بيتها فنقول: هذا غير صحيح، والقول في هذا ضعيف.
المسجد الذي يصح فيه الاعتكاف؟
يصحّ الاعتكاف في المصلى الذي يصلّي فيه الناس، ويصحّ في سطح المسجد، ويصح في رحبة المسجد، ويصح في منارات المسجد، ويصح في الغُرَفِ المُلْحقة بالمسجد، وتعدّ داخل حوش المسجد، وتصحّ كذلك في مكتبة المسجد أو مستودع المسجد مادام داخل سور المسجد وملحق بالمسجد وليس منفصلاً عنه، فكل هذه يصح فيها الاعتكاف، ولا شكَّ أنَّ أفضلها هو في داخل المسجد إلا إن كان يَحول دون ذلك حائل، أو لا يَستطيع أن يعتكف الإنسان الاعتكاف الصحيح في داخل المسجد، وإلا فهو أفضلها خروجًا من الخلاف، وباقي الأماكن مشروعة مع أنَّ في بعضها خلافًا.
أفضل المساجد للاعتكاف؟
أفضلها المسجد الحرام، ثم المسجد النبوي، ثم المسجد الأقصى أسأل الله - جل وعلا - أن يحرره من اليهود، وأن يمكننا من الصلاة فيه محررًا مطهرًا من هؤلاء الأنجاس الأرجاس، فهذه أفضل المساجد ومرتبة حسب الترتيب كما ورد في الأحاديث الصحيحة في فضل هذه المساجد، ثم مسجد جامع ثم مسجد غير جامع أكثر جماعة، قال العلماء ثم ما لا يحوجه لكثرة الخروج أو طول الخروج كيف؟ لو أن بجانب بيتك مسجدًا وعدد الجماعة فيه قليل، وهناك مسجد يبعد عن بيتك كثيرًا، لكن الجماعة فيه كثيرة، هل تفضل المسجد الذي فيه جماعة كثيرة لكثرة الجماعة على المسجد الذي بجوار بيتك؟! قال العلماء: أفضل المساجد بعد المساجد الثلاثة وبعد المسجد الجامع، ما لايحوجك إلى كثرة الخروج أو طول الخروج، فإذا كان الذي بجانب بيتك ومنزلك، وإن كان أقل جماعة، وتحتاج أن تخرج من المسجد إما للأكل أو الشرب كما سيأتي أو للوضوء، فنقول: اعتكف في هذا المسجد الأقرب إلى بيتك؛ لأنه لا يحوجك إلى طول الخروج، ولا إلى كثرة الخروج؛ لأن أهلك يخدمونك، أما إن كنت لا تحتاج فالأفضل ما كان أكثر جماعة، وأفضلها مساجد الجمعة.
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[20 - 09 - 08, 02:58 ص]ـ
ماحكم الخروج من المسجد؟
الخروج من المسجد على ثلاثة أقسام:
1) نوع لا يحتاج إلى الاشتراط، حيث يشرع الخروج من المسجد وأنت معتكف ولا يقطع الاعتكاف و لايحتاج إلى اشتراط، ضبطه العلماء بقاعدة يسيرة جدًّا، قالوا: ما لا بد للإنسان منه شرعًا أو طبعًا، كالأكل أو الشرب وقضاء الحاجة والعلاج الذي يحتاج إليه حتى لو لم يشترط، وهذا ليس على سبيل الحصر فالقاعدة هي المهمة أما الأمثلة قد ترد أمثلة أخرى.
2) وقسم يجوز ولا يقطع الاعتكاف إذا اشترطه الإنسان فإن لم يشترطه وخرج بطل اعتكافه وانقطع الاعتكاف فيحتاج إلى أن يستأنف وذكر العلماء فيه قاعدة قالوا: كل قربة غير واجبة، فمثلاً زيارة المريض، واتباع جنازة، إن اشترطت فيجوز لك الخروج لعيادة المريض الفلاني أو أن تتبع جنازة، وإن لم تشترط فلا يَجوزُ لك الخروج على القول الرَّاجح، وينقطع الاعتكاف إلا إذا خرجت لغيره، ومررت مرورًا حيث يكون في طريقك كما كانتْ تفعل عائشة – رضي الله عنها –.
بقي سؤال لطيف، وهو: كيف أشترط أنه إن توفي فلان أحضر جنازته؟ والجواب: كأن تعرف إنسانًا في المستشفى والعلم عند الله، ولكن قد تكون هناك أمارات على حاله فتشترط، وأسهل من هذا أن تقول: أنا أعتكف وأشترط أنه إن توفي أحد ممن أريد أن أحضره فلا أسقط اعتكافي تعمم ولا تحدد شخصًا معينًا، في هذه الحالة يصح اعتكافك وتخرج إلى تلك الجنازة، فإن لم تشترط ينقطع الاعتكاف وتعود وتستأنف ولا شيء في ذلك إلا إذا كان اعتكافًا واجبًا.
3) ما لا يصح الاعتكاف معه سواء اشترطت أو لم تشترط قالوا وهو ما ينافي الاعتكاف كالبيع والشراء، يقول إنسان أنا اشترط أني أداوم في الوظيفة أو أشترط أني أبيع وأشتري هذا لا يجوز، أما طلب العلم أجازه بعض العلماء.
مبطلات الاعتكاف؟
أولاً: الجماع وهذا محل إجماع كما ذكر ابن المنذر، وابن حزم، وابن هُبيرة، ذكروا الإجماع في ذلك.
ثانيًا: مباشرة الزَّوجة والأَمَة بشهوة، فإن كان لغير شهوة لم يبطل اعتكافه باتِّفاق الأئمَّة لحديث عائشة في ترجيل شعر النبي – صلى الله عليه وسلم – وهو معتكف.
ثالثًا: إنزال المني بالمباشرة أو تكرار النظر أو الاستمناء.
رابعًا: الحيض والنفاس.
خامسًا: ذهاب العقل بسبب شرب مسكر.
سادسًا: الردة.
¥