تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فلذلك يكون الجواب البدهي: أن تقديم الأذكار المعروفة دبر الصلوات هو السُّنة، أما التكبير؛ فيجوز له في كل وقت. [سلسلة الهدى والنور: الشريط: (392)، الدقيقة: (00:46:27)]

وهذه فتوى أخرى للألباني رحمه الله:

السائل: هل يقيد التكبير في أيام التشريق فيما بعد الصلوات؟

الشيخ: لا، لا يقيد؛ بل تقييدُه مِن البدع؛ إنما التكبير بكل وقتٍ من أيام التشريق. السائل: وأيام العشر؟

الشيخ: وأيام العشر كذلك. [سلسلة الهدى والنور: الشريط: (410 (، الدقيقة: (00:36:12)]

وقد اعتمد أهل العلم بالتكبير المقيد على اثر ابن عمر رضي الله عنهما التالي:

كان ابن عمر يكبِّر بمنى تلك الأيام، وخلف الصلوات، وعلى فراشه، وفي فسطاطه، ومجلسه، وممشاه، تلك الأيام جميعا. (1)

تكبير ابن عمر رضي الله عنهما خلف الصلوات لايلزم منه فقها أنه يكبر مباشرة دبر الصلاة، بخلاف لو قال أنه يكبر (دبر الصلوات)،إنما فيه إشارة أنه مستمر بالتكبير سواء قبل الصلوات أو بعدها كما جاء عن أحد السلف أنه يكبر خلف النافلة.

كان ابن عمر وأبو هريرة يخرجان إلى السوق في أيام العشر يكبران ويكبر الناس بتكبيرهما. وكبر محمد بن علي خلف النافلة. (2)

1 - رواه البخاري –ورواه أبو بكر بن المنذر في كتاب الاختلاف والفاكهي في أخبار مكة. (تغليق التعليق 1/ 291)

2 - رواه البخاري و قال الحافظ ابن حجر في "الفتح": (2/ 246): (لم أره موصولاً عنهما، وقد ذكره البيهقي أيضاً معلقاً وكذا البغوي) انتهى. (انظر إلى التحجيل في تخريج ما لم يخرج في إرواء الغليل تأليف عبد العزيز الطريفي).

(4)

وهناك أثر قد اشتهر ولم يعلم كثير من أهل العلم بضعفه، فقد أخرجه البخاري في بَاب فَضْلِ الْعَمَلِ فِي أَيَّامِ التَّشْرِيقِ ولم يسنده فقال: "َقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ أَيَّامُ الْعَشْرِ، وَالْأَيَّامُ الْمَعْدُودَاتُ أَيَّامُ التَّشْرِيقِ، كان ابن عمر وأبو هريرة يخرجان إلى السوق في أيام العشر يكبران ويكبر الناس بتكبيرهما".

وقد استدرك الشيخ الطريفي وفقه الله على تخريج الشيخ الألباني رحمه الله في الإرواء فقال: .. فهذا التخريح الذي نقله من الحافظ في "الفتح" إنما هو لأثر آخر - أثر ابن عباس رضي الله عنهما -: ({وَيَذْكُرُوا ... } [الحج: 28] أيام العشر، والأيام المعدودات أيام التشريق).

وأما أثر ابن عمر و أبي هريرة اللذان أوردهما المصنّف ابن ضويان رحمه الله.

فقد قال عنهما الحافظ ابن حجر في "الفتح": (2/ 246): (لم أره موصولاً عنهما، وقد ذكره البيهقي أيضاً معلقاً وكذا البغوي) انتهى.

قلت: وقفت عليهما فقد أخرجهما أبو بكر عبد العزيز بن جعفر في كتاب "الشافي" وأبو بكر المروزي في كتاب "العيدين" من طريق عفان عن سلام أبي المنذر عن حميد الأعرج عن مجاهد أن ابن عمر وأبا هريرة كانا يخرجان في العشر إلى السوق يكبران لا يخرجان إلا لذلك. انتهى كلام الشيخ الطريفي (1)

قلت: أبو بكر عبد العزيز لم يدرك عفان بن مسلم؛ لأن عفان مات في سنة عشرين و مئتين، وولد تقريبا في سنة أربع وثلاثين ومئة. (2)

وأبو بكر هو: عبد العزيز بن جعفر بن أحمد بن يزداد بن معروف البغوي غلام الخلال توفي في سنة ثلاث وستين وثلاثمائة،. (3)

وأيضا المروزي لم يدرك عفان، واسمه: أحمد بن علي بن سعيد بن إبراهيم الأموي المروزي أبو بكر قاضي دمشق، وفاته في اثنتين وتسعين ومائتين وكان قد بلغ التسعين. (4)

قال ابن رجب: و اختلف العلماء هل يشرع إظهار التكبير و الجهر به في الأسواق في العشر؟ فأنكره طائفة و استحبه أحمد و الشافعي لكن الشافعي خصه بحال رؤية بهيمة الأنعام و أحمد يستحبه مطلقا. [لطائف المعارف259 وطبعة اخرى475]


1 - التحجيل في تخريج ما لم يخرج في إرواء الغليل- وما وقف عليه الطريفي فهو منقول من فتح الباري لابن رجب (7/ 51).
2 - تهذيب التهذيب.
3 - طبقات الحنابلة لابن أبي يعلى 1/ 220 - 222 - وسير أعلام النبلاء 13/ 528 - الأعلام للزركلي4/ 15.
4 - تاريخ دمشق 5/ 85 - معجم المؤلفين 2/ 8.

(4)

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير