وجميع جوارحك حتى لا ترجُو إلاَّ ربَّك، ولا تخاف إلاَّ ذنبكَ، وترسخ محبته في قلبك حتى لا تُؤْثِرَ
عليها شيئاً، فإذا كنت كذلك لم تُبالِ في بَرٍّ كنت، أو في بحرٍ، أو في سَهْلٍ، أو في جبلٍ، وكان
شوقُك إلى لقاء الحبيب شوقَ الظمآن إلى الماء البارد، وشوقَ الجائعِ إلى الطَّعام الطيب،
ويكونُ ذكر الله عندكَ ... أحلى مِنَ العسل، وأحلى من المَاء .. العذبِ الصَّافي عند
العطشان في اليوم الصَّائف ...
وقال الفضيل: طُوبى لمن استوحش مِنَ النَّاسِ، وكان الله جليسَه ...
وقال أبو سليمان: لا آنسني الله إلاَّ به أبداً.
وقال معروف لرجلٍ: توكَّل على الله حتّى يكونَ جليسَك وأنيسَك وموضعَ شكواكَ ..
وقال ذو النون: مِنْ علامات المحبِّين لله أنْ لا يأنَسُوا بسواه، ولا يستوحشُوا معه، ثم قال: إذا
سكنَ القلبَ حبُّ اللهِ تعالى، أنِسَ بالله؛ لأنَّ الله أجلُّ في صُدورِ العارفين أنْ يُحبُّوا سواه.
قال ابن رجب ٍ في جامعه / العلوم والحكم ..
وكان ابنُ السَّماك ينشد:
يا مُدمِنَ الذَّنْبِ أما تَستَحِي
غَرَّكَ مِنْ رَبِّكَ إمْهَالُهُ
والله في الخَلْوَةِ ثَانِيكَا
وستْرُهُ طولَ مَساوِيكَا
والمقصود: أنَّ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - لما وصَّى معاذاً بتقوى الله سِرَّاً وعلانيةً، أرشده إلى ما يُعينه على ذلك وهو أنْ يستحييَ من الله كما يستحيي من رجلٍ ذي هيبةٍ من قومه. ومعنى ذلك: أنْ يستشعِرَ دائماً بقلبه قُرْبَ الله منه واطلاعه عليه فيستحيي من نظره إليه.
وقد امتثل معاذٌ ما وصَّاه به النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم -، وكان عمر قد بعثه على عَمَلٍ، فقدم وليس معه شيء، فعاتبته امرأتُه، فقال: كان معي ضاغط، يعني: من يُضيق عليَّ، ويمنعني من أخذ شيءٍ، وإنَّما أراد معاذ ربَّه - عز وجل -، فظنت امرأتُه أنَّ عُمَر بعث معه
رقيباً، فقامت تشكوه إلى النَّاس.
ومن صار له هذا المقام حالاً دائماً أو غالباً، فهو من المحسنين الذين يعبدون الله كأنَّهم يرونه، ومن المحسنين الذين يجتنبون كبائرَ الإثم والفواحِشَ إلا اللممَ ...
ثم قال: "" وقال أبو الدرداء: لِيَتَّقِ أحدُكم أنْ تلعنه قلوبُ المؤمنين وهو لا يشعر، يخلو بمعاصي الله، فيلقي الله له البغضَ في قلوب المؤمنين ...
قال سليمانُ التيميُّ: إنَّ الرجل لَيُصيب الذنبَ في السرِّ فيصبح وعليه مذلتُه، وقال غيره: إنَّ العبد ليذنب الذنب فيما بينه وبينَ الله، ثم يجيءُ إلى إخوانه، فيرون أَثَرَ ذلك عليه، وهذا مِن أعظم الأدلة على وجودِ الإِله الحقِّ المجازي بذرَّات الأعمال في الدنيا قبل الآخرة، ولا يضيع عندَه عملُ عاملٍ، ولا ينفع من قدرته حجاب ولا استتار، فالسعيدُ مَنْ أصلح ما بينَه وبينَ الله، فإنَّه من أصلح ما بينه وبينَ الله أصلح الله ما بينه وبين الخلق، ومن التمس محامدَ الناسِ بسخط الله، عاد حامده من النَّاس له ذاماً.
قال أبو سليمان: الخاسرُ من أبدى للناس صالح عمله، وبارز بالقبيح من هو أقربُ إليه من حبل الوريد ...
ربنا لا تحرمنا مناجتك بذنوبنا ..
ـ[أبو عبد الله المقدسي]ــــــــ[21 - 10 - 08, 08:58 ص]ـ
الله المستعان قال تعالى {أفرأيت من اتخذ الهه هواه وأضله الله على علم} الجاثية23 نسأل مثبت القلوب الثبات على الدين حتى نلقاه بعفو وعافيه وأن يعيذنا به من الظن السوء بالاخوان
الأخ ابراهيم العنزي، إنما كان الكلام بصفة عامة لا خاصة، أعتذر فيها إن أسأت لأحد، والله نسأل أن يتجاوز عنا وعنكم ويغفر لنا و لكم، والحمد لله رب العالمين.
ـ[خدمة إسلامية]ــــــــ[21 - 10 - 08, 09:28 ص]ـ
من كان يعرف ذنبه فليستغفر الله منه ومن كثرت ذنوبه فليستغفر الله مما عرف ومالا يعرف
ـ[ابراهيم العنزي]ــــــــ[21 - 10 - 08, 03:17 م]ـ
الأخ ابراهيم العنزي، إنما كان الكلام بصفة عامة لا خاصة، أعتذر فيها إن أسأت لأحد، والله نسأل أن يتجاوز عنا وعنكم ويغفر لنا و لكم، والحمد لله رب العالمين.
الاخ اباعبدالله بارك الله فيك انما اردت اقتباس كلام الحسن البصري والآيه الكريمه وحسن الظن مطلوب من الجميع الله يغفر لنا اجمعين اثابكم الله
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[06 - 02 - 09, 12:32 ص]ـ
حديث جميل ,, حديث يجعلك تعيد النظر في أعمالك لا حرمكم الله الأجر
ونسأل الله أن يرد الشيخ المقرئ إلينا سالما غانما فقد تتبعت بعض مشاركاته فوجدتها غنية بالفوائد
،،،
وأما عن علاج بعض هذه الأحوال الذي أراه مناسبا خاصة من أنغمس انغماسا في الذنب وأصبح يجد نفسه شيئا فشيئا يبتعد عن الله دون أن يشعر وتقل معه الطاعات وتكثر معه الذنوب وكل يوم يترك سنة كان يحرص عليها بالسابق
هو أن ينفض غبار تلك الذنوب والمعاصي والبعد عن الله بالتهليل النافي للشرك مع الله
وليهنئ بعدها بالنتيجة
فلا إله إلا الله وحده لا شريك له
¥