هل كان المسلمون منذ زمن الصحابة رضي الله عنهم أجمعين وحتى قبل عصر وسائل الإتصال الحديثة ـ وخصوصا في الأمصار البعيدة كالأندلس ومصر والشام وخرسان والمغرب ـ يوم 9 ذي الحجة في مكة المكرمة حرسها الله يوافق معهم يوم 9 ذي الحجة؟ أم كانوا يعتمدون على بداية الشهر في بلدانهم.
حفظكم الله
ـ[أبو أحمد الهذلي]ــــــــ[06 - 12 - 08, 11:57 م]ـ
قال شيخ الإسلام ابن تيمية:
" الذبح بالمشاعر أصل وبقية الأمصار تبع لمكة ولهذا كان عيد النحر العيد الأكبر ويوم النحر يوم الحج الأكبر لأنه يجتمع فيه عيد المكان والزمان. " اهـ مجموع الفتاوى.
الاجماع العملي لا يحتاج تحقيق.
يكفي اتصاله بزمن التشريع زائد زمن الخلافة الراشدة فتلك الأمصار اليمن والشام كيف كان العمل عندها.
فهذا ابن عباس رضي الله عنه يرى التعريف يوم عرفة وهو بالكوفة أو البصرة موافقة للحجيج. فالعمل على رؤية أهل مكة.
اخرجه ابن ابي شيبة في المصنف: (14/ 136) واسناده صحيح).
فلا أثر لاختلاف المطالع من الناحية الشرعية. واختلافها من الناحية الجغرافية كظاهرة طبيعية كونية.
وهي حادثة وفهم ابن عباس رضي الله عنه لا يقصد به اختلاف المطالع.
قال الشيخ عدنان عرعور
إنّ دعوى [[اختلاف المطالع]] هي دعوى غير صحيحة؛ لا من حيث الشرع، ولا من حيث الواقع الفلكي، فإن للقمر إهلالة واحدة، ثم تتابع هذه الإهلالة على الأرض وتكبر حسب خطوط الطول خطاً خطاً .. أي كلما اتجهنا نحو الغرب ,حتى يهل على العالم كله في ليلة واحدة.
ولا يقال يتتابع إهلاله على الأرض دولة دولة، لأن الدول تتداخل مع خطوط الطول، ولا تنضبط لتفاوت مساحاتها، وتعرج حدودها.
فأما إذا كان المقصود بـ[[اختلاف المطالع]]: أن القمر يهل على خطِّ طولٍ معين، ثم يتتابع ظهوره على خطوط الطول خطا خطاًً، أو بلداً بلداً .. من الشرق إلى الغرب؛ فصحيح، ولكن دون نظر إلى الحدود السياسية.
وأما إن كان المقصود بـ[[اختلاف المطالع]]: أن لكل دولة مطلعها، وأن الهلال يطلع على الشام ولا يطلع على العراق، ويطلع على السعودية ولا يطلع على البحرين، ويطلع على مصر ولا يطلع على السودان، فهذا من أبطل الباطل، وقائله لا يفهم في شرعٍ، ولا يتكلم عن علم في فلك.
وإذا سلّمنا جدلاً أنّ لكل بلد مطلعه فيقال: ما معنى البلد؟ وما تعريفه؟ هل هو حسب الحدود السياسية التي رُسمت للأمة وفرقتها؟!، أم حسب الاصطلاح الجغرافي؟ وهل القمر يعترف بهذا؟! أو حتى يعرف هذا؟!
ثم ما هي مساحة البلد المقصود بقولهم: [[لكل بلد مطلع]]؟ فهناك بلد مساحته ملايين الأميال المربعة، وهناك بلد لا يتجاوز مساحته العشرات.
ثم إن البلد الكبير [الدولة] فيه بُلدان [مدن] صغيرة كثيرة، فهل تكون الرؤية للبلد الكبير كله؟؟ أم لكل بلد صغير رؤيته؟؟
كل هذا يشير إلى تناقض أصحاب هذا الرأي، ويدل على بطلانه، بل على عدم وجوده أصلاً إلاّ في أذهان قائليه.
وأما حديث كريب الذي يحتجون به، وهو أن كريباً طلب من ابن عباس وهو في المدينة أن يفطروا على رؤية أهل الشام فأبى ابن عباس ذلك؛ فليس فيه أن لكل بلد مطلعه وإنما فيه أن يصوم أهل المدينة على حساب أهل الشام .. فأبى ابن عباس ذلك .. وهذا هو الصواب، إذ لا يمكن لأهل المدينة معرفة رؤية أهل الشام لهلال شوال؛ لانعدام الاتصالات المباشرة، لذلك كان لزاماً أن يصوم أهل كل بلد يومئذ حسب رؤيتهم، وهذا ما يفيده رأي ابن عباس، وذلك لتعذر بلاغ الرؤية للجميع _ يومئذ _، وليس في حديث كريب أن لكل بلد سياسي مطلعه، ولكل قطر جغرافي هلاله.
ثم لو كان الأمر أن لكل بلد مطلعهم، لقيل: ما هي حدود هذا البلد في عهد الصحابة حتى يصوم أهله .. ؟ ما هي المساحة التي يصوم فيها المسلمون ولا يصومون بعدها .. ؟ ولو تمعَّن الناس هذه المسألة، لأدركوا خطأ بل فساد القول بأنّّ [[لكل بلد مطلعه]].
وأما الجواب الصحيح عن حدود البلد التي يصوم المسلمون فيها، فهو حدود علمهم أن الهلال قد هلّ ... فمن بلغه الخبر صام، أو أفطر، ومن لم يبلغه لم يصم، ولم يفطر، وذلك لأن الشرع أناط الأحكام بعلم الإنسان بها، ولم ينطها ببلد , أو حدود , أو ما شابه ذلك.
وقال أيضا:
إن الواجب على الأمة جميعاً الاقتداء بالحجيج في تحديد يوم عرفة والعيد، فيوم عرفة هو يومٌ للأمة جمعاء، ومن خالف فإنما يخالف حقاً، وواقعاً، ويفرق أمته.
فهل يعقل ديناً وهلالاً أن يكون هناك عرفة في أكثر من بلد؟ وهل يترك الله ملايين من الحجيج يخطئون، ويرد حجهم و دعائهم .. ؟ إنّنا نحتاج إلى قليل من التفكر، وقليل من الواقعية، وإذا تأملنا هذا الأمر في عرفة كان الأمر نفسه في أول الصيام، وفي عيد الفطر.
فالذين يقولون بتوحيد عرفة يلزمهم توحيد الصيام والإفطار، والذين يقولون بتوحيد الصيام والإفطار يلزم القول بتوحيد عرفة. أ. هـ من مقال بعنوان: وجوب توحيد الصيام ولا حقيقة لاختلاف المطالع.
وللعلامة أحمد شاكر رحمه الله كلام جميل في كتابه أوائل الشهور العربية هل يجوز ....
يؤيد روية أهل مكة. مع طرحه لقضية العمل بالحساب الفلكي من باب المدارسة والبحث ...
والله أعلم.
¥