تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[هل يرتد الأخرس بالإشارة؟؟]

ـ[أبو حبيب]ــــــــ[01 - 08 - 05, 04:53 ص]ـ

حبذا من وقف على قول لأهل العلم في ذلك أن يفيدنا مشكوراً.

ـ[أبو ابراهيم الكويتي]ــــــــ[02 - 08 - 05, 03:37 م]ـ

فليس ذلك أراد، وقد يراك الأخرسُ مِن النّاس - والأخرس أصمُّ - فيعرف ما تقول، بما يرى مِنْ صُورة حَرَكَتكَ، كما يعرف معانيكَ من إشارتك، ويدعُوك ويطلُبُ إِليك بصوتٍ؛ وهو لم يسمَعْ صوتَكَ قط فيقصِدَ إليه، ولكنه يريد تلك الحركَةَ، وتلك الحركُة تولد الصّوت، أراده هو أو لم يرده، وَيُضْرَبَ فيصيح، وهو لم يقصِدْ إلى الصِّياح، ولكنّه متى أَدار لسانَهُ في جَوْبَةِ الفم بالهواء الذي فيه، والنَّفس الذي يُحضِره جُمّاع الفم، حدَثَ الصَّوت، وهذا إنما غايَتُه الحركة فيعرف صورة تلك الحركة.

والأخرس يرى النَّاس يصفِّقون بأيديهم، عند دعاءِ إنسانٍ، أو عند الغضب والحَدِّ، فيعرف صورة تلك الحركةِ؛ لطول تَرْدادِها على عينيه، كما يعرف سائِر الإشارات، وإذا تعجَّبَ ضربَ بيدَيهِ كما يضربون.

فالنّعامة تعرفُ صورةَ إشارة الرِّئلان وإِرادتها، فتعقل ذلك، وتجاوبها بما تعقل عنها من الإشارة والحركة، وغدت لحركتها أصواتٌ، ولو كانا يسمعان لم تزد حالهما في التّفاهُم على ذلك.

شم النعامة والعرب تقول: أَشَمُّ مِنْ نَعامةٍ وأَشَمُّ مِنْ ذَرّةٍ، قال الرَّاجز: أشمُّ مِنْ هَيْقٍ وَأَهْدَى مِنْ جَمَلْ

وقال الحِرْمازيُّ، في أرجُوزته: وهو يَشْتَمُّ اشتِمامَ الهَيْقِ

قال: وأخبرنا ابنُ الأعرابيِّ أنَّ أعرابيّاً كلم صَاحِبَهُ، فرآه لا يفهَمُ عنه ولا يسمعُ فقال: أَصَلَخٌ كَصلَخِ النَّعَامَةِ.

شم الفرس والذئب والذر وقد يكون الفرَسُ في الموكِب وخلفه، على قاب غلوتين، حِجْرٌ أو رَمكة، فَيَتَحَصَّنُ تحتَ راكبِه، من غير أن تكونَ صهلَتْ.

والذِّئب يشتَمُّ ويستروحِ منْ مِيلٍ، والذّرَّة تَشْتمُّ ما ليس لَهُ ريحٌ، ممّا لو وضعْتَهُ على أنفكَ ما وجَدْتَ لَهُ رائحة وإن أجَدْتَ التشمُّمَ، كرِجْل الجرادة تَنْبِذُهَا من يدك في موضعٍ لم تر فيه ذرَّة قطّ، فلا تلبث أن ترى الذّرّ إليها كالخيط الأسودِ الممدود.

وقال الشَّاعر، وهو يصف استرواح الناس: وجاءَ كمِثْلِ الرَّأْلِ يَتْبَعُ أَنْفَهُ لِعَقْبَيْهِ مِنْ وَقْعِ الصُّخورِ قعاقعُ

فإنَّ الرَّألَ يشتم رائحة أبيه وأمِّه والسَّبعُ والإنْسَانِ من مكانٍ بعيد، وشبَّهَ به رَجُلاً جاءَ يتَّبع الرِّيح فيَشتمُّ.

استطراد لغوي وقال الآخر: والمرء لم يغضَبْ لمطْلَبِ أَنْفِهِ أو عِرْسِه لكَريهةٍ لم يَغْضَبِ

ومطْلَب أنفه: فَرْجُ أمِّه؛ لأنَّ الولد إذا تمَّتْ أيَّامهُ في الرّحم، قَلا مَكانَهُ وكرهَه، وضاق به موضِعُهُ، فطلبَ بأنفه مَوضع المخرَجِ مِمَّا هو فيه من الكرب، حتَّى يَصِير أَنفه ورأسُهُ على فم الرَّحم، تِلقاءَ فم المخرج، فالأَناء والمكانُ يرفعانه في تلك الجهة، والولد يلتمِسُ تلك الجهةَ بأنْفه، ولولا أنَّه يطلبُ الهواءَ من ذاته، ويكرهُ مكانَه من ذاته، ثمَّ خرج إلى عالَمٍ آخَرَ خلافِ عالمه الذي رُبِّي فيه، لَمَاتَ؛ كما يموت السَّمَكُ إذا فارقه الماء، ولكنَّ الماءَ لمّا كانَ قابلاً لطباع السمك غاذياً لها، والسَّمكُ مريداً له، كان في مفارقته له عطبُه، وكان في مفارقة الولد لجَوْف البطن واغتذائه فضلاتِ الدَّم، مَا لاَ يَنْقُصُ شيئاً من طباعِه وطباع المكان الذي كان له مَرَّةً مَسْكناً، فلذلك قال الشَّاعر الجاهلي: والمرءُ لم يغضب لمطْلَبِ أنفه أو عِرسه لكريهةٍ لَمْ يغضَبِ

يقول: متى لم يَحْمِ فرجَ أمِّه وامرأته، فليس مِمّن يغضب من شيءٍ يؤُول إليه.


إلا رمزاً" إلا إشارة بيد أو رأس أو غيرهما وأصله التحرك. يقال ارتمز: إذا تحرك. ومنه قيل للبحر الراموز. وقرأ يحيى ابن وثاب إلا رمزاً بضمتين، جمع رموز كرسول ورسل. وقرئ: رمزاً بفتحتين جمع رامز كخادم وخدم، وهو حال منه ومن الناس دفعة كقوله: متى ما تلقني فردين ترجف روانف إليتيك وتستطارا
بمعنى إلا مترامزين، كما يكلم الناس الأخرس بالإشارة ويكلمهم.
الكشاف للزمخشري

هذا ما تيسر وان شاء الله نأتي بالمزيد
الحيوان للجاحظ

ـ[أبو ابراهيم الكويتي]ــــــــ[02 - 08 - 05, 03:40 م]ـ
قال ابن المنذر: والمخالفون يلزمون الأخرس الطلاق والبيوع وسائر الأحكام
في تفسير الطبري

ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[02 - 08 - 05, 04:17 م]ـ
قال الشيخ العلامة المحقق: بكر بن عبد الله أبو زيد في رسالته " الحدود والتعزيرات عند ابن القيم " ص 433 - 434:

ومن تعريفات المذاهب المشهورة للردة ما يلي:

الحنفية:

قال السمرقندي [هامش: أنظر تحفة الفقهاء 7/ 134]:
(الردّة عبارة عن الرّجوع عن الإيمان).

المالكية:

قال خليل [هامش: أنظر: جواهر الاكليل 2/ 277]:
(الردة: كفر المسلم بصريح أو لفظ أو فعل يتضمنه).

الشافعية:

قال النووي [هامش: أنظر: مقصد النبيه ص/133]:
(الردّة: قطع الإسلام بنية أو قول أو فعل).

الحنابلة:

قال ابن قدامة [هامش: أنظر: المغني مع الشرح الكبير 1/ 171]:
(الردّة: هي الإتيان بما يخرج به عن الإسلام، إمّا نطقاً أو اعتقاداً أو شكّاً، ينقل عن الإسلام).

... ، فإن التعريف الذي أراه مانعاً جامعاً واضحاً، هو أن يقال:
(الردّة: هي الاتيان بما يوجب الرجوع عن دين الإسلام، من قول أو فعل أو اعتقاد أو شكّ) انتهى، مختصراً.
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير