تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[متى يكون فهم ظاهر النصوص مذموما؟]

ـ[ابو نعيم النجار]ــــــــ[27 - 07 - 05, 03:32 ص]ـ

بسم الله

[متى يكون فهم ظاهر النصوص مذموما؟]

هل الأصل أن تحمل جميع النصوص على ظاهرها - سواء كانت نصوص عقيدة أو عبادة ... - إلا أن يرد ما يصرفها عن ذلك؟

وبارك الله تعالى فيكم ووفقكم للصواب.

ـ[أبو ابراهيم الكويتي]ــــــــ[27 - 07 - 05, 04:49 ص]ـ

وقوله: " وقد تقرر أن اليد ليست بجارحة، حتى يتوهم من ثبوتها ثبوت الأصابع" حقيقة هذا الكلام: أن اليد ليست يداً، حتى يلزم ثبوت الأصابع، ومعلوم أن الله –تعالى- خاطبنا باللغة العربية، وبألفاظ معلومة المعاني للمخاطبين، فالمخاطبون بهذه النصوص، علموا أن المراد بها ما دلت عليه بظاهرها

وكذلك المخاطب أراد منهم ذلك، ولهذا لم يأت عنه –صلى الله عليه وسلم- ولا من طريق ضعيف، أنه قال: لا تعتقدوا ظاهرها، ولا سيما وظاهرها عند الخطابي وفريقه كفر وتشبيه فهل يعقل أن الله ورسوله يخاطبان العباد بما ظاهره الكفر، ثم لا يبين ذلك لهم، ويحذرهم من اعتقاده؟ ولو كان لهذه النصوص معنى عند رسول الله غير ظاهرها لبينه؛ لأنه واجب عليه بمقتضى الرسالة

والصحابة سمعوا هذه النصوص، ورووها، ولم يسألوا عن معان لها غير ظاهرها، فلما سكتوا دل ذلك على أنهم علموا أن المراد بها هو الظاهر، فوجب علينا أن نسكت حيث سكتوا، وأن نقبل ونسلم كما قبلوا وسلموا لها بدون تأويل ونحن نسأل هؤلاء: مَنْ مِنَ المسلمين الذين يعتد بقولهم، قال: إن يد الله جارحة؟ وهل جاء ذلك، ولو بحديث ضعيف؟ إن هذا لا وجود له، ولكنها الأوهام، والإتجاهات الفاسدة، وإرادة التشنيع على أتباع الرسل


قال الإمام أحمد: " الحديث عندنا على ظاهره، كما جاء عن النبي –صلى الله عليه وسلم- والكلام فيه بدعة، ولكن نؤمن به كما جاء على ظاهره" ([782])

ويقصد بالكلام فيه: التأويل الذي يخرجه عن ظاهره وقال البربهاري ([783]): " إذا سمعت الرجل يطعن على الآثار، ولا يقبلها، أو ينكر شيئاً من أخبار رسول الله –صلى الله عليه وسلم- فاتهمه على الإسلام، لأنا إنما عرفنا الله ورسوله، وعرفنا القرآن، والخير والشر، بالآثار"
من كلام الشيخ عبد الله الغنيمان في شرحه لكتاب التوحيد من صحيح البخاري

------
القاعدة هي أن يكون الإيمان بتلك النصوص بما وصف الله به نفسه وبما وصفه به رسوله صَلَّىْ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل
وهناك معطلة عطلوا نصوص الصفات عن معانيها اللائقة بها، أو عطلوا الله جل وعلا عن الوصف الذي وصف به نفسه على كماله وأولوه وحرفوه وتوجهوا به إلى معنى آخر فخالفهم أهل السنة فآمنوا بظاهر النصوص من غير تعطيل لها ولا تأويل يصرفها عن حقائقها اللائقة بالله جل جلاله.

q كذلك آمنوا بالنصوص من غير تكييف لأن هناك من آمن فكيف فجعل نصوص الصفات مكيفة بكيفيات اخترعوها وابتدعوها في أذهانهم، وهؤلاء يزعمون أنهم آمنوا بالنصوص لكن أهل السنة بينوا أن الإيمان لا بد أن يكون من غير تكييف.

نقول إن الظاهر هو الذي يجب الإيمان به فما هو ظاهر النصوص؟

ظاهر النصوص هو إثبات المعنى دون إثبات الكيفية.

ولهذا وجب الإيمان به لأن فيه إثبات معنى دون إثبات الكيفية
وقد قال أبو داود الطيالسي (أدركت سفيان وشعبة وحماد بن زيد وحماد بن سلمة والليث وشريك لا يحدون ولا يمثلون ولا يشبهون فإذا سئلوا نطقوا بالأثر) يثبتون الصفات على ما جاء في الأثر، أما تحديدها يعني تكييفها فيبتعدون عنه، تمثيلها يبتعدون عنه، التشبيه يبتعدون عنه

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير