تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الطرفين بل كل أعمالهم راجحة ".

المطلب الثاني: أنواع الأعمال باختلاف النية.

بوب شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب باب بعنوان "من الشرك:إرادة الإنسان بعمله الدنيا"

قول الله تعالى: (مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) [هود (15/ 16)]

قال صاحب فتح المجيد: ذُكِرَ عن السلف فيها (أي الإعمال) أنواع مما يفعله الناس اليوم , ولا يعرفون معناه.

النوع الأول:

العمل الصالح يفعله كثير من الناس ابتغاء وجه الله: من صدقة وصلاة , وصلة , وإحسان إلى الناس , وترك الظلم , ونحو ذلك مما يفعله الإنسان , أو يتركه خالصا لله , لكنه لا يريد ثوابه في الآخرة , بل يريد أن يجازيه الله بحفظ ماله وتنميته , أو حفظ أهله وعياله ,أو إدامة النعمة عليهم , ولا همة له في طلب الجنة والهروب من النار , فهذا يعطى ثواب عمله في الدنيا وليس له في الآخرة من نصيب. وهذا النوع ذكره ابن عباس.

النوع الثاني:

وهو أكبر من الأول وأخوف , وهو الذي ذكره مجاهد في الآية أنها نزلت فيه: وهو أن يعمل أعمالا صالحة ونيته رياء الناس , لا طلب ثواب الآخرة."

فهذا النوع من العمل أصله رياء خالصا بحيث لا يراد به إلا مراءاة المخلوقين

قال تعالىَ (إِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى يُرَآؤُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللّهَ إِلاَّ قَلِيلاً} النساء142

ولحديث جندب رضي الله عنه في الصحيحين من سمع سمع الله به ومن يرائي يرائي الله به"

النوع الثالث:

أن يعمل أعمالا صالحة يقصد بها مالا , مثل أن يحج لمال يأخذه , أو أن يهاجر لدنيا يصيبها , أو امرأة يتزوجها , أو يجاهد لأجل المغنم , فقد ذكر هذا النوع في تفسير الآية , وكما يتعلم الرجل لأجل مدرسة أهله أو مكسبهم أو رياستهم , أو يتعلم القران ويواظب على الصلاة لأجل وظيفة المسجد ,كما هو واقع كثيراً".

فهذا النوع ينطبق عليه حديث النبي _صلى الله علية وسلم_ (وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ لِدُنْيَا يُصِيْبُهَا، أَو امْرأَة يَنْكِحُهَا، فَهِجْرَتُهُ إِلى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ) تفيد أن من كانت هجرته لأجل تحصيل ذلك كان هذا نهاية هجرته لا يحصل له غيره؛ لأن العمل إذا كان لأجل الدنيا , ولم ينو فيه لله تعالى نية خالصة لم ينل صاحبه عليه الأجر والثواب في الآخرة من الله تعالى، لم يكررها الحديث تحقيراً لهذه النية الدنيوية وتنبيهاً على ضعفها وخطرها , كما كرر النية التي لله ورسوله صلى الله عليه وسلم في العبارة الأولى.

كما حكى أن أبا حامد بلغه أن من أخلص لله أربعين يوما تفجرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه قال فأخلصت أربعين يوما فلم يتفجر شيء فذكرت ذلك لبعض العارفين فقال لي إنك أنما أخلصت للحكمة لم تخلص لله

وذلك لأن الإنسان قد يكون مقصوده نيل العلم والحكمة أو نيل المكاشفات والتأثيرات أو نيل تعظيم الناس له ومدحهم إياه أو غير ذلك من المطالب وقد عرف أن ذلك يحصل بالإخلاص لله وإرادة وجهه "

النوع الرابع:

" أن يعمل لطاعة الله مخلصا في ذلك لله وحده لا شريك له , ولكنه على عمل يكفره كفرا يخرجه عن الإسلام , مثل اليهود , والنصارى إذا عبدوا الله , أو تصدقوا , أو صاموا ابتغاء وجه لله والدار الآخرة , ومثل كثير من هذه الأمة الذين فيهم كفر أو شرك أكبر يخرجهم من الإسلام بالكلية ,إذا أطاعوا الله طاعة خالصة يريدون بها ثواب الله في الدار الآخرة , ولكنهم على أعمال تخرجهم من الإسلام وتمنع قبول أعمالهم ... "

فأعمالهم يصدق فيها قوله تعالى: {وَقَدِمْنَا إِلَى? مَا عَمِلُواْ مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُوراً} [الفرقان:32] وقال تعالى: {وَ?لَّذِينَ كَفَرُواْ أَعْمَـ?لُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ ?لظَّمْآنُ مَاء حَتَّى? إِذَا جَاءهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً} [النور:93]

ويمكن إضافة نوع خامس وسادس حتى تتم القسمة العقلية في التقسيم.

النوع الخامس:

أن يعمل الطاعة لله مخلصا في ذلك لله وحده لا شريك له , ويرتجي ثواب الدنيا وحسن أجر الآخرة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير