الأول الإسناد: ونعني به الإسناد المتصل إلى نبي الله عيسى عليه السلام إلى زمن اشتهاره على باب التطابق وعدم اختلاف النسخ، وهذا لا وجود له عندهم أصلا.
الثاني: المضمون: فإذا ما انعمت النظر في هذا الكتاب المقدس لوجدته يدعو إلى زنى المحارم، و يدعوا إلى قتل الاطفال والنساء وذبح المخالف، وتراه يدعواإلى إفساد المجتمعات وتركهم بلا أحكام يرجعون لها ليتحقق فيهم العدل، بل المرجع هو الهوى وسطوة الأقوياء، ولوجدت فيه الافتراء على الله تعالى ومن ذلك زعمهم أن له الولد أو أن عيسى هو ربهم المتجسد، وهو الرب الآكل الشارب المصلي الخائف قد نزل على الأرض ليحيى حياة البشر ويتعرض لكل ما يتعرض له البشر من رضاعه وهو صغير وتعرضه لكل ما يتعرض له الأطفال من بول وحاجة التنظيف وحاجة التأديب وعناية الوالدين والإشفاق عليه ثم إلى نموه الى ان يصبح شابا فيتعرض للسخرية والخوف من الاعداء إلى أن قالوا أنه صلب ومات!!!!.
ولو نظرت إلى ما فيه من علوم لوجدت أن الأرض مربعة وأن الأفعى تأكل التراب وأن شرب الماء وحده مضر، وأن الأرنب يجتر، وأن الرجال يحيضون كما تحيض النساء، وأن المرأة نجسة منجسة لكل من حولها وكذا ما تجلس عليه ومن تجالسه، وغيرها مما لو أردنا تفصيله وبيانه لخرجنا عن الغرض المطلوب.
أقول: لو نظرت إلى كل هذا لعلمت أن هذا الكتاب يستحيل أن يكون من عند الله تبارك وتعالى على ما هو عليه، بل نجزم أن أيدي العابثين المفسدين قد امتدت إليه بالتحريف والتغيير والتبديل.
قوله: (بإدعاءك يادكتورة أنت تعارضين التعاليم الإسلامية وعلي النحو التالي:
*يقول الامام فخر الدين الرازي في مجلد 132 - 133 (إن تحريف التوراة والإنجيل ممتنع لأنهما كانا كتابين بلغا من الشهرة والتواتر إلي حيث يتعذر ذلك فيهما)).
قلت: وهذا النقل عن الرازي يدل على حرص النصارى على التحريف حتى في الكتب الإسلامية.
إذ عبارة الرازي في تفسيره (3/ 39) (المسألة الثالثة: اختلفوا في كيفية الكتمان، فالمروى عن ابن عباس: أنهم كانوا محرفين يحرفون التوراة والإنجيل، وعند المتكلمين هذا ممتنع، لأنهما كانا كتابين بلغا في الشهرة والتواتر إلى حيث يتعذر ذلك فيهما، بل كانوا يكتمون التأويل، لأنه قد كان فيهم من يعرف الآيات الدالة على نبوة محمد عليه السلام، وكانوا يذكرون لها تأويلات باطلة، ويصرفونها عن محاملها الصحيحة الدالة على نبوة محمد عليه السلام، فهذا هو المراد من الكتمان، فيصير المعنى: إن الذين يكتمون معاني ما أنزل الله من الكتاب).
فأنت ترى في هذا الموضع أمورا ظاهرة.
أولها: أن الكل قد اتفق على وجود التحريف، سواء كان التحريف للمعنى أو للنص بناء على ما ذكره الرازي لا تقريرا لما نقله.
الثاني: أن الرازي قد قدم قول ابن عباس رضي الله عنه في قوله أن التحريف تحريف كتاب وهو بالتالي يفضي إلى تحريف المعنى لزوما، فيكون بذلك قد جمع بين نوعي التحريف
الثالث: أن القول بتحريف المعنى بناء على نقل الرازي هو كلام المتكلمين، وهذا لا يلزم أهل الاسلام بشيء لأن هذا الموضع هو موضع النزاع بين المتخاصمين، وأهل الكلام لا عبرة بكلامهم في أمور الشريعة.
الرابع: إن الاحتجاج بالشهرة والتواتر الذي يمنع التحريف ليس بصحيح لأمور:
أولها: أن هذه الشهرة ليست بمتصلة إلى نبي الله عيسى ليقال أن هذا هو الإنجيل الذي أوحاه الله الى عيسى عليه السلام وهو الذي تواتر نقله عنه بالمباشرة والسماع إلى يومنا.
ثانيها: إن الشهرة والتواتر حصلت بعد ولم تكن قد حصلت في زمن نبي الله عيسى عليه السلام إلى الحوارين وإلا لما احتاج كتاب الأناجيل إلى الروح القدس لتلهمهم.
ثالثها: وجود الاختلاف بين النسخ القديمة المتوفرة ويرى الاختلافات في الفاظها وتواريخها يوقن أن هذا التناقض لا يصدر من عند الله ومن ذلك: (أعداد بنى إسرائيل وأولاده عند دخولهم مصر:
- فى السامرية: 75
- فى اليونانية: 70).
ومنه (وطبقاً للموسوعة البريطانية فإن النص السامري يختلف عن النص اليوناني في الأسفار الخمسة بما يزيد على أربعة آلاف اختلاف، ويختلف عن النص العبري القياسي بما يربو على ستة آلاف اختلاف.وسنذكر بعض هذه الاختلافات للتمثيل:
¥