3) إمرارها على ما جاءت مفوضاً معناها إلى الله (فتح الباري 13/ 390).
وبالطبع لم يكن للسلف الصالح ثلاثة أقوال في الصفات. وإنما تكثر تناقضات أهل الكلام لأن ما عندهم من عند غير الله.
4) وجاء الغزالي بقول رابع ظن أنه وسط بين من يؤولون وبين من يثبتون فقال:
"والقصد – أي الوسط – بين هذا وذاك: طريق الكشف. فما أثبت الكشف تأويله أولناه، وما أثبت إثباته أثبتناه" (إحياء علوم الدين 1/ 104).
وسيأتيك مزيد اختلافهم حول أصول الدين وصفات الله.
فإن كانوا على ما ترى فهم أقرب الى الاعتزال منهم الى السنة.
الأشاعرة فرقتان، فرقة ترى التأويل، وفرقة ترى التفويض
والقشيري يتهم المفوضة باتهام النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بالجهل
هذا الاختلاف بينهم يظهر الحقيقة التالية: أن الأشاعرة فرقتان لا فرقة واحدة:
الفرقة الأولي: تؤول صفات الله، وتتهم التي تفوض بأنها، تصف النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بالجهل، وتصف الله بالكذب كما ستري.
الفرقة الثانية: لا تتعرض للتأويل بل تحرّمه وتدعو للتفويض. وتتهم الأولي بأنها تقول على الله ما لا تعلم. لأن التأويل محتمل والمحتمل مطرود في العقائد.
لقد رد القشيري في التذكرة الشرقية على المفوضة قائلاً:
" وكيف يسوغ لقائل أن يقول في كتاب الله ما لا سبيل لمخلوق إلى معرفته ولا يعلم تأويله الا الله؟
أليس هذا من أعظم القدح في النبوات وأن النبي صلي الله عليه وسلم ما عرف تأويل ما ورد في صفات الله تعالي ودعا الخلق إلى علم ما لا يعلم؟
أليس الله يقول (بلسان عربي مبين)؟ فإذن: على زعمهم يجب أن يقولوا كذب حيث قال: ((بلسان عربي مبين)) إذ لم يكن معلوماً عندهم، وإلا: فأين هذا البيان؟
وإذا كان بلغة العرب فكيف يدّعي أنه مما لا تعلمه العرب؟
ونسبة النبي صلي الله عليه وسلم إلى إنه دعا إلى رب موصوف بصفات لا تعقل: أمر عظيم لا يتخيله مسلم فإن الجهل بالصفات يؤدي إلى الجهل بالموصوف.
وقول من يقول: استواؤه صفة ذاتية لا يعقل معناها واليد صفة ذاتية لا يعقل معناها والقدم صفة ذاتية لا يعقل معناها تمويه ضمنه تكييف وتشبيه ودعاء إلى الجهل.
وإن قال الخصم: بأن هذه الظواهر لا معني لها أصلاً، فهو حكم بأنها ملغاة، وما كان في إبلاغها إلينا فائدة وهي هدر. وهذا مُحال، وهذا مخالف لمذهب السلف القائلين بإمرارها على ظواهرها ".انتهي
فهذا خلاف أشعري أشعري وفيه اتهام للمفوضة من الأشاعرة بأنهم نسبوا النبي إلى الجهل ونسبوا الله إلى الكذب وأنهم واقعون في التكييف والتشبيه وملزمون بالغاء الوحي لأنهم الغوا معانيه. وهي اتهامات تعني الكفر.
المصدر ( http://www.d-sunnah.net/forum/showthread.php?t=37054)
ـ[محمدزين]ــــــــ[26 - 06 - 08, 02:05 م]ـ
مقال رائع
وفق الله الشيخ دمشقية وأيده
ـ[صقر بن حسن]ــــــــ[26 - 06 - 08, 04:23 م]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك.
الأشاعرة ينسبون أنفسهم في الاعتقاد لأبي الحسن الأشعري، وهم في الحقيقة مخالفون له.
نهجوا نهجه حينما كان على مذهب المعتزلة - ومع ذلك تجدهم يذمون المعتزلة - ولم يوافقوه حينما رجع لمذهب السلف في الجملة إلا أقل القليل منهم.
وعندي كتاب قيم عنوانه (شعبة العقيدة بين أبي الحسن الأشعري والمنتسبين إليه) للموصلي، سأقوم إن شاء الله بمسحه ضوئيا ووضعه هنا ليستفيد من إخواننا، ولكي يطلع عليه الأشاعرة فيتيقنوا مخالفتهم لإمامهم الأشعري رحمه الله تعالى، ويرجعوا لمذهب السلف (أهل السنة والجماعة) كما رجع إمامهم.
ـ[أبوسلمة السلفي]ــــــــ[13 - 08 - 08, 07:16 م]ـ
بارك الله فيك
ـ[محمد بن علي المصري]ــــــــ[28 - 10 - 08, 06:48 م]ـ
وعندي كتاب قيم عنوانه (شعبة العقيدة بين أبي الحسن الأشعري والمنتسبين إليه) للموصلي، سأقوم إن شاء الله بمسحه ضوئيا ووضعه هنا ليستفيد من إخواننا، ولكي يطلع عليه الأشاعرة فيتيقنوا مخالفتهم لإمامهم الأشعري رحمه الله تعالى، ويرجعوا لمذهب السلف (أهل السنة والجماعة) كما رجع إمامهم.
ما زلنا في الانتظار أيها الصقر بارك الله فيك ... نسأل الله تعالى أن يجعل ما تعمل في ميزان حسناتك وأن يرزقك البركة في الوقت والعمل