تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وبهذا تعلم أنه لا منافاة بين الآيتين، فإحداهما تدل على أن أعمالنا من كسبنا، وأننا نستحق عليها العقوبة إذا كانت غير صالحة، وهي أعمال لنا باختيارنا، والآية الأخرى تدل على أنه مضى في علم الله كتابتها وتقديرها، وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إن الله قدر مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة وكان عرشه على الماء)) أخرجه مسلم في صحيحه.

فهو سبحانه الحكيم العليم، العالم بكل شيء، الذي سبق علمه بكل شيء سبحانه وتعالى، وكتب كل شيء.

وفي آية أخرى يقول سبحانه وتعالى: مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ [5] ( http://www.ibnbaz.org.sa/mat/4772#_ftn5#_ftn5).

فكتاب الله سابق، وعلمه سابق سبحانه وتعالى، وقدره سابق، وأعمالنا محصاة علينا، ومنسوبة إلينا، ومكتوبة علينا، وهي من كسبنا وعملنا واختيارنا، فنجزى على الطيب الجزاء الحسن، من الطاعات وأنواع الخير والذكر، ونستحق العقاب على سيئها من العقوق، والزنا، والسرقة، وسائر المعاصي والمخالفات. والله المستعان) اهـ.

[1] ( http://www.ibnbaz.org.sa/mat/4772#_ftnref1#_ftnref1) الشورى: 30.

[2] ( http://www.ibnbaz.org.sa/mat/4772#_ftnref2#_ftnref2) التوبة: 51.

[3] ( http://www.ibnbaz.org.sa/mat/4772#_ftnref3#_ftnref3) الشورى: 30.

[4] ( http://www.ibnbaz.org.sa/mat/4772#_ftnref4#_ftnref4) النساء: 79.

[5] ( http://www.ibnbaz.org.sa/mat/4772#_ftnref5#_ftnref5) الحديد: 22.

(فتاوى نور على الدرب) الجزء الأول.

(48) الجمع بين حديث الوضوء لمن أكل من لحوم الإبل، وترك الوضوء مما مست النار.

السؤال:

عنجابر بن سمرة رضي الله عنه أن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم: (أأتوضأ من لحومالغنم؟ قال: إن شئت، قال أتوضأ من لحوم الإبل؟ قال: نعم)، وفي الحديث الآخر: (إنهكان آخر الأمرين منه صلى الله عليه وسلم عدم الوضوء مما مست النار)، ما الحكمة في هذينالحديثين ولاسيما الوضوء من لحم الإبل، وكيف نجمع بين هذين الحديثين؟

الجواب:

(بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد:

فحديث جابر بن سمرة المشهور صحيح رواه مسلم في الصحيح أن النبي - صلىالله عليه وسلم - لما سئل عن لحوم الإبل أمر بالوضوء منها، أما في الغنم فقال: (إنشئت)، وثبت في حديث البراء بن عازب - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (توضئوا من لحوم الإبل)، فأمر الوضوء منها، فهذا يدل على أن لحم الإبل ينقضالوضوء، وأن الواجب على من أكل من لحم الإبل من الرجال والنساء الوضوء، وأما تركهالوضوء مما مست الناس فهذا عام يُستثنى منه لحم الإبل، كان النبي - صلى الله عليهوسلم - أمر بالوضوء مما مست النار ثم ترك ذلك، وقال جمهور أهل العلم إنه منسوخ وقالآخرون إنما ترك ذلك من جهة بيان عدم الوجوب، وإلا فيستحب الوضوء من لحم الغنم ونحوه، الحاصل أن ترك الوضوء مما مست النار أمرٌ عام يعم الإبل والبقر والغنم وغير ذلك،فجاءت أحاديث لحم الإبل تستثني يدل على أنه ما أراده - صلى الله عليه وسلم - إنماأراد البقر والغنم والخيول ونحو ذلك، أما الإبل فهو باقي ولهذا جمع بينهما، لما سئلعن لحم الإبل قال توضأ، وعن لحم الغنم قال إن شئت، فدل هذا على أنه ما جاء نسخ وجوبالوضوء مما مست النار) اهـ.

(نور على الدرب).

(49) الجمع بين النصوص التي فيها أن المسلم يدخل الجنة بعمله، وبين حديث (لن يدخل أحدٌ الجنة بعمله).

السؤال:

يقولالحق - تبارك وتعالى -: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:

{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواوَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًاخَالِدِينَ فِيهَا لا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا} [الكهف:107،108].

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير