تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[الجواب عن بعض النصوص المفيدة لإحداث بعض الصحابة بعض الأذكار في الصلاة]

ـ[أبو فراس فؤاد]ــــــــ[25 - 05 - 09, 02:22 ص]ـ

الجواب عن بعض النصوص المفيدة

لإحداث بعض الصحابة بعض الأذكار في الصلاة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد.

فهذا بحثٌ لطيف، سببه استثارة شيخنا الفاضل الـ أ. د. عبد الغطيمل، لطلبته لحل بعض الإشكالات، وذكر منها، إحداث بعض الصحابة لبعض الأذكار في الصلاة، والمقرر في هذا الباب هو الوقوف والاتباع.

وما ذكَّرني بهذا البحث هو اطلاعي على برنامج قناة اقرأ والذي أعده الأخ مصطفى فهمي، والذي كان من جملة معاوله في هدم أصول أهل السنة في باب البدعة هو الاستدلال بهذه الآثار، فرأيت أن الوقت قد حان لبعث هذا البحث من مرقده.

والبحث، مجزء على قسمين، قسمٌ في النقولات، وقسم في نتيجة البحث


ـ[أبو فراس فؤاد]ــــــــ[25 - 05 - 09, 03:31 ص]ـ
أولاً الآثار:

في صحيح البخاري عَنْ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ الزُّرَقِيِّ قَالَ:

(كُنَّا يَوْمًا نُصَلِّي وَرَاءَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنْ الرَّكْعَةِ قَالَ سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ قَالَ رَجُلٌ وَرَاءَهُ رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ مَنْ الْمُتَكَلِّمُ قَالَ أَنَا قَالَ رَأَيْتُ بِضْعَةً وَثَلَاثِينَ مَلَكًا يَبْتَدِرُونَهَا أَيُّهُمْ يَكْتُبُهَا أَوَّلُ.)

وفي صحيح مسلم عن أنس بن مالك - رضي الله عنه:

أَنَّ رَجُلًا جَاءَ فَدَخَلَ الصَّفَّ وَقَدْ حَفَزَهُ النَّفَسُ فَقَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاتَهُ قَالَ أَيُّكُمْ الْمُتَكَلِّمُ بِالْكَلِمَاتِ فَأَرَمَّ الْقَوْمُ فَقَالَ أَيُّكُمْ الْمُتَكَلِّمُ بِهَا فَإِنَّهُ لَمْ يَقُلْ بَأْسًا فَقَالَ رَجُلٌ جِئْتُ وَقَدْ حَفَزَنِي النَّفَسُ فَقُلْتُهَا فَقَالَ لَقَدْ رَأَيْتُ اثْنَيْ عَشَرَ مَلَكًا يَبْتَدِرُونَهَا أَيُّهُمْ يَرْفَعُهَا.)

ـ[أبو فراس فؤاد]ــــــــ[25 - 05 - 09, 04:01 ص]ـ
بعض الآثار عن الصحابة، والتي أوردها ابن أبي شيبة في مصنفه (1/ 232:

? حدثنا أبو بكر قال نا عبيد الله قال نا إسرائيل عن أبي إسحاق عن عبد الله ابن أبي الخليل عن علي قال سمعته حين كبر في الصلاة قال:
لا إله إلا أنت سبحانك إني ظلمت نفسي فاغفر لي ذنوبي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت.

? حدثنا أبو بكر قال نا وكيع عن سفيان وعلي بن صالح عن أبي إسحاق عن أبي الهيثم قال: سمعت ابن عمر يقول حين يفتتح الصلاة:
الله أكبر كبيرا وسبحان الله وبحمده بكرة وأصيلا اللهم اجعله أحب شيء إلي وأخشى شيء عندي.

? حدثنا أبو بكر قال نا أبو معاوية عن الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن ابن مسعود نحوه.

ـ[أبو فراس فؤاد]ــــــــ[25 - 05 - 09, 04:12 ص]ـ
الجزء الأول: النقولات:

يقول الشافعي في الأم:

وإن كان خلف الإمام فيما لا يجهر فيه ففاته من الركعة ما لو قاله لم يقرأ القرآن تركه، وإن قال غيره من ذكر الله وتعظيمه لم يكن عليه فيه شيء إن شاء الله تعالى، وكذلك إن قاله حيث لا آمره أن يقول ولا يقطع ذكر الله الصلاة في أي حال ذكره.

ويقول ابن خزيمة في صحيحه في تبويبه لحديث أنس في جملة أحاديث (1/ 237):

باب إباحة الدعاء بعد التكبير وقبل القراءة بغير ما ذكرنا في خبر علي بن أبي طالب، والدليل على أن هذا الاختلاف في الافتتاح من جهة اختلاف المباح جائز للمصلي أن يفتتح بكل ما ثبت عن النبي صلى الله عليه و سلم إنه افتتح الصلاة به بعد التكبير من حمد وثناء على الله عز و جل ودعاء مما هو في القرآن، ومما ليس في القرآن من الدعاء.

وقال أيضاً:

فقد رويت أخبار عن النبي صلى الله عليه و سلم في افتتاحه صلاة الليل بدعوات مختلفة الألفاظ قد خرجتها في أبواب صلاة الليل أما ما يفتتح به العامة صلاتهم بخراسان من قولهم: سبحانك اللهم وبحمدك تبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك فلا نعلم في هذا خبرا ثابتا عن النبي صلى الله عليه و سلم عند أهل المعرفة بالحديث.

وقال أيضاً: (1/ 240)

وهذا صحيح عن عمر بن الخطاب أنه كان يستفتح الصلاة مثل حديث حارثة عن النبي صلى الله عليه و سلم، ولست أكره الافتتاح بقوله: سبحانك اللهم وبحمدك على ما ثبت عن الفاروق رضي الله تعالى عنه أنه كان يستفتح الصلاة غير أن الافتتاح بما ثبت عن النبي صلى الله عليه و سلم في خبر علي بن أبي طالب و أبي هريرة وغيرهما بنقل العدل عن العدل موصولا إليه صلى الله عليه و سلم أحب إلي وأولى بالاستعمال إذ اتباع سنة النبي صلى الله عليه و سلم أفضل وخير من غيرها.

وبوب ابن حبان في صحيحه على حديث رفاعة (5/ 235):

ذكر استحباب الاجتهاد للمرء في الحمد لله بعد رفع رأسه من الركوع.

وقال ابن عبد البر في التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد (16/ 198):

في مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم لفعل هذا الرجل وتعريفه الناس بفضل كلامه وفضل ما صنع من رفع صوته بذلك الذكر أوضح الدلائل على جواز ذلك الفعل من كل من فعله على أي وجه جاء به لأنه ذكر الله وتعظيم له يصلح مثله في الصلاة سرا وجهرا ألا ترى أنه لو تكلم في صلاته بكلام يفهم عنه غير القرآن والذكر سرا لما جاز كما لا يجوز جهرا وهذا واضح وبالله التوفيق.
وفي حديث هذا الباب لمالك أيضا دليل على أن الذكر كله والتحميد والتمجيد ليس بكلام تفسد به الصلاة وأنه كله محمود في الصلاة المكتوبة والنافلة مستحب مرغوب فيه وفي حديث معاوية بن الحكم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إن صلاتنا هذه لا يصلح فيها شيء من كلام الناس إنما هو التكبير والتسبيح والتهليل وتلاوة القرآن" فأطلق أنواع الذكر في الصلاة فدل على أن الحكم في الذكر غير الحكم في الكلام وبالله التوفيق.

يتبع إن شاء الله.
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير