ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[05 - 03 - 05, 08:15 م]ـ
بقيت مسألة أحبّ أن أشير إليها وهي المسح على الجوارب التي يلبسها النّاس في أيّامنا هذه، وهي كما علمتَ لا يجوزُ المسحُ عليها عند كل من أجاز المسح على الجوربين الثخينين اللذين يمكن متابعة المشي فيهما، إذ لا نصَّ يُجيزُها و لا يمكن قياسها على ما رُخّص فيه، فهي رقيقة ولا يمكن المشي فيها. ومن يفعل ذلك يكون كمن قاس القلنسوة (الطّاقية) على العمامة فقال بجواز المسح عليها كما جاز في العمامة، وهذا ما لم يفعله أحد في علمي، ولا أظنّ أن يقول به أحد من أهل العلم.
قال الشيخ المنيسي حفظه الله
صاحب الفضيلة الدكتور خلدون حفظه الله
جزاكم الله خيرا على بحثكم القيم، فقط أحببت التعليق على العبارة المقتبسة أعلاه، بأن القول بجواز المسح على القلنسوة قياسا على العمامة هو قول صحابيين كريمين هما أنس بن مالك وأبو موسى الأشعري رضي الله عنهما وهو رواية عن أحمد قال بها كثيرون من أصحابه، وأعتذر عن التقدم بين يدي شيخي الكريمين المقرئ وابن وهب حفظهما الله، ونحن في انتظار إكمالهما لمناقشاتهما الماتعة النافعة، حول ما جاء في بحث الدكتور خلدون.
قال الدكتور خلدون حفظه الله
الأخ الكريم أبو خالد السلمي عفا الله عنا وعنك , السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
ملاحظتك في محلّها , وهي المشكلة نفسها في الجورب , أقصد أن المفهوم من الجورب قديماً هو غير المفهوم حالياً , وكذلك الأمر في القلنسوة فنحن نطلقها على الطاقية وهي كما تعلم قطعة واحدة توضع وتنزع بسهولة. أما القلنسوة قديما فهي قطعة قماش تربط على الرأس وتعقد من الخلف مثل العصابة , والفرق بينها وبين العمامة أن العمامة تكون محنكة أي تمر من تحت الذقن , أما القلنسوة فتدار على الرأس فقط. لذلك ما روي أن أنساً رضي الله عنه مسح على القلنسوة ينبغي أن نفهمه على ضوء ما ذكرت. والإشكال أن كلمة قلنسوة صارت تطلق على كل ما يغطي الرأس , ومن ثم قد يفهم البعض من رواية مسح أنس رضي الله عنه على القلنسوة جواز ذلك على كل ما يسمى الآن قلنسوة!
وقد بوّب المقدسي في المغني فقال: ولا يجوز المسح على القلنسوة , الطاقية , نصَّ عليه أحمد .... .. قال أحمد: لا يمسح على القلنسوة. وقال ابن المنذر: ولا نعلم أحداً قال بالمسح على القلنسوة , إلا أنّ أنسا ً مسح على قلنسوته ...
لذلك أخي أبا خالد أنا قلت لا أظن أن يقول بذلك أحد من العلماء. أما قولك: إن المسح على القلنسوة هو قول صحابيين كريمين , فهذا لا يستقيم , وإنما الوجه أن تقول قد روي عن أنس وأبي موسى أنهما مسحا على القلنسوة , لأن بين العبارتين فرق من جهة الاستدلال.
وأما قولك وهي رواية عن أحمد وقال بها كثير من أصحابه.
فأعود إلى المغني لابن قدامة لأبين لك الفرق بين قولك وقولهم.
قال: " قال الخلال ..... عن أبي موسى أنه خرج من الخلاء , فمسح على القلنسوة. ولأنه ملبوس معتاد يستر الرأس , فأشبه العمامة المحنكة , وفارق العمامة التي ليست محنكة ولا ذؤابة لها , لأنها منهي عنها " انتهى
أرأيت كيف شبّه القلنسوة بالعمامة المحنكة , ومن ثمّ أجازها , وهي كما تعلم تختلف تماما عن الطاقية التي نلبسها في أيامنا هذه.
قال الإمام أبو محمد بن حزم 2/ 40
وكل ما لبس على الرأس من عمامة أو خمار أو قلنسوة أو بيضة أو مغفر أو غير ذلك أجزأ المسح عليها المرأة والرجل سواء في ذلك لعلة أو غير علة.
وهو كما لا يخفى على من هو مثلك لا يقول بالقياس، فتأمل.
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[05 - 03 - 05, 08:56 م]ـ
قال الدكتور خلدون بارك الله به
وقد صحح الشيخ أحمد شاكر هذا الأثر مع أنّه لا يصح، لأنّ راوِيه سهل بن زياد الطحان لم يَرِدْ فيه تعديل، وإنّما قال الأزدي عنه: " منكر الحديث " ومعنى هذا الكلام أنه سَبَرَ أحاديثه وتقصّى حاله، فيكون هذا الوصف منه جرحاً مفسَّراً. بخلاف ما لو قال عنه: " ضعيف "، فقط ولم يزد على ذلك، فإنه يكون جرحاً غير مفسر. وسكوت البخاري عنه في تاريخه لا يعني أبداً أنه ثقةٌ عنده، وإنما يعني أنه لا يعرف حاله، فيُقدّمُ كلام الأزدي. [/ COLOR]
الأخ المكرم الدكتور خلدون
1ـ قلت أن الأزدي إذا قال في الراوي منكر الحديث يكون سبر حديثه ورتبت على قولك أنه من الجرح المفسر. فهل تنقل لنا ما يدل على ذلك بارك الله بكم.
2ـ وما الفرق بين قوله ضعيف وقوله منكر الحديث عندكم
فالأزدي إذا ضعف راو فإما أن يكون باجتهاد وإما بتقليد
ثم قوله على الأول إما بمستند وإما لا
وعلى الأول فإما أن يذكر مستنده ـ أي أحاديثه المنكرة التي تبينت نكارتها بمقارنتها بأحاديث الثقات ـ وإما لا
فالأول مفسر والثاني لا
فليتأمل.
3ـ قلتم: وسكوت البخاري عنه في تاريخه لا يعني أبداً أنه ثقةٌ عنده، وإنما يعني أنه لا يعرف حاله، فيُقدّمُ كلام الأزدي.
سكوت البخاري ـ ومثله أبي حاتم ـ عن الراوي له وزنه، وإن لم نقل عنه ثقة.
وتقديم كلام الأزدي فيه نظر
والأزدي غير مرضي كما لا يخفى عليكم.
والمقصود في هذه المشاركة أعم من الكلام في عين الحديث المذكور.
محبكم.
¥