وقد قال بعضهم لا تغاير بين السمع والبصر والكلام والقدرة إلا من حيث الاعتبارات وفر البعض من ذلك إلى التمسك بالسمع الذى اثبت صفات متعددة وقد ((استعاذوا بمعاذ ولجأوا إلى ملاذ)).
ـ[حارث همام]ــــــــ[28 - 08 - 04, 11:29 ص]ـ
جزاكم الله خيراً ولعله ترد بعض الملاحظات على ماعلقه الشيخان زياد وعبدالوهاب ..
الأولى: هل هذا اصطلاح خاص بشيخ الإسلام؟ الذي يظهر أن شيخ الإسلام تبع فيه غيره وليس هو اصطلاح خاص به ولهذا قال في الكبرى: (6/ 569) "أما في الأصل فلأن أسماء الله الحسنى ليست مترادفة بحيث يكون معنى كل اسم هو معنى الاسم الآخر ولا هي أيضا متباينة التباين في المسمى وفي صفته , بل هي من جهة دلالتها على المسمى كالمترادفة ومن جهة دلالتها على صفاته كالمتباينة , وهذا القسم كثير ومنه أسماء النبي صلى الله عليه وسلم وأسماء القرآن وغير ذلك , وبعض الناس يجعل هذا قسما من المترادف وبعضهم يجعله من المتباين قسما ثالثا قد يسميه المتكافئ, والمقصود فهم المعنى".
وقد أشار السيوطي في المزهر إلى هذا فقال: "وقال الشيخ عز الدين: والحاصلُ أنّ من جَعَلها مترادفةً انظر إلى اتحادِ دلالتها على الذاتِ، ومن يمنع ينظر إلى اختصاص بعضها بمزيدِ معنى؛ فهي تُشْبه المترادفة في الذات والمتباينة في الصفات. قال بعض المتأخرين: وينبغي أن يكون هذا قسماً آخر، وسماه المتكافئة. قال: وأسماءُ اللّه تعالى وأسماءُ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم من هذا النوع".
وبعد هذا النقل تأت الملاحظة الثانية:
وهي ما أشار إليه الشيخ عبدالوهاب من تعريف للمترادف، وهو الذي يذكره بعض المحققين من اللغويين، وأشار إلي تعريف قريب منه الزركشي في البحر المحيط ولكن كثيراً من الأصوليين والمنطقيين يجعلون الترادف ما أشار إليه الشيخ زياد، ومما يشير إلى ذلك كلام عزالدين الذي أشار إليه السيوطي، مع عدم تقييد كثير من الأصوليين بما ذكره الشيخ عبدالوهاب كصاحب المستصفى. فعندهم أن الأسد مرادف الغضنفر، والصارم مرادف الهندي ...
أما المحققون من أهل اللغة فأوردوا التعريف الذي ذكره صاحب المزهر وأشار إليه الشيخ عبدالوهاب ليقطعوا كل سبيل على من منع الترادف.
الملاحظة الثالثة: هل يسلم بأن الترادف واقع في لغة العرب وأنه قول جمهور المحققين؟
المسألة تحتاج إلى بحث وما ذكره الشيخ عبدالوهاب وجيه، ولكن الذي يظهر ولعل الجزم به يشق أن المنع منه أقرب في اللغة العربية، خاصة مع نص ابن فارس صاحب معجم مقاييس اللغة وشيخه ثعلب -وحسبك بهما- على عدم وجوده، وقد صنف أبو هلال العسكري الفروق منع فيه من الترادف وقال: إليه ذهب المحققون من العلماء.
وأما عامة من يزعم وجوده وخاصة من الأصوليين فمبنى قولهم -كما أفاد السيوطي- على أن اللغات اصطلاحية وهذا لايسلم به من يمشي على قاعدة جمهور أهل السنة ويقول بأن أصل اللغات توقيفي.
وللتنبيه: المقصود بعدم وجوده: أي على الاصطلاح الذي ذكره الشيخ عبدالوهاب وهو الذي وضع نحوه الفخر الرازي ونقله عنه السيوطي. أما على اصطلاح الغزالي وغيره من الأصوليين فالأمر أكثر سعة.
والله أعلم ..
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[28 - 08 - 04, 07:15 م]ـ
جزى الله الشيخ حارث على هذه الفوائد.
والمتأخر الذي أشار اليه السيوطي رحمه الله هو ابن تيمية نفسه!
قال السيوطي رحمه الله: قال بعض المتأخرين: وينبغي أن يكون هذا قسماً آخر، وسماه المتكافئة.
وهذه العبارة بالنص من كلام شيخ الاسلام في الفتاوى ولايحضرني مكانها حيث قال شيخ الاسلام، وينبغى أن يكون هذا قسما أخر وتسمى المتكافئة.
فهذه العبارة بالنص لشيخ الاسلام رحمه الله وهي ظاهره في أن شيخ الاسلام سماه من عنده.
ولي عودة بأذن الله تعالى.
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[28 - 08 - 04, 08:49 م]ـ
الأخ الفاضل حارث وفقه الله تعالى لكل خير.
تأملت في كلامكم مرة أخرى، وظهر لي مقصودكم.
ولقد تتبعت كلام الكثير من أهل العلم في هذا الباب ولم أجد من نص على تسميته بالمتكافئة غير شيخ الاسلام رحمه الله.
ولبعضهم كلام في المتكافئة ولكن ليست بهذا المعنى المشار اليه.
وهذا يجعلنا نظن انه أصطلاح على الاقل (لم يشتهر عن غير شيخ الاسلام).
ولذا تجد كثير من المتقدمين بل والمتأخرين لم يذكروه في أقسام الدلالة. بوصفه قسما ثالثا مستقلا.
¥