تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[ما الدليل على قاعدة "جعل ما ليس بسبب سبب شرك أصغر"]

ـ[أبو أنس الشهري]ــــــــ[06 - 09 - 08, 04:38 ص]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

يذكر أهل العلم قاعدة "جعل ماليس بسبب سبب شرك أصغر " ويجعلونها قاعدة في التوحيد فما دليل هذه القاعدة؟

ـ[أبو أنس الشهري]ــــــــ[12 - 02 - 09, 11:53 م]ـ

للرفع

ـ[ابوعمر الدغيلبي]ــــــــ[13 - 02 - 09, 01:21 ص]ـ

باب من الشرك لبس الحلقة والخيط ونحوهما

لرفع البلاء أودفعه

قوله: (من الشرك)، من هنا للتبعيض؛ أي: أن هذا بعض الشرك، وليس كل الشرك، والشرك: اسم جنس يشمل الأصغر والأكبر، ولبس هذه الأشياء قد يكون أصغر وقد يكون أكبر بحسب اعتقاد لابسها، وكان لبس هذه الأشياء من الشرك؛ لأن كل من أثبت سببًا لم يجعله الله سببًا شرعيًا ولا قدريًا؛ فقد جعل نفسه شريكًا مع الله.

فمثلًا: قراءة الفاتحة سبب شرعي للشفاء.

وأكل المسهل سبب حسي لانطلاق البطن، وهو قدري؛ لأنه يعلم بالتجارب.

والناس في الأسباب طرفان ووسط:

الأول: من ينكر الأسباب، وهم كل من قال بنفي حكمة الله؛ كالجبرية، والأشعرية.

الثاني: من يغلوفي إثبات الأسباب حتى يجعلوا ما ليس بسبب سببًا، وهؤلاء هم عامة الخرافيين من الصوفية ونحوهم.

الثالث: من يؤمن بالأسباب وتأثيراتها، ولكنهم لا يثبتون من الأسباب إلا ما أثبته الله سبحانه ورسوله، سواء كان سببًا شرعيًا أو كونيًا.

ولا شك أن هؤلاء هم الذين آمنوا إيمانًا حقيقيًا، وآمنوا بحكمته؛ حيث ربطوا الأسباب بمسبباتها، والعلل بمعلولاتها، وهذا من تمام الحكمة.

ولبس الحلقة ونحوها إن اعتقد لابسها أنها مؤثرة بنفسها دون الله؛ فهومشرك شركًا أكبر في توحيد الربوبية؛ لأنه اعتقد أن مع الله خالقًا غيره.

وإن اعتقد أنها سببًا ولكنه ليس مؤثرًا بنفسه؛ فهو مشرك شركًا أصغر لأنه لما اعتقد أن ما ليس بسبب سببًا؛ فقد شارك الله تعالى في الحكم لهذا الشيء بأنه سبب، والله تعالى لم يجعله سببًا.

وطريق العلم بأن الشيء سبب:

إما عن طريق الشرع، وذلك كالعسل {فيه شفاء للناس} [النحل: 69]، وكقراءة القرآن فيها شفاء للناس، قال الله تعالى: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُو شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ} [الإسراء: من الآية82].

وإما عن طريق القدر، كما إذا جربنا هذا الشيء فوجدناه نافعًا في هذا الألم أو المرض، ولكن لا بد أن يكون أثره ظاهرًا مباشرًا كما لو اكتوى بالنار فبرئ بذلك مثلًا؛ فهذا سبب ظاهر بين، وإنما قلنا هذا لئلا يقول قائل: أنا جربت هذا وانتفعت به، وهو لم يكن مباشرًا؛ كالحلقة، فقد يلبسها إنسان وهو يعتقد أنها نافعة، فينتفع لأن للانفعال النفسي للشيء أثرًا بينًا؛ فقد يقرأ إنسان على مريض فلا يرتاح له، ثم يأتي آخر يعتقد أن قراءته نافعة، فيقرأ عليه الآية نفسها فيرتاح له ويشعر بخفة الألم، كذلك الذين يلبسون الحلق ويربطون الخيوط، قد يحسون بخفة الألم أو اندفاعه أو ارتفاعه بناءً على اعتقادهم نفعها.

وخفة الألم لمن اعتقد نفع تلك الحلقة مجرد شعور نفسي، والشعور النفسي ليس طريقًا شرعيًا لإثبات الأسباب، كما أن الإلهام ليس طريقًا للتشريع.

العلامة ابن عثيمين رحمه الله

ـ[ابوعمر الدغيلبي]ــــــــ[13 - 02 - 09, 01:35 ص]ـ

وهذه القاعدة وضعت عن طريق استقراء العلماء في معرفة الشرك الأكبر والأصغر والفرق بينهما.

قال الشيخ وليد بن راشد السعيدان في كتابه: القواعد المذاعة في مذهب أهل السنة والجماعة

القاعدة الخامسة والعشرون

كل من اعتقد سببًا لم يدل عليه شرع ولا قدر فهو شرك أصغر وإن اعتقده الفاعل بذاته فهو شرك أكبر

اعلم رحمك الله تعالى أن الناس في الأسباب انقسموا إلى فرق ففرقة قالت: ليس لها تأثير البتة، وهذا القول فيه مكابرة للمعقولات. وفرقة قالت: أنها هي الفاعلة بذاتها، وهؤلاء هم المشركون، فهذا القول كفر وشرك – والعياذ بالله تعالى -. وفرقة قالت: إنها مؤثرة لكن لا بذاتها وإنما يجعل الله لها مؤثرة، وهذا هو الصواب وهو قول أهل السنة والجماعة، فإنكار الأسباب بالكلية قدح في الشرع والاعتماد عليها بالكلية شرك أكبر والأخذ بها مع التوكل على الله هو دين الإسلام، ولذلك قال النبي - ? -: ((اعقلها وتوكل)). فقوله: ((اعقلها)) أخذ بأسباب حفظ الدابة، وقوله: ((

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير