[القول بالتشريف والتفضيل في الصحابه رضي الله عنهم]
ـ[السنفراوي]ــــــــ[11 - 08 - 08, 07:36 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشايخي الفضلاء أرجوا أن تساعدوني في إجابة هذا السؤال ألا وهو
أولا: ما حكم قول أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه أفضل الصحابة - ولا إشكال-
وعلي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه أشرف منه؟
ما المرا بهذا الكلام؟
ثانيا: هل قال به أحد من أئمة السلف؟
ثالثا: ماذا يترتب على هذا القول؟
أفتوني مأجورين أحسن الله إليكم أجمعين.
ـ[السنفراوي]ــــــــ[19 - 08 - 08, 03:46 م]ـ
للرفع بارك الله فيكم
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[28 - 08 - 08, 02:11 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
هذا القول أخي الفاضل قد يفضي إلى تنقص الصحابة رضوان الله عليهم.
فعن علي 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال:" ألا أخبركم بخير هذه الأمة بعد نبيها - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، قال: أبو بكر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - ".
وهذا معتقد أهل السنة، وهم كذلك يعتقدون أفضلية بني هاشم على قريش وعلى سائر العرب.
*قال شيخ الإسلام في "اقتضاء الصراط المستقيم:
فإن الذي عليه أهل السنة والجماعة اعتقاد أن جنس العرب أفضل من جنس العجم عبرانيهم وسريانيهم رومهم وفرسهم وغيرهم، وأن قريشا أفضل العرب وأن بني هاشم أفضل قريش وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل بني هاشم فهو أفضل الخلق نفسا وافضلهم نسبا.
وليس فضل العرب ثم قريش ثم بني هاشم بمجرد كون النبي صلى الله عليه وسلم منهم وإن كان هذا من الفضل، بل هم في أنفسهم أفضل وبذلك ثبت لرسول الله صلى الله عليه وسلم أنه أفضل نفسا ونسبا وإلا لزم الدور، ولهذا ذكر أبو محمد حرب بن إسماعيل بن خلف الكرماني صاحب الإمام أحمد في وصفه للسنة التي قال فيها: " هذا مذهب أئمة العلم وأصحاب الأثر وأهل السنة المعروفين بها المقتدى بهم فيها وأدركت من أدركت من علماء أهل العراق والحجاز والشام وغيرهم عليها فمن خالف شيئا من هذه المذاهب أو طعن فيها أو عاب قائلها فهو مبتدع خارج عن الجماعة زائل عن منهج السنة وسبيل الحق وهو مذهب أحمد وإسحاق بن إبراهيم بن مخلد وعبد الله بن الزبير الحميدي وسعيد بن منصور وغيرهم ممن جالسنا وأخذنا عنهم العلم. ا.هـ
** وتنبه
لقول ابن حجر في الفتح:
قوله: (لا تخيروني على موسى) في رواية ابن الفضل " فقال لا تفضلوا بين أنبياء الله "، وفي حديث أبي سعيد. "لا تخيروا بين الأنبياء ".
قال العلماء في نهيه صلى الله عليه وسلم عن التفضيل بين الأنبياء: إنما نهى عن ذلك من يقوله برأيه لا من يقوله بدليل أو من يقوله بحيث يؤدي إلى تنقيص المفضول أو يؤدي إلى الخصومة والتنازع، أو المراد لا تفضلوا بجميع أنواع الفضائل بحيث لا يترك للمفضول فضيلة، فالإمام مثلا إذ قلنا إنه أفضل من المؤذن لا يستلزم نقص فضيلة المؤذن بالنسبة إلى الأذان، وقيل: النهى عن التفضيل إنما هو في حق النبوة نفسها كقوله تعالى:} لا نفرق بين أحد من رسله {ولم ينه عن تفضيل بعض الذوات على بعض لقوله:} تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض {.
وقال الحليمي الأخبار الواردة في النهي عن التخيير إنما هي في مجادلة أهل الكتاب وتفضيل بعض الأنبياء على بعض بالمخايرة، لأن المخايرة إذا وقعت بين أهل دينين لا يؤمن أن يخرج أحدهما إلى ازدراء بالآخر فيفضي إلى الكفر، فأما إذا كان التخيير مستندا إلى مقابلة الفضائل لتحصيل الرجحان فلا يدخل في النهي. اهـ
وتأمل قول الربيع بن خثيم قال: " لا أفضل على إبراهيم خليل ربي أحدا , ولا أفضل على نبينا أحدا ".
هذا بين الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وكذلك المخايرة والمفاضلة بين الصحابة رضوان الله عليهم.
قارن بينه وبين القول الذي تستفسر عنه
فلو كان القول:
أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه أفضل الصحابة وعلي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه أشرف الصحابة. بدلا من (منه).
لكان القول بعيدا عن التنقص.
وبمثل هذه الطريقة يمكن للبعض أن يطعن على صحابي ما بالقول: أن أبي بن كعب أقرأ من فلان ويذكر أحد الصحابة بعينه.
ولكن لو قال: أن أبي أقرأ الصحابة لما كان هناك تنقص لأحدهم.
وكذلك عند مناظرة الشيعة والرافضة ـ أخزاهم الله ـ قد يقع البعض في تنقص عليّ أو آل بيت النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - رداَ على غلو الرافضة في عليّ 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - أو تنقصهم لأبي بكر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - أو غيره من الصحابة رضوان الله عليهم ـ وهذا مما نراه للأسف في بعض المنتديات ـ وهو مما يجب الحذر منه.
**قال شيخ الاسلام رحمه الله (المنهاج: 4/ 110):
وكذلك الكلام فى تفضيل الصحابة يتقى فيه نقص أحد عن رتبته او النقص عن درجته،
أو دخول الهوى، والفرية فى ذلك كما فعلت الرافضة والنواصب الذين يبخسون بعض الصحابة حقوقهم. انتهى
وفقكم الله.
¥