سَلَفِياتُ الحَافِظِ الذَّهَبِيِّ فِي سِيَرِ أَعْلَامِ النُّبَلَاءِ
ـ[أبو حازم فكرى زين]ــــــــ[30 - 06 - 08, 12:09 ص]ـ
سَلَفِياتُ الحَافِظِ الذَّهَبِيِّ فِي سِيَرِ أَعْلَامِ النُّبَلَاءِ
الحمد لله جامع الشتات ومحيي الأموات. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة تكتب الحسنات وتمحو السيئات وتنجي من المهلكات وأشهد أن محمدا عبده ورسوله المبعوث بجوامع الكلمات الآمر بالخيرات الناهي عن المنكرات صلى الله تعالى عليه وعلى آله وصحبه صلاة دائمة بدوام الأرض والسماوات.
وبعد
فقد كانت للإمام الحافظ شمس الدين محمد بن أحمد بن عُثمان الذهبي تعليقات سلفية عقدية نفيسة، في ثنايا كتابه الفخم ((سير أعلام النبلاء))، عَلِمَ اللهُ أني وقفت على ما كاد منه قلبي يقف؛ من نقاء المعتقد ووضوح المنهج، وثبات الرأي، ونحن أحوج ما نكون إلى مثل هذه السلفيات الذهبية، فهي غالباً أبعد ما تكون عمن يبغيها، لأنها في غير مظانها، فكانت نفسي تتوق دائما إلى إخراج مثل هذه التعليقات الفريدة، والتحقيقات النادرة الأنيقة، حتى امتلأت بها طُرَّة الكتاب عندي، ولولا كثرة المشاغل وضعف الدافع، لجمعت هذه الفوائد في نسق واحد، وهذا ما أرجوه من أحد رواد هذا الملتقى المبارك، فهي أحوج ما تكون إلى أن تبسط كرسالة جامعية، و أنا الآن بصدد تجريد الكتاب بطريقة منهجية بحيث لا أحتاج إلى الرجوع إليه مرة ثانية حيث أخرج الفوائد الفرائد، وأبوبها على طُرَّةِ الكتاب كل في نسق، كإخراج الأحاديث المسندة، وهي تبلغ عدداً جديراً بالجمع والترتيب، وكإخراج كرامات المحدثين، ومواقف الشجاعة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وصور من: صبر العلماء على شدائد التحصيل، شغف العلماء بالحديث والإسناد، أدب و ورع وديانة المحدثين، علو الهمة في الطلب والأداء، الحفظ والحذق والإتقان، الزهد والرقائق ورائق الأشعار، الرحلة في طلب العلم، وأيضا هناك بحوث هامة منثورة في ثنايا الكتاب: كما صنع في ترجمة جعفر بن محمد الفريابي، حيث ذكر مشيخته بقلم أبي الحجاج المزي، وكذكره في مكان واحد لمن اسمه جعفر بن محمد من الرواة والعلماء، كذلك أَهْتَمُ بجمع الأحاديث التي لم يحققها محقق الكتاب،وغيرها كثير من الفوائد التي تعن أثناء القراءة، وأنا أعتمد طبعة دار الحديث بمصر، بتحقيق محمد أيمن الشبراوي.
وأنا سأبدأ بذكر السلفيات التي افتتحت مقالتي بالحديث عليها، وسأبدأ من المجلد الحادي عشر الذي كدت أن أفرغ منه، وأنا أرجو من الله أن يبارك في الوقت لأبسط هنا ما يبغيه إخواني من البحوث التي ذكرتها، خاصة أرقام الأحاديث المسندة التي أسندها الذهبي في ثنايا الكتاب.
الفائدة الأولى
قَالَ الحَاكِمُ: سَمِعْتُ أَبَا النَّضْرِ الطُّوْسِيّ يَقُوْلُ: مَرِضَ صَالِحٌ جَزَرَة، فَكَانَ الأَطِبَّاءُ يَخْتلفون إِلَيْهِ، فَلَمَّا أَعيَاهُ الأَمْرُ، أَخذَ العَسَلَ وَالشُّونِيْز، فَزَادَتْ حُمَّاهُ، فَدَخَلُوا عَلَيْهِ وَهُوَ يَرْتَعِدُ وَيَقُوْلُ: بأَبِي أَنْتَ يَا رَسُوْلَ اللهِ، مَا كَانَ أَقلَّ بَصَرَكَ بِالطِّبِّ!
قال الذهبي معلقاً على هذا الموقف:هَذَا مُزَاحٌ لاَ يَجُوْزُ مَعَ سَيِّدِ الخَلْقِ، بَلْ كَانَ رَسُوْلُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَعْلَمَ النَّاسِ بِالطِّبِّ النَّبوِيّ، الَّذِي ثَبَتَ أَنَّهُ قَالَهُ عَلَى الوَجْهِ الَّذِي قَصَدَهُ، فَإِنَّهُ قَاله بِوَحْيٍ: (فَإِنَّ اللهَ لَمْ يُنَزِّلْ دَاءً، إِلاَّ وَأَنْزَلَ لَهُ دوَاءً)، فَعَلَّمَ رَسُولَهُ مَا أَخْبَرَ الأُمَّة بِهِ، وَلَعَلَّ صَالِحاً قَالَ هَذِهِ الكَلِمَةُ مِنَ الهُجْرِ فِي حَالِ غَلَبَة الرِّعْدَةِ، فَمَا وَعَى مَا يَقُوْلُ، أَوْ لَعَلَّهُ تَاب مِنْهَا، وَاللهُ يَعْفُو عَنْهُ. ((11/ 20))
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[30 - 06 - 08, 12:29 ص]ـ
اخي الفاضل أبي حازم وفقه الله ماذكرته عَلِمَ اللهُ أني وقفت على ما كاد منه قلبي يقف؛ من نقاء المعتقد ووضوح المنهج، وثبات الرأي
يحتاج الى تأمل فلعل حدثا او مبتدئا يقف عليه فيغتر به فيهلك, فليس ماتفضلت به على اطلاقه فلئن كان هناك تعليقات حسنة مثل ما ذكرت الا أن هناك ((أخطاء)) وقد يتعذر الترياقي!
¥