تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

تخيل من وضع بنطاله إلى نصف ساقه كمثال! في وقتنا هذا

وترك ما يسبب الفتنة عند من لا تدركه عقول وأفهام الناس أمر مطلوب شرعا

وموضع ماتحت النصف إلى الكعبين موضع مجمع على جوازه بدون كراهة كما ذكر الشيخ بكر رحمه الله

فالحمد لله على سعة فضله ومنه.

قد يأتي هنا سؤال في ترك العمل لأجل الناس

وقول الفضيل رحمه الله: ترك العمل لأجل الناس رياء والعمل لأجلهم شرك.

فقوله ترك العمل لأجل الناس رياء ليس على إطلاقه إنما هو في الأمر الواجب

وأما غير الواجب فينظر إلى المصلحة الشرعية فيما لو تسبب في فتنة أو تشويش

فهذا يترك والحمد لله

وهذا هو تقرير اللجنة الدائمة في هذا الأمر

الشرك الأصغر

السؤال الأول من الفتوى رقم (3419):

س1: قال الفضيل بن عياض رحمه الله، ترك العمل لأجل الناس رياء والعمل لأجلهم شرك ... وأنا وإخوة لي كثير نضطر أحيانا إلى ترك بعض السنن لأجل الناس مخافة؛ إما الفتنة لأنفسنا والضرب والإهانة، وإما فتنة الناس لعامة الإخوة وتشديد الحكومة عليهم. فبالله أستحلفك أنكون إذ ذاك قد وقعنا في مغبة الرياء؟ وإن كان ذلك واقعا فما الخلاص منه؟

ج1: أما قوله إن العمل من أجل الناس شرك فهو صحيح؛ لأن الأدلة من الكتاب والسنة تدل على وجوب إخلاص العبادة لله وحده وتحريم الرياء، وقد سماه النبي صلى الله عليه وسلم: الشرك الأصغر، وذكر أنه أخوف ما يخاف على أمته عليه الصلاة والسلام.

وأما قوله: إن ترك العمل من أجل الناس رياء فليس على إطلاقه، بل فيه تفصيل، والمعول في ذلك على النية؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم:. من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد، فإذا وقع

للإنسان حالة ترك فيها العمل الذي لا يجب عليه؛ لئلا يظن به ما يضره فليس هذا الرياء، بل هو من السياسة الشرعية، وهكذا لو ترك بعض النوافل عند بعض الناس خشية أن يمدحوه بما يضره أو يخشى الفتنة به، أما الواجب فليس له أن يتركه إلا لعذر شرعي. وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم. اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو عضو نائب رئيس اللجنة الرئيس

عبد الله بن قعود

عبد الله بن غديان

عبد الرزاق عفيفي

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

(الجزء رقم: 1، الصفحة رقم: 768)

وهذا أيضا سؤال للشيخ رحمه الله في مسألة ترك بعض السنن تأليفا للناس

هل تترك بعض السنن لأجل تأليف الناس

يقوم بعض الشباب عندنا باتباع السنة، مثل جلسة الاستراحة في الصلاة وغيرها من الأفعال، ولكن كل ذلك يولد نزاعاً من قبل بعض الشيوخ في المسجد مع الشباب، فهل ترون أن نترك السنة ونكسب هؤلاء أفضل؟ أم العكس؟ أم ماذا؟

المحافظة على السنة أمر مطلوب، ولكن السنة سنتان: فريضة، ونافلة. أما الفريضة فلا بد منها، وذلك أن تصلي كما صلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، تطمئن في ركوعك وسجودك، وتقرأ الفاتحة، هذا أمر لا بد منه في الفريضة. أما النوافل مثل سنة الاستراحة، مثل وضع اليدين على الصدر: وضع اليمنى على اليسرى على الصدر، وما أشبه ذلك من السنن، هذه إن فعلها الإنسان لإحياء السنة هذا مطلوبه أفضل، وإن تركها تأليفاً للجماعة الذين لم يعرفوا هذه السنة ولم يطمئنوا إليها لجهلهم أو لتقليدهم حتى يكسبهم في أداء الفرائض، وترك المحارم فهذا حسن؛ لأن تحصيل الفرائض مقدم، وترك المحارم أمر مقدم على النوافل، فالمؤمن الداعي إلى الله يعمل الأصلح فيجتهد في توجيه الناس إلى ما أوجب الله عليهم وتحذيرهم مما حرم الله عليهم، ويحرص على ما يؤلف قلوبهم ويرغبهم في الخير، فإذا اطمأنوا وعرفوا أنه عنده النصح، واطمأنوا إلى تعليمه وتوجيهه، فبإمكانه بعد ذلك أن يرشدهم إلى السنن التي قد تخفى عليهم من جلسة الاستراحة، فإنها سنة على الأرجح، وبعض أهل العلم لا يرها سنة، وإنما يراها في حق المريض والعاجز، ولكن الصواب أنها سنة، وهي جلسة بعد الأولى من الصلاة وبعد الثالثة في الرباعية، وبعد الأولى في كل صلاة، جلسة خفيفة ثم يذهب إلى الثانية وإلى الرابعة. فإذا فعل هذا فهي سنة كما ثبت ذلك من حديث مالك بن حويرث، وأبي حميد الساعدي، وإن ترك ذلك تأليفاً لجماعته وقومه وما أشبهه من السنن التي ليست واجبة فلا حرج كما تقدم. والخلاصة أن الداعي إلى الله ينظر الأصلح ويحرص على اكتساب قومه وجماعته وأهل بلده في أداء الفرائض وترك المحارم، وإن تركوا بعض السنن، فالأهم كل الأهم حفظهم للفرائض وعنايتهم بها، وابتعادهم عن المحارم. أما تركهم بعض السنن فلا يضرهم ذلك، وفي إمكانهم بعد الطمأنينة إلى الداعي وبعد معرفتهم لنصحه واطمئنانهم إليه وثقتهم به ففي إمكانهم بعد هذا أن يقبلوا منه ما خالف عادتهم، والله المستعان. أحسن الله إليكم

http://www.binbaz.org.sa/mat/18300

وأختم بفتوى اللجنة الدائمة حول هذا الموضوع

الفتوى رقم (17553)

س: لقد حصل خلاف بيني وبين أحد الإخوان في مسألة طول الثياب، ما هو الأفضل في هذا الزمان: هل يجعل المسلم ثوبه إلى نصف ساقه؟ أخذا بقوله صلى الله عليه وسلم: إزرة المسلم إلى نصف الساق أو يجعل ثوبه فوق الكعبين بيسير، لئلا يلفت الأنظار، ويكون محلا للسخرية، وحتى لا ينفر الناس من الدين بسبب رفع الثوب؟ وقال صاحبي: إن قوله صلى الله عليه وسلم: إزار المسلم إلى نصف الساق خاص بالأزر في الحج والعمرة، أما الثياب والسراويل والبشوت فلا تدخل في هذا الفهم، واستطرد صاحبي وقال: إن النبي صلى الله عليه وسلم ترك بناء الكعبة على قواعد إبراهيم خشية الفتنة.

ج: لباس الرجل يكون ما بين نصف الساق إلى الكعب، وإذا

كان المجتمع الذي يعيش فيه اعتادوا حدا معينا في ذلك كألباسهم إلى الكعب، فالأفضل أن لا يخالفهم في ذلك ما دام فعلهم جائزا شرعا والحمد لله، وليس ذلك خاصا بالإزار ولا بالحج، بل يعم جميع الملابس.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو عضو عضو عضو الرئيس

بكر أبو زيد

عبد العزيز آل الشيخ

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

(الجزء رقم: 24، الصفحة رقم: 12)

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير