تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قبل الدخول في استشكالات الإخوة الفضلاء أرجو أن نبتعد عن التجريح، والأئمة مالك والشافعي وأحمد وأبو حنيفة وداود وابن حزم وغيرهم لهم تقديرهم ومكانتهم ومذاهبهم معتمدة ومنضبطة ولهم أتباع ومصنفات هائلة تفخر بها الأمة الإسلامية،ولكن ليس أحد معصوما إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويمكن أن يقال إن غاية عمل الأئمة الفقهي في نهايته هو اختيار لمذاهب الصحابة والتابعين، ولكن وقع الخلاف في الطريق الموصل إلى الاختيار، فإمام اعتمد على حديث وآخر على قياس وثالث على ظاهر القرآن وهكذا. فالأئمة كلهم على خير.

ولا أظن أحدا يخالفني في ذلك. لنرجع الآن للكلام على بعض استشكالات الإخوة المشايخ:

من قواعد المالكية للعمل بالحديث:

1_ أن لايخالف عمل أهل المدينة ولهم هنا تفصيلات.

2_ أن لا يخالف ظاهر القرآن الكريم

3_ أن لا يخالف القواعد فلا يكون ذريعة إلى فعل محذور.

4_ أن لا يخالف القياس.

5_ أن لايكون من رواية العراقيين فإن الإمام مالكا كان يقول أنزلزوا حديث أهل العراق منزلة حديث أهل الكتاب. وبعض المالكية يذهب إلى يقدم قول الصحابي على خبر الواحد.

هذه أهم القواعد التي تؤدي إلى ترك العمل بأحاديث صحيحة كثيرة، من ذلك:

1) كراهية صيام الست من الشوال.

2) كراهية دعاء الاستفتاح.

3) كراهية قراءة البسملة.

4) كراهية التعوذ عند القراءة.

5) الاقتصار على تسليمة واحدة عند الخروج من الصلاة.

6) كراهية قراءة الفاتحة في الصلاة الجهرية للمأموم.

7) كراهية رفع اليدين عند الركوع والرفع منها.

8) تحريم صلاة تحية المسجد أثناء الخطبة.

9) لا تثبت رؤية هلال رمضان إلا بشاهدين.

10) من اكل ناسيا في رمضان فسد صومه ووجب عليه القضاء.

وهذا قليل من كثير ويمكن مراجعة كتاب إعلام الموقعين للإمام ابن القيم ففيه أكثر وأكثر.

وفي كل مسألة من المسائل المذكورة أكثر من حديث ثابت ومع ذلك تركت الأحاديث من أجل ذلك،وانظر كتاب (منهج الاستدلال بالسنة في المذهب المالكي) تأليف الحسين بن الحسن الحيان وهي رسالة دكتوراه من جامعة محمد الخامس بالرباط.

وأما عن كون الإمام مالك رحمه الله كانت له نزعة تقربه من الأمويين فهو ماذكره الشيخ محمد أبوزهرة في كتابه عن الإمام مالك ص (55_57)

وأما كون دولة الإمام إدريس دولة شيعية زيدية فهو معروف في مصادر كثيرة وقال أبو الحسن الأشعري في مقالات الإسلاميين ج1ص128فإنه قال: والتشيع غالب على أهل قم وبلاد إدريس بن إدريس وهي طنجة وما والاها.

وأعترض على الشيخ الذي ذكر أن القاضي عياض يترجم للعلماء ولا يترجم للملوك فألغى بكلمته هذه وجود علماء في الأدارسة لمدة أربعة قرون كاملة تقريبا وهذا كلام لا يوافق عليه ألبتة فإن أهل البيت من الأدارسة وغيرهم كثر فيهم العلماء وقد ذكر ابن حزم في جمهرته طائفة كبيرة جدا من علماء أهل البت ونقل عنه ابن الوزير في كتابه العواصم.

وأما عن كلمة الإمام مالك في علي رضي الله عنه ففي ترتيب المدارك 1/ 45 قال القاضي عياض:

وفي رواية أبي مصعب: سئل مالك من أفضل الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟

فقال مالك: أبو بكر. قال ثم من؟ قال ثم عمر قيل ثم من؟ قال عثمان. قيل ثم من؟ قال هنا وقف الناس هؤلاء خيرة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، أمّر أبا بكر على الصلاة، وأختار أبوبكر عمر، وجعلها عمر إلى ستة، واختاروا عثمان، فوقف الناس هنا، زاد في رواية: وليس من طلب الأمر كمن لم يطلبه.

فهل يمكن أن نتساءل هل فعلا وقف الناس بعد عثمان، أين علي هل هو من الراشدين، ألم يذهب الأنصار والمهاجرون لمبايعته فكيف وقف الناس لا أدري ماالمعنى؟؟؟

وقوله: وليس من طلب الأمر كمن لم يطلبه أليس فيه تعريض بعلي رضي الله عنه نسأل الله أن تكون هذه الرواية غير صحيحة أو نقلت ناقصة.

واحب أن أوجه سؤالي لأخي الفاضل الشيخ الفهم الصحيح اذكر لي أول شريف إدريسي ترجم في المالكية على أنه من فقهاءهم؟ ابحث أخي الشيخ ثم أجب فإننا نحب أن نستفيد

ذكر أخونا الفهم الصحيح ثناء الإمام الشافعي على الإمام مالك رحمهما الله وينبغي عمل بحث العلاقة بين الإمامين وأثر الشافعي في تكريم الإمام مالك.

وأما كون المذهب المالكي هو مذهب الهرم المقلوب فهو لوقوع الاستدلال على قول مالك من غالب المتقدمين من أصحابه ولاستدلال بقوله من غالب المتأخرين وفي التاريخ لتدوين المدونة وعلاقة ابن القاسم وأسد بن الفرات وسحنون ثم اشتغال المالكية فيما بعد بالمدونة وتقديمها على الموطأ ما ينبهك على اشتغال المالكية بأقوال مالك والانتصار لها ولو بمخالفة نفس قواعد مالك رحمه الله.

والجادة والصواب هو اتباع الكتاب والسنة ومعرفة الصواب من خلالهما ليس من أقوال فلان أو غيره ولذلك تجد أكثر أهل الحديث كمحمد بن نصر المروزي وابن خزيمة وأمثالهما عدوا من أصحاب الشافعي وقد أكثروا من الاختلاف معه فلم يكن من طريقتهم الانتصار لقول إمام بل اتباع الكتاب والسنة.

أما عن المالكية المتأخرين من بعد خليل فإن الشيخ محمد بن الحسن الحجوي في الفكر السامي ذكر أخبارهم في حل الفاظ خليل الذي هو مختصر من مختصر من مختصر من مختصر والاستدلال بقول الناس بعيدا عن الكتاب والسنة بحيث يمكث الطالب ثلاثين سنة على الأقل حتى يحيط بخليل ثم يخرج وهو لا يعرف لإلا الأقوال المجردة من الدليل والتعليل ووجه الاستنباط أما الفقه المقارن و مآخذ الفقهاء فلن يسمع عنه شيئا حتى الوفاة إلا إذا ترك الدراسة واشتغل بأمثال بداية المجتهد ونيل الأوطار.

إنه ينبغي أن نعرف الرجال بالحق وقصر المغرب على المذهب المالكي فقط حرمه من فقه آخر فإن من المقطوع به أن الله لم يوجب اتباع مالك أو غيره ولم يقصر الحق على الشافعي أو غيره فينبغي أن لا نتعصب لقول إمام ربما خالف فيه الصواب لا سيما من المتأخرين الذين هم خليليون في الواقع ونسأل الله التوفيق والسداد

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير