تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[تنبيهات على كتاب: (مجالس التذكير من حديث البشير النذير) للشيخ عبد الحميد بن باديس –رحمه الله تعالى-]

ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[08 - 09 - 08, 08:54 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

تنبيهات على كتاب: (مجالس التذكير من حديث البشير النذير) للشيخ عبد الحميد بن باديس – رحمه الله تعالى –

الحمد لله، والصلاة و السلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من تبع هداه، أما بعد:

فهذه بعض التنبيهات المختصرة على كتاب: (مجالس التذكير من حديث البشير النذير) للشيخ عبد الحميد بن باديس – رحمه الله تعالى – (من مطبوعات وزارة الشؤون الدينية بالجزائر، ط. أولى سنة:1403هـ-1983م) كتبتها امتثالا لقول النبي – صلى الله عليه و سلم – ((الدين النصيحة))، فنصحًا لدين الله تعالى و تنزيهًا للعقيدة الإسلامية الصحيحة (عقيدة أهل السنة و الجماعة) من أن يُنسب إليها ما ليس منها، أسطر هذه التنبيهات – على وجه السرعة - راجيًا من الله – جل وعلا – التوفيق و السداد، وبالله التوفيق وهو نعم الرفيق.

التنبيه الأول:

[تجويزه التوسل البدعي بذات النبي – صلى الله عليه و سلم-]

قال الشيخ ابن باديس – رحمه الله تعالى - ص (43): " .. الراجح هو الأول الذي يجيز السؤال بذات النبي صلى الله عليه وآله وسلم نظرا لمقامه العظيم عند ربه .. ".اهـ

وقال ص (47):" .. التوسل بذات النبي صلى الله عليه و آله وسلم جائز مرجوح".اهـ

أقول و الله التوفيق:

أجاز الشيخ عبد الحميد بن باديس – رحمه الله تعالى – التوسل بذات النبي - صلى الله عليه و سلم – وهو قول باطل مخالف لقول أهل السنة و الجماعة، بل التوسل بذات النبي – صلى الله عليه و سلم – من البدع المنكرة المفضية إلى الشرك – و العياذ بالله -، "ووجه كونه بدعة: أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يأمر به، ولم يدع الناس إليه، ولم يعده من القربات، كما جعله المتأخرون من الصوفية ومن تابعهم من أعظم القربات. كما أن الصحابة لم يتوسلوا إلى الله بهذا النوع من التوسل ولا التابعين ولا تابعيهم. . . بل الثابت عنهم هو عدولهم عنه إلى التوسل المشروع، فلما لم يرد له ذكر في كتاب الله ولا سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ولا عمل الصحابة والتابعون به. دل على عدم مشروعيته وابتداعه.

هذا من حيث الإجمال. أما من حيث التفصيل، فإن السؤال بالنبي صلى الله عليه وسلم والتوسل بذاته وجاهه غير جائز. لأنه وإن كان مبنيا على أن للأنبياء جاها ومكانة عند الله- وهذا صحيح- إلا أن الله لم يجعل ذلك الجاه سببا مناسبًا لإجابة دعاء من توسل به. وإنما جعل الله الإيمان بهم وحبهم واتباعهم سببا لإجابة الدعاء، بخلاف السؤال والتوسل بذواتهم وجاههم ": [1]

ـ قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله تعالى – كما في (قاعدة جليلة في التوسل و الوسيلة/ص:279): "عَلِم الصحابة أن التوسل به صلة الله عليه و سلم إنما هو التوسل بالإيمان به و بطاعته و محبته وموالاته، أو التوسل بدعائه و شفاعته، فلهذا لم يكونوا يتوسلون بذاته مجردة عن هذا و هذا، فلما لم يفعل الصحابة – رضوان الله عليهم – شيئا من ذلك، ولا دعوا بمثل هذه الأدعية، وهم أعلم منا، و أعلم بما يجب لله و رسوله، و اعلم بما أمر الله و رسوله من الأدعية، وما هو أقرب إلى الإجابة منا، بل توسلوا بالعباس – رضي الله عنه – وغيره ممن لي مثل النبي – صلى الله عليه و سلم – دلَّ عدولهم عن التوسل بالأفضل إلى التوسل بالمفضول أن التوسل المشروع بالفضل لم يكن ممكنا".اهـ

ـ وقال سليل الدعوة السَّلفية بنجد الشيخ العلامة حمد بن ناصر بن معمر – رحمه الله تعالى – كما في (الدرر السنية: 2/ 162): "وأما التوسل بجاه المخلوقين، كمن يقول: اللهم إني أسألك بجاه نبيك محمد – صلى الله عليه و سلم – ونحو ذلك، فهذا لم ينقل عن النبي – صلى الله عليه و سلم – و أكثر العلماء على النهي عنه، وحكى ابن القيم رحمه الله تعالى: أنه بدعة إجماعاً، ولو كان الأنبياء و الصالحون لهم جاه عند الله سبحانه و تعالى، فلا يقتضي ذلك جواز التوسل بذواتهم و جاههم".اهـ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير