تقول فيمن ضحك فى الصلاة؟ قال بطلت صلاته وطهارته , قال: فقال له: فقذف المحصنات أيسر من الضحك فى الصلاة؟! قال: فأخذ اللؤلؤى نعله وقام: قال: فقلت للفضل: قد قلت لك أنه ليس هناك! ".إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل - (2/ 117)
المسألة الثانية:
هل يستحب الوضوء للقهقهة أم لا؟
المذهب المالكي:
لا وضوء من قهقهة في الصلاة.التاج والإكليل لمختصر خليل (1/ 302)،مواهب الجليل لشرح مختصر خليل (1/ 302) الشرح الكبير للدردير (1/ 123)
المذهب الشافعي:
يستحب أن يتوضأ من الضحك في الصلاة ومن الكلام القبيح.المهذب في فقه الإمام الشافعي للشيرازي (1/ 24)،مغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج (1/ 63)،المقدمة الحضرمية (1/ 37)
واستدلوا بقول ابن مسعود قال: لأن أتوضأ من الكلمة الخبيثة أحب إلي من أن أتوضأ من الطعام الطيب. رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثقون. مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (1/ 315) 1345
المذهب الحنبلي:
لا يستحب الوضوء للقهقهة وهو الصحيح اختاره أبو المعالي في النهاية والوجه الثاني يستحب وهو ظاهر ما جزم به في الحاوي الكبير، قلت وهو قوي للخروج من الخلاف.الفروع وتصحيح الفروع (1/ 153)،كشاف القناع عن متن الإقناع (1/ 132)،المبدع في شرح المقنع لابن مفلح (1/ 171)
قال ابن تيمية: وثانيها أنه بتقدير صحته (يعني حديث أبي العالية) ليس فيها تصريح بانتقاض وضوئهم لعلهم أمروا بذلك لأن القهقهة في الصلاة ذنب وخطيئة فيستحب الوضوء والصلاة عقبها كما جاء في حديث أبي بكر المتقدم وكما أمر الذين اغتابا بأن يعيدا الوضوء والصلاة في حديث ابن عباس وكما قد حمل بعضهم حديث معاذ في الذي لمس المرأة وهذا لأن القهقهة في الصلاة استخفاف بها واستهانة فيستحب الوضوء منها كالوضوء من الكلام المحرم وهذا أقرب إلى قياس الأصول وأشبه بالسنة فحمل الحديث عليه أولى.شرح العمدة في الفقه (1/ 326)
الخلاصة: أن مذهب الشافعية والحنابلة في وجه لهم استحباب الوضوء من القهقهة، ومذهب المالكية والوجه الآخر للحنابلة عدم استحباب ذلك،وكلام ابن تيمية في هذه المسألة قاطع للخلاف إن شاء الله تعالى.
الآداب:
قال في الْغُنْيَةِ يُكْرَهُ تَشَدُّقُهُ بِالضَّحِكِ وَقَهْقَهَتُهُ وَرَفْعُ صَوْتِهِ بِلَا حَاجَةٍ.الإنصاف في معرفة الراجح من الخلاف (12/ 54)
ـ[رأفت الحامد العدني]ــــــــ[01 - 03 - 10, 04:14 م]ـ
القهقهة
تعريفها في اللغة:
قال أهل اللغة التبسم مبادئ الضحك والضحك انبساط الوجه حتى تظهر الأسنان من السرور فإن كان بصوت وكان بحيث يسمع من بعد فهو القهقهة وإلا فهو الضحك وإن كان بلا صوت فهو التبسم.
فيقال قهقه يقهقه قهقهة إذا مد وإذا رجع وقال ابن سيده: قهقه رجع في ضحكه وقيل هو اشتداد الضحك قال وقه قه حكاية الضحك وقال الجوهري القهقهة في الضحك معروفة وهو أن يقول قه قه.لسان العرب - (13/ 531)
وقال في معجم لغة الفقهاء (1/ 371): القهقهة: الضحك بصوت يسمعه من يجلس بجواره.
راجع: فتح الباري لابن حجر (10/ 504)،شرح النووي على مسلم (10/ 84)،معجم لغة الفقهاء (1/ 371)،التعريفات للجرجاني (1/ 230)، القاموس المحيط (1/ 1616)،الصحاح في اللغة - (2/ 99)
تعريفها عند الفقهاء:
القهقهة: أي الضحك بصوت مسموع، تفسد الصلاة عند الجمهور (الحنفية، المالكية، وقول عند الحنابلة)،وذهب الشافعية وقول عند الحنابلة لابد إن ظهر بها حرفان فأكثر، أو حرف مفهم. فالبطلان فيها من جهة الكلام المشتملة عليه. وسيأتي بالتفصيل
الأحاديث والآثار الواردة في ذلك:
1 - عن أبي العالية قال: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي وخلفه أصحابه، فجاء رجل أعمى فوطئ على خصفة على رأس بئر فتردى في البئر، فضحك القوم، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم من ضحك أن يعيد الوضوء».
قال البيهقي في السنن الصغرى - (1/ 17): وَحَدِيثُ الْقَهْقَهَةِ لَمْ يَثْبُتْ إِسْنَادُهُ وَمَدَارُهُ عَلَى أَبِي الْعَالِيَةِ الرِّيَاحِيِّ، وَأَبُو الْعَالِيَةِ إِنَّمَا رَوَاهُ مُرْسَلا وَإِرْسَالُ أَبِي الْعَالِيَةِ ضَعِيفٌ وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
وفي مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (2/ 100):رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثقون وفي بعضهم خلاف.
¥