منقول بنصه من موقع الشيخ سفر الحوالي
ـ[ابن وهب]ــــــــ[29 - 12 - 08, 11:19 م]ـ
قال ابن رجب
(علامة قبول الطاعة أن توصل بطاعة بعدها و علامة ردها أن توصل بمعصية ما أحسن الحسنة بعد الحسنة و أقبح السيئة بعد الحسنة ذنب بعد التوبة أقبح من سبعين قبلها النكسة أصعب من المرض الأول ما أوحش ذل المعصية بعد عز الطاعة ارحموا عزيز قوم بالمعاصي ذل و غني قوم بالذنوب افتقر سلوا الله الثبات إلى الممات و تعوذوا من الحور بعد الكور كان الإمام أحمد يدعو و يقول: اللهم أعزني بطاعتك و لا تذلني بمعصيتك و كان عامة دعاء إبراهيم بن أدهم: اللهم انقلني من ذل المعصية إلى عز الطاعة في بعض الآثار الإلهية يقول الله تبارك و تعالى: أنا العزيز فمن أراد العز فليطع العزيز
(ألا إنما التقوى هي العز و الكرم ... و حبك للدنيا هو الذل و السقم)
(و ليس على عبد تقي نقيصة ... إذا حقق التقوى و إن حاك أو حجم)
)
قال ابن رجب
(كما قيل من عمل بما علم أورثه الله علم ما لم يعلم وكما قيل إن من ثواب الحسنة الحسنة بعدها وقد دل على ذلك قوله تعالى ويزيد الله الذين اهتدوا هدى (مريم) وقوله تعالى والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم (محمد))
قال ابن القيم
(هذا كما أنه ثابت في محو السيئات بالحسنات لقوله تعالى: {إن الحسنات يذهبن السيئات} (هود: 14) وقوله تعالى: {إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم} (النساء: 31) وقوله صلى الله عليه وسلم: [وأتبع السيئة الحسنة تمحها] فهو ثابت في عكسه لقوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى} (البقرة: 264) وقوله: {يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون} (الحجرات: 2) وقول عائشة عن زيد بن أرقم أنه لما باع بالعينة: إنه قد أبطل جهاده مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أن يتوب وكقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه البخاري في صحيحه: [من ترك صلاة العصر حبط عمله] إلى غير ذلك من النصوص والآثار الدالة على تدافع الحسنات والسيئات وإبطال بعضها بعضا وذهاب أثر القوي منها بما دونه وعلى هذا مبنى الموازنة والإحباط
وبالجملة فقوة الإحسان ومرض العصيان متصاولان ومتحاربان ولهذا المرض مع هذه القوة حالة تزايد وترام إلى الهلاك وحالة انحطاط وتناقص وهي خير حالات المريض وحالة وقوف وتقابل إلى أن يقهر أحدهما الآخر وإذا دخل وقت البحران وهو ساعة المناجزة فحظ القلب أحد الخطتين: إما السلامة وإما العطب وهذا البحران يكون وقت فعل الواجبات التي توجب رضى الرب تعالى ومغفرته أو توجب سخطه وعقوبته وفي الدعاء النبوي: [أسألك موجبات رحمتك] وقال عن طلحة يومئذ: أوجب طلحة ورفع إلى النبي صلى الله عليه وسلم رجل وقالوا: يا رسول الله إنه قد أوجب فقال: [أعتقوا عنه] وفي الحديث الصحيح: [أتدرون ما الموجبتان؟] قالوا: الله ورسوله أعلم قال: [من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة ومن مات يشرك بالله شيئا دخل النار] يريد أن التوحيد والشرك رأس الموجبات وأصلها فهما بمنزلة السم القاتل قطعا والترياق المنجي قطعا
وكما أن البدن قد تعرض له أسباب رديئة لازمة توهن قوته وتضعفها فلا ينتفع معها بالأسباب الصالحة والأغذية النافعة بل تحيلها تلك المواد الفاسدة إلى طبعها وقوتها فلا يزداد بها إلا مرضا وقد تقوم به مواد صالحة وأسباب موافقة توجب قوته وتمكنه من الصحة وأسبابها فلا تكاد تضره الأسباب الفاسدة بل تحيلها تلك المواد الفاضلة إلى طبعها فهكذا مواد صحة القلب وفساده
فتأمل قوة إيمان حاطب التي حملته على شهود بدر وبذله نفسه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وإيثاره الله ورسوله على قومه وعشيرته وقرابته وهم بين ظهراني العدو وفي بلدهم ولم يثن ذلك عنان عزمه ولا فل من حد إيمانه ومواجهته للقتال لمن أهله وعشيرته وأقاربه عندهم فلما جاء مرض الجس برزت إليه هذه القوة وكان البحران صالحا فاندفع المرض وقام المريض كأن لم يكن به قلبة ولما رأى الطبيب قوة إيمانه قد استعلت على مرض جسه وقهرته قال لمن أراد فصده: لا يحتاح هذا العارض إلى فصاد وما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم وعكس هذا ذو الخويصرة التميمي وأضرابه من الخوارج الذين بلغ اجتهادهم في الصلاة والصيام والقراءة إلى حد يحقر أحد الصحابة عمله معه كيف قال فيهم: لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد وقال: اقتلوهم فإن في قتلهم أجرا عند الله لمن قتلهم وقال: شر قتلى تحت أديم السماء فلم ينتفعوا بتلك الأعمال العظيمة مع تلك المواد الفاسدة المهلكة واستحالت فاسدة
..... الخ)
ـ[أبو خالد الصاعدي]ــــــــ[29 - 12 - 08, 11:35 م]ـ
((علامة قبول الحسنةِ الحسنةُ بعدها))
معلوم أن قبول العمل من عدمه حق لله عز وجل، وأما جعل علامة على القبول دون بيان من صاحب الحق أنه أثر وعلامة تحكم.
فما هو الدليل على صحة هذه القاعدة من جهة الأثر؟ فهي محل البحث هنا.
¥