قال: وكذلك إذا قيل هو جسم بمعنى أنه مركب من الجواهر المنفردة أو المادة والصورة فهذا باطل بل هو أيضا باطل في المخلوقات فكيف فى الخالق سبحانه وتعالى , وهذا مما يمكن أن يكون قد قاله بعض المجسمة الهشامية والكرامية وغيرهم ممن يحكى عنهم التجسيم إذ من هؤلاء من يقول أن كل جسم فإنه مركب من الجواهر المنفردة , ويقولون مع ذلك أن الرب جسم وأظن هذا قول بعض الكرامية فإنهم يختلفون في إثبات الجوهر الفرد وهم متفقون على انه سبحانه جسم
لكن يحكى عنهم نزاع فى المراد بالجسم هل المراد به أنه موجود قائم بنفسه أو المراد به أنه مركب فالمشهور عن أبى الهيصم وغيره من نظارهم أنه يفسر مراده بأنه موجود قائم بنفسه مشار إليه لا بمعنى أنه مؤلف مركب ,وهؤلاء ممن اعترف نفاة الجسم بأنهم لا يكفرون فإنهم لم يثبتوا معنى فاسدا فى حق الله تعالى
لكن قالوا إنهم اخطئوا فى تسمية كل ما هو قائم بنفسه أو ما هو قائم موجود جسما من جهة اللغة .. .
مجموع الفتاوى (5
429)
بيان مذهبهم في الإيمان
قال شيخ الإسلام: والكرامية قولهم في الإيمان قول منكر لم يسبقهم إليه أحد حيث جعلوا الإيمان قول اللسان ,وإن كان مع عدم تصديق القلب فيجعلون المنافق مؤمنا لكنه يخلد فى النار فخالفوا الجماعة فى الاسم دون الحكم , وأما فى الصفات والقدر والوعيد فهم أشبه من أكثر طوائف الكلام التي في أقوالها مخالفة للسنة.
مجموع الفتاوى (3
103)
وقال: وقوله الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله إلى آخره حقيقة وهذا عمدة المرجئة والجهمية والكرامية وكل من لم يدخل الأعمال في اسم الإيمان.
مجموع الفتاوى (7
87)
وقال: و الكرامية توافق المرجئة والجهمية فى أن إيمان الناس كلهم سواء ولا يستثنون فى الإيمان بل يقولون هو مؤمن حقا لمن أظهر الإيمان وإذا كان منافقا فهو مخلد فى النار عندهم؛فإنه إنما يدخل الجنة من آمن باطنا وظاهرا ,ومن حكى عنهم أنهم يقولون المنافق يدخل الجنة فقد كذب عليهم بل يقولون المنافق مؤمن لا أن الإيمان هو القول الظاهر كما يسميه غيرهم مسلما إذ الإسلام هو الاستسلام الظاهر ,ولا ريب أن قول الجهمية أفسد من قولهم من وجوه متعددة شرعا ولغة وعقلا.
مجموع الفتاوى (7
141)
وقال: حتى الكرامية الذين يسمون المنافق مؤمنا ويقولون الإيمان هو الكلمة يقولون إنه لا ينفع فى الآخرة إلا الإيمان الباطن.
وقد حكى بعضهم عنهم أنهم يجعلون المنافقين من أهل الجنة وهو غلط عليهم إنما نازعوا فى الاسم لا في الحكم بسبب شبهة المرجئة في أن الإيمان لا يتبعض ولا يتفاضل.
مجموع الفتاوى (7
216)
وقال: وقال أن من جحد المعرفة والتصديق فقد قال قولا عظيما؛فإن فساد هذا القول معلوم من دين الإسلام ,ولهذا لم يذهب إليه أحد قبل الكرامية مع أن الكرامية لا تنكر وجوب المعرفة والتصديق ولكن تقول لا يدخل فى اسم الإيمان حذرا من تبعضه وتعدده.
مجموع الفتاوى (7
394)
وقال: وأما الكافر المنافق فى الباطن فإنه خارج عن المؤمنين المستحقين للثواب باتفاق المسلمين.
ولا يسمون بمؤمنين عند أحد من سلف الأمة وأئمتها ولا عند احد من طوائف المسلمين إلا عند طائفة من المرجئة وهم الكرامية الذين قالوا أن الإيمان هو مجرد التصديق فى الظاهر فإذا فعل ذلك كان مؤمنا وإن كان مكذبا في الباطن وسلموا أنه معذب مخلد فى الآخرة فنازعوا في اسمه لا في حكمه ومن الناس من يحكي عنهم أنهم جعلوهم من أهل الجنة وهو غلط عليهم ومع هذا فتسميتهم له مؤمنا بدعة ابتدعوها مخالفة للكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة وهذه البدعة الشنعاء هى التى انفرد بها الكرامية دون سائر مقالاتهم.
مجموع (7
476)
والحمد لله رب العالمين.
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[26 - 07 - 08, 07:04 م]ـ
وهذه الحواشي بالترتيب لأنها لم تظهر
() دعاوي المناوئين (139) والمقولة هذه علي النشار في كتابه "نشأة الفكرالفلسفي" , وهذا الكتاب قد اغتر به كثير من الباحثين وقد كشف ما فيه الشيخ محمد بن سعيد القحطاني في كتابه " الإعلام بنقد كتاب نشأة الفكر" وبين تحامله على مذهب السلف وتطاوله على أعلامه بل إلى أصحاب الني صلى الله عليه وسلم.
وممن نسب هذه التهمة لشيخ الإسلام الكوثري , وآخر هؤلاء سعيد فودة في كتابه "الكاشف الصغير".
() درء التعارض (3
229)
() مجموع الفتاوى (6
222)
() ميزان الاعتدال (4
22) وسير أعلام النبلاء (11
524) والبداية والنهاية (11
20)
() اللسان (5
402)
() مجموع الفتاوى (13
49)
() مجموع الفتاوى (4
12)
() مجموع الفتاوى (4
156)
() مجموع الفتاوى (2
7)
() مجموع الفتاوى (3
336)
() مجموع الفتاوى (4
174) ومجموع الفتاوى (6
15)
() مجموع الفتاوى (5
197)
() مجموع الفتاوى (5
272)
() مجموع الفتاوى (5
282)
() مجموع الفتاوى (5
529)
() مجموع الفتاوى (5
577)
() مجموع الفتاوى (6
162)
() مجموع الفتاوى (6
219)
() مجموع الفتاوى (6
325)
() مجموع الفتاوى (6
275)
() وقد بين شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أن العقل قد يدرك حسن وقبح الأشياء لكن ورود الثواب والعقاب لا يكون إلا بعد ورود الشرع , فقول أهل السنة وسط بين المثبتين والنافين.