أ -الفتنةُ في الدينِ على النفسِ، والأولادِ، والنساءِ، والأحفادِ ب- موالاتُهم ومحبتُهم والله جل وعلا يقول: ?لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ? [آل عمران28] ت- عدمُ التمكنِ من إظهارِ الشعائرِ التعبديةِ ث- التشبهُ بالكفارِ والتَخَلُقُ بأخلاقِهم. ج-مشاهدةُ المنكراتِ ومؤالفتها ح- فقدُ الولايةِ على الزوجِةِ والأولادِ خ- تعلقُ النساءِ والأولادِ بالدنيا يجعلُ من العسيرِ على الأبِ إذا عزمَ على الرجوعِ أنْ يُطَاوِعَهُ هؤلاءِ على ذلكَ، فإما أنْ يطاوعَهم ويبقى معهم وإما أن يتركَهم د-تركُ اللسانِ العربي.
5 - استبطاءِ الرزقِ وقد جاء في الحديثِ عن حُذيفةَ رضي الله عنه قال: (قام النبيُّ صلى الله عليه و سلم فَدَعَا الناسَ فقال هَلُمُوا إليَّ فأقبلوا إليه فجلسوا فقال هذا رسولُ ربِ العالمينَ جبريلُ عليه السلام نَفَثَ [18] في رُوعِي [19] أنه لا تموتُ نفسٌ حتى تَستكملَ رِزقَها وإن أَبطَأَ عليها, فاتقوا اللهَ وأَجمِلُوا في الطَلَبِ, ولا يَحمِلَنَّكُم استبطاءُ الرزقِ أن تأخذُوه بمعصيةِ اللهِ, فإنَّ اللهَ لا يُنَالُ ما عنده إلا بطاعته) [20] وعن جابرٍ رضي الله عنه أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه و سلم قال: (لا تَستَبطِئُوا الرزقَ فإنه لم يكن عبدٌ ليموتَ حتى يبلغَ آخرَ رزقٍ هو له فأَجمِلُوا في الطلبِ أَخذُ الحلالِ وتركُ الحرام). [21]
?إذنْ - فيا أخي- دَرءُ المفاسدِ مقدمٌ على جَلبِ المنافعِ، فما يستفيدُه المسلمُ من هجرتِه إلى تلك البلادِ مِن المصالحِ الدنيويةِ، لا يساوي الأضرارَ المشاهدةَ، وما يعرفُه المقيمونَ هناك أضعافُ أضعافُ ما نعرفُه نحن وغير ذلك من المفاسدِ.
أخي الحبيب هل لازلت مُصرًّا على المخاطرةِ بنفسِك ومساكنةِ الكفارِ بعد كل هذا؟
لعلك تقول: لا ولكنْ كيف الطريقُ إلى تحصيلِ الرزقِ والوصولِ إلى السعادةِ؟
أُجيبكَ مخاطبًا إيمانَك: عليك يا أخي العزيزُ بما يلي:
1 - التقوى- لقولِه تعالى: ?وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ? [الطلاق2 - 3] وقولِه سبحانه: ?وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا? [الطلاق4]
قال الحافظ ابن كثير _ أي: ومن يَتَّقِ اللهَ فيما أمرَه به، وتَرك ما نهاه عنه، يَجعَلْ له من أمرِه مخرجًا، ويرزُقْه من حيث لا يحتسب، أي: من جهةٍ لا تَخطرُ ببالِه) [22]
وقال [23] عن الآية الثانية: (أي يُسهل له أمرَه ويُيَسِره عليه ويجعل له فرجًا قريبًا ومخرجًا عاجلاً)
2 - الدعاءِ فهو أنفعُ الأدويةِ, وهوعدُو البلاءِ, يدافِعُه ويعالجُه, ويمنعُ نزولَه, ويرفعُه, أويخففُه إذا نزل. [24] فعليك يا أخي بالإكثارِ مِن الدعاءِ كأن تقولَ كلَ صباحٍ (اللهُم إني أسألكَ علمًا نافعًا ورزقًا طيبًا وعملاً مُتقبلاً) [25]. وعليك بأدعيةِ قضاءِ الدَّينِ ودفعِ الهَمِّ والكربِ ,وذلك بالرجوعِ إلى كتبِ الأدعيةِ المحققةِ, وإياك والكتب المشتملة على الأدعية الشركية والأوراد المبتدعة [26].
3 - التوكلِ على اللهِ جل وعلا لأنَّ اللهَ قالَ: ?وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا? [الطلاق3] قال الإمامُ الطبري رحمه الله تعالى (يقولُ تعالى ذكرُه: ومَنْ يَتَّقِ اللهَ في أمورِه، ويُفَوِّضْهَا إليه فهو كَافِيه) [27]
وقال العلامةُ السعدي رحمه الله تعالى: ? وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّه?ِ: في أمرِ دِينِه ودنياه، بأنْ يعتمدَ على اللهِ في جلبِ ما ينفعُه ودفعِ ما يضرُه، ويثقَ به في تسهيلِ ذلك ?فَهُوَ حَسْبُهُ? أي: كافيه الأمرَ الذي توكلَ عليه فيه، وإذا كان الأمرُ في كفالةِ الغنيِّ القويِّ العزيزِ الرحيمِ، فهو أقربُ إلى العبدِ من كلِ شيءٍ، ولكنْ ربما أنّ الحكمةَ الإلهيةَ اقتضتْ تأخيرَه إلى الوقتِ المناسبِ له؛ فلهذا قال تعالى: ?إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ? أي: لا بد من نُفوذِ قضائِه وقدرِه، ولكنه ?قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا? أي: وقتًا ومقدارًا، لا
¥