أفيدك بأن نص حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا سجد أحدكم فلا يبرك كما يبرك البعير وليضع يديه قبل ركبيته)) [2] ( http://www.ibnbaz.org.sa/mat/3352#_ftn2#_ftn2)، وصدر الحديث لا يخالف حديث وائل بن حجر الذي قال فيه: ((رأيت النبي صلى الله عليه وسلم إذا سجد وضع ركبتيه قبل يديه)) [3] ( http://www.ibnbaz.org.sa/mat/3352#_ftn3#_ftn3).
وذلك في تقديم الركبتين، لأن البعير يبرك على يديه أولاً، فإذا قدّم المصلي ركبتيه لم يبرك بروك البعير.
وأما قوله في آخره: (وليضع يديه قبل ركبتيه) فالأظهر أن ذلك انقلاب على الراوي لأنه يخالف صدر الحديث.
والصواب: وليضع ركبتيه قبل يديه حتى يتفق آخر الحديث مع أوله، ومع حديث وائل بن حجر المذكور وما جاء في معناه.
أما حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه الذي سألت عنه فقد رواه مسلم في صحيحه وهذا نصه: ((قال كنا نحرز قيام رسول الله صلى الله عليه وسلم في الظهر والعصر، فحرزنا قيامه في الركعتين الأوليين من الظهر قدر ألم تنزيل السجدة وفي الأخريين قدر النصف من ذلك، وفي الأوليين من العصر على قدر الأخريين من الظهر، والأخريين على النصف من ذلك)) [4] ( http://www.ibnbaz.org.sa/mat/3352#_ftn4#_ftn4)، وفقك الله لما فيه خيراً الدنيا والآخرة، وزادكِ الله حرصاً وطاعة لله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته) اهـ.
الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد
[1] ( http://www.ibnbaz.org.sa/mat/3352#_ftnref1#_ftnref1) صدرت من مكتب سماحته برقم 2852/ 1 في تاريخ 16/ 12/1413هـ.
[2] ( http://www.ibnbaz.org.sa/mat/3352#_ftnref2#_ftnref2) أخرجه أحمد في باقي مسند المكثرين برقم 8598 وأبو داود في كتاب الصلاة، باب كيف يضع ركبتيه قبل يديه برقم 714.
[3] ( http://www.ibnbaz.org.sa/mat/3352#_ftnref3#_ftnref3) أخرجه النسائي في كتاب التطبيق، باب أول ما يصل إلى الأرض من الإنسان في سجوده برقم 1077.
[4] ( http://www.ibnbaz.org.sa/mat/3352#_ftnref4#_ftnref4) أخرجه مسلم في كتاب الصلاة، باب القراءة في الظهر والعصر برقم 687.
مجموع فتاوى ومقالات متنوعة المجلد الخامس والعشرون.
(51) الجمع بين الرفق في الدعوة، وبين قوله تعالى:
{أُفٍّ لَكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَمِنْ دُونِ اللَّهِ}.
السؤال:
كيفالجمع بين الرفق بالناس في الدعوة إلى الله والحكمة في ذلك مع تطبيق هذه الآيات:
((أُفٍّ لَكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ)) [الأنبياء:67] .. ((وَبَدَابَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ)) [الممتحنة:4]، وهل البغض فيالله يكفي بالقلب أم لابد من إظهاره في كل الظروف والأحوال في مجال الدعوة إلى الله تعالى؟
الجواب:
(الرفق بالدعوة لا ينافي هذا، الله جل وعلا قال:
{قَدْ كَانَتْ لَكُمْأُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْإِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْوَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَدًا حَتَّىتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ} (4) سورة الممتحنة، وقال عن إبراهيم إنه قال لقومه {أُفٍّ لَّكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ} (67) سورةالأنبياء، فالإنسان إذا علّم ودعا إلى الله وأرشد ولم يُستجب له، يصرح لهم، يصرح لهمبالعداوة والبغضاء لأنه أدى ما عليه وهذا ما ينافي الحكمة، لا يسبهم ولا يلعنهم، ولكن يدعوهم الله ويدعو لهم بالهداية، وإذا صرح لهم بالعداوة والبغضاء؛ لأن هذاديننا يوجب البغضاء والعداوة من المسلم للكافر، كما أمر الله نبيه وخليله إبراهيم أنيقول ذلك، ويقول تباً لآلهتكم، إذا كانت من الأصنام ونحوها، تباً لها، وإذا كانت منالأموات الكفار تباً لهم، وإذا كان المعبودون أنبياء أو صالحين لا، لا يقول هذا، يقول: هم بُرَاءُ منكم، الأنبياء والصالحون بُرَاءٌ من عابديهم من دون الله، يتبرؤون من عابديهم، فالواجب على الداعي إلى الله أن يكون عنده حكمة، يرفق فيالدعوة ويرشد إلى الله، بالكلام الطيب والأسلوب الحسن مع بيان بطلان العبادة لغيرالله، وأن الكفار أعداء للمسلمين وبينهم العداوة والبغضاء، هذا واجبهم) اهـ.
(نور على الدرب).
(52) الجمع بين حديث (صلاة في مسجدي .. )،
وحديث: (صلاة الرجل في بيته أفضل إلاالمكتوبة).
السؤال:
أنا منسكان المدينة النبوية -والحمد لله على هذه النعمة- إذ أديت صلاة الفريضة في المسجدالنبوي, فسؤالي عن الراتبة البعدية، فأنا في حيرة بين الحديثين، الأول: (صلاة فيمسجدي هذا خير من ألف صلاة) الحديث, والآخر: (صلاة الرجل في بيته أفضل إلاالمكتوبة)؟
الجواب:
(السنة للمؤمن أن يصلي الراتبة في بيته، هذا هو الأفضل، لقوله صلىالله عليه وسلم في الحديث الصحيح: (أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة) هكذا علمأصحابه في المدينة في مسجده الشريف، وذكر صلاتك في البيت أفضل من صلاتك في المسجد، لك أجرٌ عظيم؛ لأنك امتثلت أمر الرسول صلى الله عليه وسلم وأطعت توجيهه عليه الصلاةوالسلام، فإذا صليت الفريضة في المسجد فالرواتب تكون في البيت أفضل، إذا كانت فيالمسجد بألف صلاة، ففي البيت أكثر؛ لأنك أطعت الرسول صلى الله عليه وسلم وامتثلتالسنة، وهكذا في مكة وهكذا في كل مكان، الفريضة تكون في المسجد والرواتب تكون فيالبيت في مكة والمدينة وغيرهما، والأجر في صلاتها في البيت أعظم من صلاتها فيالمسجد الحرام والمسجد النبوي، الرواتب والتهجد بالليل وصلاة الضحى كلها في البيتأفضل، لقوله صلى الله عليه وسلم: (أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة) ويلحقبالمكتوبة ما شرعت له الجماعة، مثل صلاة التراويح في المسجد أفضل مثل صلاة الكسوفصلاة الجنازة، يصليها أفضل من البيت) اهـ.
(نور على الدرب).
يتبع .......
¥