تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقال ابن أبي حاتم: قرأت على محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أخبرنا ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب أخبرني عروة بن الزبير قالت عائشة: ثم إن الناس استفتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد هذه الآية فيهن فأنزل الله "ويستفتونك في النساء قل الله يفتيكم فيهن"وما يتلى عليكم في الكتاب" الآية،

قالت: والذي ذكر الله أنه يتلى عليه في الكتاب.

الآية الأولى التي قال الله وإن خفتم أن لا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء وبهذا الإسناد عن عائشة قالت: وقول الله عز وجل وترغبون أن تنكحوهن رغبة أحدكم عن يتيمته التي تكون في حجره حتى تكون قليلة المال والجمال فنهوا أن ينكحوا من رغبوا في مالها وجمالها من يتامى النساء إلا بالقسط من أجل رغبتهم عنهن

وأصله ثابت في الصحيحين من طريق يونس بن يزيد الأبلي به.

والمقصود أن الرجل إذا كان في حجره يتيمة يحل له تزويجها:

فتارة يرغب في أن يتزوجها فأمره الله أن يمهرها أسوة أمثالها من النساء فإن لم يفعل فليعدل إلى يرها من النساء فقد وسع الله عز وجل وهذا المعنى في الآية الأولى التي في أول السورة

وتارة لا يكون فيها رغبة لدمامتها عنده أو في نفس الأمر فنهاه الله عز وجل أن يعضلها عن الأزواج خشية أن يشركوه في ماله الذي بينه وبينها. اهـ.

قال مصطفى الفاسي:

إن لفظ رغب من الألفاظ المشتركة التي تؤدي المعنى وضده عند التجرد من الحرف التي تتعدى به:

رغب في الشيء: ابتغاه

رغب عن الشيء: أباه وكرهه.

الآية " ترغبون أن تنكحوهن" تحتمل:

ترغبون في نكاحهن،

أو:

ترغبون عن نكاحهن،

ولا توجد قرينة قطعية الدلالة باختيار إحدى المرادات. وإنما هو الاجتهاد في فهم النص

لأن كليهما مراد من الآية كما تقدم في تفسير الآية والله أعلم.

ولهذا:

إن كان لابد من تعيين أحد المرادين - وهذا من برهان التوارد- لأن إرادة المعنيين كليهما ممتنع عقلا، فلا يجوز استعمال اللفظ حامل الضدين.

وإن لم يكن متعينا اختيار أحد المرادين - كالآية التي بين أيدينا_ وقُصد ذلك من الواضع، مع عدم امتناع ذلك عقلا وحسا فلا مانع.

والله نعالى أعلى وأعلم

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير