تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

(دعاوى الإجماع عند المتكلمين في مسائل أصول الدين) - رسالة جامعية قيّمة -

ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[17 - 10 - 08, 12:43 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

- عنوان الرسالة: (دعاوى الإجماع عند المتكلمين في مسائل أصول الدين - عرض ونقد -)، للأخ الكريم الشيخ ياسر اليحيى - وفقه الله -، حاز بها على درجة الماجستير من جامعة الإمام، عام 1428 - 1429، بإشراف من الدكتور الفاضل محمد الخميّس - حفظه الله -.

وهي رسالة متميزة، فند فيها مؤلفها إجماعات كثيرة ادعاها أهل البدع، وضللوا من خالفها بغيًا وعدوانًا؛ واستغلوها في نشر بدعهم بين الأمة تحت هذا الدعوى الكاذبة. وقد وفق الله الباحث لإبطال هذا الزعم، حيث كشف أن هذه الإجماعات " محدثة " من المتأخرين، ولا علاقة لها بحال القرون الأولى، المجمعة على خلاف ما ادعوه ..

- وقد أفادني مؤلفها أنها ستُطبع قريبًا بواسطة إحدى دور النشر بالسعودية، وبعث إليّ بخاتمتها وفهرسها؛ ليكونا دليلا على محتواها ..

الخاتمة

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، والصلاة والسلام على من ختم الله به النبوات،

وبعد: ففي نهاية هذا البحث لا بد من وقفة أستجمع فيها بعض حصاد ما زرعت، وأعرض فيه

أبرز جوانب ما كتبت، و ذلك في نقاط سريعة:

1 - أن السلف - رحمهم الله تعالى - كان لهم تصور معين في فهم الإجماع، وطريقة

خاصة في الاستدلال به، وباستقراء كلامهم في ذلك وتتبع مواردهم فيه، يتبين أن السلف إذا

أطلقوا الإجماع، فإنهم يريدون به أحد أمور ثلاثة:

أ/ المعلوم من الدين بالضرورة. ب/الإجماع الاستقرائي. ج/ الإجماع الإقراري

2 - أن لدليل الإجماع عند السلف مكانة عظيمة ومترلة كبيرة، يظهر ذلك في مظاهر

عديدة مرت في ثنايا البحث.

3 - أن دليل الإجماع حجة عند السلف في قضايا الاعتقاد، بل وفي جميع أمور الدين

دون تفريق، وهذا هو جزء من منهجهم العام في الاستدلال، حيث لا يفرقون في الاستدلال

بين أن تكون المسألة المُستدل لها خبرية أو طلبية، علمية أو عملية.

4 - أن المتكلمين كان لهم فهم الخاص لدليل الإجماع، حيث قصروا مفهومه والاستدلال

به على الإجماع النطقي، الذي يصعب تحققه، وهذا فيه تضييق لدليل الإجماع، ولعل السبب

في ذلك يعود إلى تقليدهم العلوم الفلسفية والمنطقية التي كان لها أكبر الأثر على العلوم

الإسلامية التي تناولوها بالبحث والكتابة.

5 - أهل الكلام يحتجون بالإجماع على مسائل الاعتقاد، ويرون أنه مقدم على الأدلة

السمعية الأخرى - الكتاب والسنة - لقطعيته، لكن مع ذلك كانت لهم طريقتهم الخاصة في

الاستدلال، التي يفارقون بها السلف، فكانوا يستدلون به في المسائل السمعية دون العقلية،

وفي المسائل العملية دون العلمية.

6 - أن أهل الكلام كان عندهم تساهل في حكاية الإجماع على مسائل من أصول

الدين، مما أوجد ظاهرةً كلاميةً كانت هي موضوع البحث، وهي " الإجماعات المدعاة".

7 - باستعراض هذه الإجماعات ومناقشتها، تبين لي أنها إجماعات مدعاة لا حقيقة لها عند

البحث والتدقيق، أما كيف حكوها وادعوها؟!، فهذا يعود للأمور التالية:

أ/ أن بعض هذه الإجماعات المحكية كانت حكايته من مدعيه، بسبب جهله بأقوال

السلف، فحكاه معتقدًا ثبوته.

ب/ بعض هذه الإجماعات قد تكون صحيحة، لكن أوردوها في غير محلها، فاستدلوا

بالإجماع في موارد التراع، كاستدلالهم بالإجماع - الثابت - على نفي النقص عن الله، على

نفي الصفات الاختيارية عن الله تعالى، بجامع النقص.

ج/أن بعض هذه الإجماعات حكاها مدعيها على أمور اعتقد أنها من لوازم الإسلام، وإذا

كانت كذلك فالمسلمون - في ظنه - لا بد أن يعتقدوا ثبوتها، فادعى الإجماع بما قام عنده من

هذا الظن.

د/ بعض هذه الإجماعات قام عند مدعيها أن العقلاء مجمعون عليها، وإجماعهم إجماع

ضمني للمسلمين، فحكاها إجماعاً عنهم.

هـ/ بعض الإجماعات حكوها بألفاظ مجملة، أو على اصطلاحات حادثة، ظنوها من دين

الإسلام، وليست هي كذلك.

و/ بعض هذه الإجماعات حكوها بطريق الإجماع المركب.

8 - هذه الإجماعات المدعاة كان سبباً في ترويج بعض البدع بين أوساط الجهال باعتبار

أن عمل الناس عليها، وقد ترتب عليها بعض المفاسد، والتي من أظهرها البغي الذي

يكون على من خالف هذه الإجماعات المدعاة، إما بالتكفير تارة أو بالتضليل تارة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير