تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

شرح عبارة شيخ الإسلام: الْقَرْمَطَةِ فِي السَّمْعِيَّاتِ وَ السَّفْسَطَةِ فِي الْعَقْلِيَّات للسعدي.

ـ[علي الفضلي]ــــــــ[27 - 07 - 08, 09:48 م]ـ

قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله تعالى- في المجموع:

((وَلَكِنَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسِ يُلْجِئُ أَصْحَابَهُ إلَى " الْقَرْمَطَةِ " فِي السَّمْعِيَّاتِ وَ " السَّفْسَطَةِ " فِي الْعَقْلِيَّاتِ)).

قال العلامة السعدي:

[قول الشيخ: القرمطة في السمعيات، والسفسطة في العقليات، يجمعهما أنهما المكابرة في إنكار ما لا ينكر، وما يخالف الضرورة والبداهة.

والأدلة نوعان: سمعية وعقلية، فالدليل السمعي إذا كان صحيحا صريح الدلالة، فمن حرّف دلالته الصريحة عن مدلولها فقد قرمط، نسبة للقرامطة الباطنية الذين يفسرون النصوص المعلومة بالضرورة لكل أحد بتحريفات، يعلم العالم والجاهل أنها تحريف، كتحريفهم للصلاة أنها معرفة أسرارهم، والصيام كتمان أسرارهم، والحج زيارة شيوخهم، وما أشبه ذلك مما يعلم أنه مكابرة، وإنكار للمعلوم من النصوص، فعلم أن أعظم تحريف للنصوص مذهب القرامطة، وكثير من أهل العلم يشاركونهم في نصوص الصفات ونحوها.

أما السفسطة فهي إنكار المحسوسات أو الشك فيها، قيل إنه مذهب طائفة من الناس في كل شيء.

وقال الشيخ في كلام له: إنه ليس مذهب طائفة معينة، لأنه لا يمكن استقرار طائفة معينة على إنكار المحسوسات، وإنما يعرض لكثير من الناس في إنكار بعض المحسوسات، أظن ذكر هذا الكلام في المنهاج.

مثال ذلك: أن يقول: هذه السماء أو الأرض أو ما أشبهها من المشاهدات الواضحة يقول: ليست السماء وليست الأرض، أو لا أدري هل السماء أو الأرض، ومن وصل به عقله إلى هذه الخيالات فقد أشبه المجانين، ومع ذلك فكثير من أهل الكلام إذا تكلموا في المعقولات أنكروا الأشياء الواضحة، فلهذا من سلك هذا المسلك في المعقولات، قيل: سفسط، أي أنكر المحسوس.

فالقرمطة والسفسطة نسبة للقرامطة والسوفسطائية، يعني أن أغلط غلط في تأويل السمعيات يصل بصاحبه إلى القرمطة، وأغلظ غلط في نفي العقليات يبلغ بصاحبه إلى مذهب السوفسطائية.

والله أعلم] اهـ.

من (الأجوبة النافعة عن المسائل الواقعة).ص291 - 294

ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[30 - 07 - 08, 12:09 ص]ـ

جزاكم الله خيرا

يعني أن أغلظ غلط في تأويل السمعيات يصل بصاحبه إلى القرمطة، وأغلظ غلط في نفي العقليات يبلغ بصاحبه إلى مذهب السوفسطائية.

ما حكم هذين بارك الله فيك؟

ـ[علي الفضلي]ــــــــ[30 - 07 - 08, 12:30 م]ـ

جزاكم الله خيرا

ما حكم هذين بارك الله فيك؟

وإياكم.

أما القرامطة فلا إشكال في أنهم كفار باتفاق المسلمين، فهم باطنية.

وأما السوفسطائية فقد كفرهم عبد القاهر البغدادي، وعلى كل حال من شك منهم في الشرائع فمن المعلوم ضرورة أن الشك في الشرائع ردة.وكذا من أبطل هذه الشرائع، وقد تكلم عن هذه الطائفة العلامة ابن حزم في بداية كتابه " الفصل " وذكر أقسامهم ورد عليها.

ـ[علي الفضلي]ــــــــ[20 - 01 - 09, 02:06 م]ـ

يرفع للفائدة .........

ـ[اسامة سليمان]ــــــــ[20 - 01 - 09, 09:09 م]ـ

جزاكم الله خيرا على هذه الفائدة

ـ[أبو عُمر يونس الأندلسي]ــــــــ[21 - 01 - 09, 07:32 ص]ـ

جزاكُم الله خيرا و نفع بكم

ـ[علي الفضلي]ــــــــ[22 - 01 - 09, 06:07 ص]ـ

أخوي الفاضلين: بارك الله فيكما.

ـ[منير الجزائري]ــــــــ[25 - 01 - 09, 07:21 م]ـ

بارك الله فيكم و في جهودكم

ـ[عبدالعزيز المطوع]ــــــــ[01 - 02 - 09, 02:02 م]ـ

السفسطة

هى أن ينكر المحسوسات والبداهات وتعتبر القرمطة وهى انكار المعنى الحتمى للالفاظ سواء ما كان معناها متحصلا باللغة كقام وسار او بالعرف كالغائط وهو المنخفض من الارض الا انه اصبح عرفا بمعنى ما تقضى به الحاجة او متحصلا بالمصطلح الشرعى كالصلاة والصيام والحج وهى العبادات المعروفة انكارها وتاويلها على النحو الذى اولها به الباطنية من مختلف الفرق المنحرفة صوفية وغير صوفية.

المسالة واحدة فى النتيجة معاندة البداهات والضروريات العقلية.

فانكار المحسوس ان كان يسلم الى انكار قضية مطلوب الاعتقاد بها فان ذلك اما ان يؤدى للكفر اذا كانت هذه القضية مما هو معلوم من الدين بالضرورة عملية كانت ام نظرية فالصلاة ووجودبها ومعناها هى قضية عملية الا ان الوجوب من جهة الاعتقاد بها كفرض وكمعنى لابد ان يكون على النحو الوارد فى الكتاب والسنة فيكفر منكرها وكذلك حرمة الخمر والزنى والخنزير والزواج بالمحارم كل هذه مما هو معلوم من الدين بالضرورة وورد فى نصوص قطعية الدلالة والثبوت فلا مجال للتاويل فيها او ردها لاعتبارات السند او التعارض او اى مسوغ يعذر معه المنكر.

وما كان كذلك دخل فى حكم البداهاة والمقطوع به اى اصبح ضرورى الصدق تنعدم معه احتمالات المعانى الاخرى وينحصر المعنى فى حقيقة محددة مركزية.

والتبطين الذى نجد اساسه عند اليهود فى علم الكابالاه (المقابلة اى مقابلة الظاهر بمعنى باطن) هى محاولة للالتفاف حول الوحى الالهى والاوامر الشرعية الكامنة فيه عبر عملية تزوير وتحريف صارخة لا تمس الالفاظ بل المعنى وذلك لادخال معانى مبتغاة تمليها الاهواء والمصالح والظنون خضوعا لشهوات النفس وسلطات البغى والعدوان لارضاء نزوات النفس وارباب المال والجاه.

وقيل بان اليهود قد لجأوا الى التبطين لان النصوص لم تسعفهم لتبرير باطلهم وترهاتهم فقاموا بتبطين النصوص بما يحرفها ويسبغ عليها معانٍ توافق شهواتهم وجهالاتهم.

ارجوا ان اكون قد اضفت ما يغنى كلام شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير