تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فإذا دخل المسجد صلى تحية المسجد ركعتين ولو كان قد صلى الراتبة القبلية، ثم ينتظر الصلاة وفي ذلك يقول النبي ? (لا يزال أحدكم في صلاة ما دامت الصلاة تحسبه، لا يمنعه أن ينقلب إلى أهله إلا الصلاة) متفق عليه.

وأما فضل صلاة الجماعة فمعلوم والأحاديث فيه كثيرة شهيرة.

فإذا فَرَغ من صلاة الفجر سُنَّ للرجل الجلوس في المسجد وللمرأة الجلوس في مصلاها لذكر الله حتى تطلع الشمس لحديث أنس عند الترمذي وحسنه أن من فعل ذلك حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كُتِبَ له أجرُ حجة وعمرة تامة تامة تامة.

وهذه السنةُ: أعني سنةَ المُكث بعد صلاة الفجر لذكر الله حتى تطلع الشمس ثابتة في صحيح مسلم من حديث جابر بن سمرة دون ذكر الصلاة عند طلوع الشمس.

ويُستحب له أن يبدأ الذكر بعد الصلاة بما ورد عن النبي ? دُبُرَ الصلاة وهو أنواع كثيرة أولها الاستغفار ثلاثاً، ثم قول (اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام) ثم ليسرد الأذكار الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم كما ذكرها أهل العلم ومنهم شيخنا العلامة عبدالعزيز بن عبدالله بن باز في نشرة صغيرة الحجم كبيرة الفائدة رحمه الله وغفر لنا وله.

ومما يحسن التنبيه إليه أن ثمة أذكاراً يستثقلها الكسالى من الناس مع سهولتها ويسرها، ومع ذلك فقد زادها الله تسهيلاً وتيسيراً.

من ذلك ما ورد في الصحيحين أن الفقراء أتوا رسول الله ? فقالوا: يا رسول الله ذهب أهل الدثور بالأجور -وفي رواية- قالوا: ذهب أهل الدثور بالدرجات العُلى والنعيم المقيم، يصلون كما نصلى ويصومون كما نصوم، ولهم فضل أموال يتصدقون بها ولا نتصدق .. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أفلا أعلِّمُكم شيئاً تُدركون به من سبقكم وتسبقون به من بعدكم؟ ولا يكون أحد أفضل منكم إلا من صنع مثل ما صنعتم " قالوا: بلى يارسول الله قال " تسبِّحون وتكبرون وتحمدون، دبر كل صلاة، ثلاثاً وثلاثين مرة " فامتثل الفقراء أمرَ نبيهم صلى الله عليه وسلم وعملوا بوصيته فقالوها، ففعل الأغنياء مثلهم! فجاء الفقراء يشتكون فقالوا سمع إخواننا بما قلنا فقالوا مثله فقال ?: " ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم"

ومع يُسر ذلك الذكر وسهولته فإن الله تعالى قد زاده تيسيراً وتسهيلاً ..

لنستمع إلى هذا الحديث الصحيح الذي أخرجه أحمد وأبو دواد والترمذي والنسائي من حديث عبدالله بن عمر قال: قال رسول الله ?: (خلتان لا يحصيهما رجل مسلم إلا دخل الجنة، هما يسير والذي يعمل بها قليل: تسبح الله في دبر كل صلاة عشراً، وتحمده عشراً، وتكبره عشراً، قال: فتلك مائة وخمسون باللسان وألف وخمسمائة في الميزان. وإذا أخذت مضطجعك: تسبحه وتكبره وتحمده مئة فتلك مائة باللسان وألف في الميزان، ثم قال صلى الله عليه وسلم: فأيكم يعصي في اليوم والليلة ألفين وخمسمائة خطيئة؟!).

ومما ينبغي المحافظة عليه دُبُرَ الصلوات: قراءة آية الكرسي، قال ? (من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة لم يكن بينه وبين دخول الجنة إلا الموت) أخرجه النسائي والبيهقي والحاكم بإسناد حسن.

وينبغي أن يأتي بالأذكار المشروعة أثناء جلوسه لذكر الله بعد صلاة الفجر وهذا دأب الصالحين.

خرج النبي ? بعد صلاة الفجر فرأى أمَّنا أمَّ المؤمنين جويريةَ رضي الله عنها تذكر الله، ثم رجع عندما انتصف النهار فرآها على حالها تذكر الله، فقال لها: ما زلت على الحال التي فارقتك عليها؟! قالت نعم. فقال: ((لقد قلتُ بعدكِ كلماتٍ هنَّ خيرٌ مما قلتِ منذ الصباح: سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضى نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته)).

ولذا سمى العلماء هذا الذكر: الذكرَ المضاعفَ، لما أعده الله لمن قالها من الأجور المضاعفة.

وقد كان شيخُ الإسلام ابنُ تيمية رحمه الله يطيل المُكثَ لِلذكر بعد الفجر حتى إن ربما أمضى على جلسته ساعات، قال ابن القيم رحمه الله فالتفت إلي مرةً وقال: هذه غدوتي ولو لم أتغدها سقطت قولي.

وذُكر عنه رحمه الله أنه كان يكثر من ترداد الفاتحة في ذكره ذلك قالوا: كان يفعل ذلك لأنها جمعت بين الذكر المطلق: التحميد والثناء على الله، وبين كونها قرآنا تعبَّدنا الله بتلاوته.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير