تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[أفيدوني في مسألة أشكلت علي. قول يارب القرآن؟]

ـ[عمرو فهمي]ــــــــ[28 - 08 - 08, 03:33 م]ـ

من المعلوم أنه لا يجوز قول " يا رب القرآن " لما ورد فيه النهي عن ذلك و لأن القرآن كلام الله و هو صفة من صفاته، و لكن أشكل علي قول النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - " إله الحق " في غير ما حديث، و (الحق) من أسماء الله عز و جل، فهل إضافة الصفة إلى الله عز وجل (المنهي عنه) مثل إضافة اسمه إليه؟؟؟

ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[29 - 08 - 08, 12:59 م]ـ

الحمد لله

جواب هذا السؤال ينبني على توضيح قاعدة عامة يتضح بها جواب هذا السؤال ونظائره

وهي أن ما يطلق على الله جل وعلا وعلى غيره من الألفاظ يختلف معناه اختلافا عظيماً بحسب المراد به، فما أريد به الله كان معناه على ما يقتضيه كماله جل وعلا

وإذا أطلق على العبد أريد به ما يناسب حاله من المعاني.

مثال ذلك: لفظ (العزيز) إذا أريد به الله عز وجل فهو من الأسماء الحسنى، ويكون معنى (أل) فيه للاستغراق، فتفيد اتصاف الله عز وجل بالعزة المطلقة، بجميع معاني العزة، وقد فسرها أهل اللغة بعزة القدر وعزة القهر وعزة الغلبة.

وإذا أطلق على غير الله كما في قوله تعالى: (قالوا يا أيها العزيز مسنا وأهلنا الضر)

فسر معناه بحسب ما يناسب حال من أطلق عليه اللفظ

ففي هذه الآية أرادوا بالعزيز الملك، والعزيز اسم من أسماء الملك في لسان العرب، قال المخبل السعدي:

كعقيلة الدر استضاء بها محراب عرش عزيزها العجم

ويكون معنى (أل) في هذا الإطلاق للعهد وليس للاستغراق

والعهد له أنواع ثلاثة في لسان العرب: العهد الذكري، والعهد الذهني، والعهد الحضوري

مثال العهد الحضوري أن تخاطب رجلاً حاضراً فتقول له: يا أيها الرجل.

فتكون أل هنا للعهد الحضوري

ومثال العهد الذكري: أن تقول مررت برجل فسلمت عليه فقال لي الرجل: وعليك والسلام.

فتعريف الرجل في هذا المثال يراد به العهد الذكري، أي هو الرجل المعهود ذكره آنفاً.

ومثال العهد الذهني: أن يجري بينك وبين شخص حديث تريدون به رجلاً معيناً

فيقول أحدكما: هذا الرجل كذا كذا

فيكون التعريف ههنا للعهد الذهني، أي ما هو معهود في الذهن من إرادة هذا الرجل.

إذا تبين هذا فقوله تعالى: (قالوا يا أيها العزيز) معنى (ال) في (العزيز) العهد الحضوري.

هذا المثال يصلح مقدمة ممهدة لبيان جواب السؤال، وذكرته وإن كان معلوماً لدى السائل كما يبدو، ولكن ليقرأه من لم يكن يعلمه من قبل فينتفع به.

فلفظ (الحق) يطلق ويراد بالله عز وجل، ويكون معناه حينئذ على ما يقتضيه كمال الله تعالى وجلاله.

وإذا أطلق على غيره كان له من المعنى ما يناسب ما أطلق عليه

ففي قوله تعالى: (ولا تلبسوا الحق بالباطل، وتكتموا الحق وأنتم تعلمون)

وقوله: (ويقتلون النبيين بغير الحق)

ونحو ذلك من الإطلاقات لا يراد بالحق ههنا الله جل جلاله

وإنما يراد به ما يضاد الباطل.

وكذلك في المثال المسؤول عنه (إله الحق) كما في تلبية النبي صلى الله عليه وسلم (لبيك إله الحق)

لا يراد بالحق ههنا الله عز وجل، فإن هذا باطل قطعاً.

وإنما يراد به ما يضاد الباطل، فإله الحق ههنا أي من له وحده الدين الحق كما قال تعالى: (وله الدين واصباً)

فما يعبد من دونه جل وعلا إنما هي آلهة الباطل، وهو جل وعلا إله الحق

فإن الحق ليس فيه إلا إله واحد هو الله عز وجل

فهو إله الحق.

أرجو أن يكون معنى الإضافة قد اتضح لك.

ـ[علي الفضلي]ــــــــ[29 - 08 - 08, 03:18 م]ـ

من المعلوم أنه لا يجوز قول " يا رب القرآن " لما ورد فيه النهي عن ذلك

أخي عمرا: هل تريد بالوارد أثر ابن عباس - رضي الله عنهما -؟!

قال اللالكائي في (شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة):

[ذكره عبد الرحمن بن أبي حاتم قال: حدثنا أبي قال: حدثني علي بن صالح بن جابر الأنماطي قال: حدثنا علي بن عاصم، ح. قال: وحدثنا أبي قال: حدثنا الصهيبي عم علي بن عاصم، عن علي بن عاصم، عن عمران بن حدير، عن عكرمة قال: كان ابن عباس في جنازة، فلما وضع الميت في لحده قام رجل فقال: اللهم رب القرآن اغفر له. فوثب إليه ابن عباس فقال: «مه، القرآن منه» زاد الصهيبي في حديثه فقال ابن عباس: القرآن كلام الله ليس بمربوب، منه خرج وإليه يعود] اهـ.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير