيه كبير تخليط ومخالفة، بل إن كتابه حق كتاب مفيد جدا في تأسيس العقلية الاستنباطية، وما يؤخذ عليه فقط هو نسبته أحيانًا الأقوال المرجوحة في المذاهب الأربعة، على أنها الأقوال الراجحة فيها، وغير ذلك فلم يتجاوز القواعد الفقيهة، ولا الأصولية في كبير شيء، وإنما تخليطه في أبواب علم الكلام، لا الفقه، وكثير من الأصوليين والفقهاء قد جاوزوا الصواب في أبواب الاعتقاد، وما كان هذا رادًّا لأقوالهم، والله تعالى أعلم

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير