تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

*) أَبِى وَاقِدٍ اللَّيْثِىِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَمَّا خَرَجَ إِلَى خَيْبَرَ مَرَّ بِشَجَرَةٍ لِلْمُشْرِكِينَ يُقَالُ لَهَا ذَاتُ أَنْوَاطٍ يُعَلِّقُونَ عَلَيْهَا أَسْلِحَتَهُمْ فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ اجْعَلْ لَنَا ذَاتَ أَنْوَاطٍ كَمَا لَهُمْ ذَاتُ أَنْوَاطٍ. فَقَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم «سُبْحَانَ اللَّهِ هَذَا كَمَا قَالَ قَوْمُ مُوسَى (اجْعَلْ لَنَا إِلَهاً كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ) وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ لَتَرْكَبُنَّ سُنَّةَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ». قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. وَأَبُو وَاقِدٍ اللَّيْثِىُّ اسْمُهُ الْحَارِثُ بْنُ عَوْفٍ. وَفِى الْبَابِ عَنْ أَبِى سَعِيدٍ وَأَبِى هُرَيْرَةَ. الترمذي وأحمد.

قال في فتح المجيد: (وينوطون بها أسلحتهم) أي: يعلقونها عليها للبركة.

زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِىِّ أَنَّهُ قَالَ صَلَّى لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَلاَةَ الصُّبْحِ بِالْحُدَيْبِيَةِ عَلَى إِثْرِ سَمَاءٍ كَانَتْ مِنَ اللَّيْلَةِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ فَقَالَ «هَلْ تَدْرُونَ مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ». قَالُوا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ «أَصْبَحَ مِنْ عِبَادِى مُؤْمِنٌ بِى وَكَافِرٌ، فَأَمَّا مَنْ قَالَ مُطِرْنَا بِفَضْلِ اللَّهِ وَرَحْمَتِهِ فَذَلِكَ مُؤْمِنٌ بِى وَكَافِرٌ بِالْكَوْكَبِ، وَأَمَّا مَنْ قَالَ بِنَوْءِ كَذَا وَكَذَا فَذَلِكَ كَافِرٌ بِى وَمُؤْمِنٌ بِالْكَوْكَبِ». متفق عليه

قال أيضا: قوله (مؤمن بى وكافر) إذا اعتقد أن للنوء تأثيرًا في إنزال المطر فهذا كفر، لإنه أشرك في الربوبية والمشرك كافر)

قلت: في هذه النقول كفاية لتوضيح ما ذكرناه.

الخلاصة

1 - المشركون كان يعتقدون أن الأمور العلوية كالخلق والتدبير والإحياء والإماتة، كلها ثابتة لله عز وجل.

2 - وكانوا يعتقدون أن الله عز وجل إما أناب هذه الأصنام، أو وكلهم عنه في تدبير شئون الخلق، أو أن لها جاه ومكانة عنده، لذا فهم مسموعي الكلمة عنده، و شفاعتهم ترتجى وهي مقبولة لديه لقربهم منه، بل النفع والضر بأيديهم (وهذا هو اعتقاد كثير من طوائف الصوفية من القبوريين في أوليائهم المزعومة بل قالوا: أن الله أوكل لهؤلاء من الأقطاب والأوتاد شئون خلقه وتدبير الكون، حتى قال قائلهم: (عبد القادر يا جيلاني ... يا مصرف الأكوان))

3 - فكان نتيجة ذلك أن صرفوا لهذه الآلهة المزعومة العبادة من دعاء وذبح و ............. و .......................... و ........ ......... وغيرها، وكأن عدم وضوح مفهوم الربوبية في تصوراتهم (لأنهم تصور النفع والضر بيد غير الله عز وجل)، أدى إلى شركهم في الربوبية، فكانت هذه هي المدخلات في التصور، فكانت المخرجات من نفس الأرض النكدية شرك في العبادة، لأنه عبد من تصور أنه يملك له نفعًا أو ضرًا بسبب تصوره الفاسد، لذا كان العرض القرآني فذًا في معالجة هذه القضية وهو عرض القضايا الكبرى من مسائل الربوبية حتى يفطنوا أن الذى بيده ملكوت السموات والأرض، وله كل شئ من أحوالهم فلما يلتمسونها عند غيره (قُلْ لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) (84) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلا تَذَكَّرُونَ (85) قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ) (86)) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ) (87) قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) (المؤمنون:88) .......... وغيرها كثير.، أو عرض عجز آلهتهم المزعومة حتى يعلموا انهم لايملكون لأنفسهم نفعًا أو ضرًا فأصعب منه أن يملكون لكم أيها البُهلاء الأغبياء،كقوله (يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَاباً وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئاً لا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ) (الحج:73) وقوله (وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لا يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير