[نظره في تعريف ابن القيم للطاغوت]
ـ[أبو حذيفه السلفي]ــــــــ[27 - 07 - 08, 09:00 م]ـ
قال ابن القيم في تعريف الطاغوت: هو كل ما تجاوز به العبد حده من معبود، أو متبوع أو مطاع.
لطالما كان تعريف أبن القيم - رحمه الله - للطاغوت يستوقفني ويجعلني أتسائل هل مجاوزة الحد في عبادة غير الله هي الضابط لجعل المعبود طاغوتا؟
أم مجرد عبادته وإن لم يتجاوز به الحد يجعله طاغوتا؟
أذ ان التعريف يجب ان يكون جامعا مانعا
فما جواب الاخوه بارك الله فيهم
ـ[هنَّاد]ــــــــ[28 - 07 - 08, 01:42 ص]ـ
هل مجاوزة الحد في عبادة غير الله هي الضابط لجعل المعبود طاغوتا؟
أم مجرد عبادته وإن لم يتجاوز به الحد يجعله طاغوتا؟
أذ ان التعريف يجب ان يكون جامعا مانعا
أبا حذيفة (جُزيتَ الجنة) ..
أستأذنك في هذه الوقفات:
الوقفة الأولى:
يجب ضبط الفرق بين (العبادة) و (مجاوزة الحد)!
وذلك أن بينهما عموم وخصوص
فالعبادة من صور مجاوزة الحد،
بينما مجاوزة الحد أعم من مجرد العبادة.
فقد يتجاوز أحدٌ بأحدٍ الحدَّ فيثبت له علم المغيبات أو قدرةً خارقةً - مثلاً - ولا يعبده.
فالنتيجة أنه:
لا يمكن أن يعبد العبدُ أحداً إلا وقد تجاوزَ به الحد.
وبالتالي:
فالاستشكال غير مستقيم من أصله.
الوقفة الثانية:
اشتراط أن يكون التعريف جامعاًُ مانعاً ...
أو ألا يكون فيه الدور ... !
هذه كلها شروط لا يعرفها السلف،
وإنما جاءت من أهل الكلام،
وتلفَّفها عامة الأصوليين.
حتى لقد أشغلوا أنفسهم بها عن غيرها من المسائل.
ولا أدل على هذا من ولعهم بالتعريف وشرح مفرداته وبيان محترزاته ...
بل ينتقدون بعضهم - كثيراً - في التعاريف!
وقد أفاد التنبيه على هذا ابن تيمية في رسالته في (الرد على المنطقيين).
وأهم ما في الأمر هو أن يفهم المسلم المراد من الكلمة أو المسألة،
وهذا الفهم ليس غاية بحيث تفنى فيها الأعمار وتعمر بها الأوقات!
بل هو وسيلة لفهم وتعلم المسألة،
فما تحققت به الوسيلة كان كافياً مجزياً.
الوقفة الثالثة:
يستفاد من تعريف ابن القيم للطاغوت أمران:
الأمر الأول:
أن الطاغوت غير مذموم بإطلاق!
فقد يوصف بالطاغوتية بالنظر لمن تجاوز به الحدَّ،
لا بذنبٍ اقترفه هذا المُتَجاوَز به الحدّ.
الأمر الثاني - وله صلةٌ بالأول -:
أن الطاغوت لا يوصف بالكفر بإطلاق!
وقد يستفاد - كذلك - بإطلاق أهل العلم وصف الطاغوت على الجمادات،
من شجر أو حجر ... ونحوهما.
وهذا كله لا يلزم منه وصف هذه الجمادات بالكفر الذي هو نقيض الإسلام.
أشكر لك فتح هذه الموضوع وإثارة هذا التساؤل.
وبارك الله فيك.
ـ[هنَّاد]ــــــــ[28 - 07 - 08, 02:01 ص]ـ
ثم بدا لي أمرٌ آخر فأحب إضافة هذه النقطة ..
أخي المبارك ..
أظنك تفهم من قوله (ما تجاوز به العبد حده ... )
أن المراد بـ (تجاوز الحد) هو الزيادة في الفعل!
فكأنه يرى أنه لا يكون طاغوتاً إلا إذا عبده وزاد في العبادة!
وهذا الفهم غير سليم يا أخي الموفق ..
فـ قوله (تجاوز به الحد) المراد منه أنه يرفع أي مخلوق فوق الحد الذي جعله له الله.
فالله جعل للمخلوق حداً لا يصل إليه، ونهاه عن مخالفة أمره تعالى.
فكل من تجاوز الحد في أحدٍ فأعطاه فوق منزلته فقد جعله طاغوتاً له؛
سواءً تجاوز به الحد: بأن عبده!
أو تجاوز به الحد: بأن اتِّبعه فيما لا تجوز المتابعة فيه (كالمعصية مثلاً)!
أو تجاوز به الحد: بأن أطاعه فيما لا تجوز فيه الطاعة!
هذا هو الفهم الصحيح للتعريف.
وكذلك لو قيل في الجمادات!
فلنأخذ الشجرة مثالاً ..
لو نظرنا في حدِّها لوجدنا أن غاية ما في الأمر هو
الانتفاع بظلِّها أو ثمرها أو الاحتطاب منها ...... إلخ.
فمن تجاوز بها الحد في أحد الأمور المتقدمة فقد صارت هذه الشجرة طاغوتاً له.
سواء صرف لها شيئاً من العبادة!
أو الاتباع!
أو الطاعة!
وحتى يتجلى لك الأمر:
فاعلم أن من أهل العلم من عرف الطاغوت بأنه:
كل رأسٍ في الضلالة.
وهذا التعريف يعينك على فهم تعريف ابن القيم رحمه الله.
آمل أن تكون المسألة قد اتضحتْ بالنسبة لك.
بوركتَ ...
ـ[أبومحمد الغريب]ــــــــ[28 - 07 - 08, 02:26 ص]ـ
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
تعرف الطاغوت المذكور
معتمد على الجانب اللغوي من حيث ان الطاغوت مشتق من الطغيان وهو مجاوزه الحد
فصار انه ماقد يتجاوز به الحد قد يكون عباده وقد لايكون
"مع ملاحظه ان الامر الخارق كإغاثه الملهوفين بالنسبه للاموات ودعاؤهم لاعتقاد هذا يعتبر شرك وعباده لهم"
وبلنظر له أدى إلى إشكال
انه يجعل ماليس بطاغوت طاغوت
وكما قال الاخ هناد بذلك يكون غير مذموم بإطلاق
فارجوا أن ينقل كلام إبن القيم كامل وأين قال ذلك؟
لكن المسأله لتكون واضحه
لابد من النظر لمضمون الحال التي كان عليها الكفار وكيف كان وصف الشرع للطاغوت
الطواغيت في الجاهليه كانت بيوت اتخذها بعض العرب كنوع من المضاهاه للبيت العتيق جعلوها لها السدنه وطافوا حولها ...
فالطاغوت وفق النظره لحال أهل الجاهليه
هو ماكان مضاهيا للشرع في حاله
فمن أتخذ مالايكون إلا لله وأدعى مالايكون إلا لله فهو طاغوت
ومن جُعل له ما لا يكون إلا لله مع رضاه (هذا في حال كون المضاهي عاقلا) فهو طاغوت
فعيسى إبن مريم عليه السلام مع كون النصارى عبدوه لكنه لايرضى بذلك ولم يكن بذلك عليه السلام طاغوتا.
والله أعلم
¥