تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقد حاول المناوي تبرير هذا التناقض فقال: «لفظة خير لها استعمالان: أحدهما أن يراد بها معنى التفضيل لا الأفضلية وضدها الشر. الثاني: أن يراد بها معنى الأفضلية وهي التي توصل بمن وهذه أصلها أخْيَر، فحذفت همزتها تخفيفا فخير في هذا الحديث أريد بها التفضيل لا الأفضلية فلا توصل بمن وليست بمعنى أفضل وإنما المقصود أن في كل من حياته ومماته خيرا لا أن هذا خير من هذا ولا هذا خير من هذا» (فيض القدير 3/ 400).

لكنه خالف كلاما آخر له في شرحة على حديث تعزية المؤمن بمصاب موت النبي فقال: «فإن موته من أعظم المصائب على أمته بل هو أعظمها». 4/ 126

قلت: فكيف يكون في موته خير أصلا.

قال تعالى ? وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ?. وقال ? وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ?. وقال ? إِن تُبْدُواْ الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لُّكُمْ?. وقال ? وَأَن تَصَدَّقُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ?. وقال ? وَأَن تَصْبِرُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ?.

ولو كان هذا المخترع لهذا الحديث من بني إسرائيل لكان من كهانهم بسبب هذا السجع في هذه عبارة هذه الرواية.

وكيف يقال للنبي يوم القيامة «إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك»؟ فلو كانت العمال تعرض علي لما قال أصحابي فيقال له: إنك لا تدري ما احدثوا بعدك».

كيف تعرض الأعمال على النبي بينما كان يصوم بين الاثنين والخميس لأنهما يومان تعرض فيهما اعمال العباد إلى الله فيحب النبي أن يعرض عمله على الله وهو صائم؟

وكيف يقول النبي e لابنته فاطمة «أنقذي نفسك من النار لا أغنى عنك [لا أملك لك] من الله شيئا» ثم يطمئن الزناة ومرتكبي الكبائر من أمته ويعدهم بأنه سيستغفر لهم؟

ولماذا كان يأمر بإقامة الحد على المذنبين من أمته في حياته ولم يكتف بالاستغفار لهم وهم جزء من أمته؟

وإذا كان يستغفر لأمته فلماذا يدخل أفواج من أمته النار ويذادون عن حوضه؟

الآثار السلوكية والأخلاقية لهذه الرواية

2) الرواية غير متواترة أيها المطالبون باشتراط المتواتر في العقائد. بل ضعيفة لا آحاداً فقط، فانظر كيف تجاهلوا ترك عمر للتوسل بالنبي e بعد موته، وآثروا الضعيف على المتواتر.

3) أنها تحث على الإرجاء وراويها عبد المجيد بن عبد العزيز مبتدع متهم بالدعاية للإرجاء حتى أدخل أباه فيه. وهو الذي روى الرواية الموضوعة عن ابن عباس «وما نعلم الحق إلا في المرجئة» (ميزان الاعتدال2/ 648 وانظر العلل لأحمد 2/ 113 الجرح والتعديل 6/ 46 تهذيب التهذيب6/ 381 الضعفاء الصغير للبخاري 239).

وقد شهد عليه أحمد والبخاري بأنه من غلاة المرجئة. قال «كان فيه غلو في الإرجاء». وقال أبو داود: «كان داعية في الإرجاء» (تهذيب التهذيب 6/ 381).

ومن المقرر عند العديد من علماء الحديث أن المبتدع إذا تفرد برواية تؤيد بدعته فإن روايته مردودة. وهذا جرح مفسر مقدم على التوثيق.

وهذا الحديث يؤيد مذهبه في الإرجاء. فإنه ما دام العمل معروضا على النبي e فيستغفر فلا تضر المعاصي حينئذ كبيرة كانت أو صغيرة إذ جاء الاستغفار في الحديث مطلقا من سائر الأعمال السيئة.

4) هذا الحديث خطير من الناحية السلوكية على المسلمين إذ يثبط المحسن ويشجع المسيء وينتهي الفريقان إلى نهاية واحدة وهي تطمين الفريقين بالمغفرة واستوائهما من حيث النتيجة، أليس هذا التطمين بالمغفرة على ما يعملون شبيه بتطمين النصارى بالمغفرة على خطاياهم لمجرد إيمانهمبالمسيح؟!

5) أن الحديث إذا كان يفيد استغفار النبي e لنا فلا يفيد جواز سؤاله لعدم فعل الصحابة ذلك ولأن القران أثبت لنا أن الملائكة حملة العرش دائمة الاستغفار للمؤمنين] فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ [ولم يقل أحد بجواز سؤالهم مع الله. والنبي e مات وسؤال الأنبياء بعد موتهم غير جائز. ولو جاز، سؤال النبي بعد موته لاشتهر سؤال الصحابة للأنبياء السابقين، مما يؤكد أنه شرك. وكفى بالشرك مانعاً من الشفاعة.

6) أن هذه الرواية تثبت آخر مع الله في عرض الأعمال عليه. فتصير الأعمال معروضة (عليهما) لا على الله وحده. وهذا شرك يعتقده الروافض، فقد قالوا بأن قوله تعالى] وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ [«أنهم الأئمة» (الكافي1/ 171 بصائر الدرجات442، 447، 450).

وقد وضع الكذابون من هذه الأمة الأحاديث المكذوبة في ذلك مثل حديث «تعرض علي أعمالكم يوم الخميس». أولهم: حسين بن علي العدوي، اتهمه ابن عدي والدارقطني وابن حبان بالكذب (الكامل لابن عدي3/ 945 المجروحين1/ 241 و288 سؤالات السهمي رقم284 ص211) والثاني: أبو سلمة محمد بن عبد الملك الأنصاري وهو منكر الحديث جدا لا يجوز الاحتجاج بحديثه كما قال ابن حبان (الضعفاء 4/ 96 المجروحين 2/ 266 ميزان الاعتدال3/ 598).

في حين ثبت في الصحيح أن الأعمال تعرض على الله. قال e « تعرض الأعمال في كل خميس واثنين فيغفر الله عز وجل في ذلك اليوم لكل امرئ لا يشرك بالله شيئا إلا امرءا كانت بينه وبين أخيه شحناء» (رواه مسلم (2565) وأحمد في المسند 2/ 268). فكيف (يغفر الله إلا) بينما يكون استغفار النبي e مطلقا؟

7) أنها تعارض أحاديث أصح منها تنفي معرفة النبي e بما يحدث لأمته من بعده. قال e « ليردنّ عليّ ناس من أصحابي الحوض حتى إذا رأيتهم وعرفتهم اختلجوا دوني، فأقول يا رب أصيحابي أصيحابى، فيقال لي: إنك لا تدرى ما أحدثوا بعدك. فأقول كما يقول العبد الصالح] وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ [».

وحين كان e حيا لم يكن يعلم بأحوال من غاب من أمته، من ذلك قصة ضياع عقد عائشة في الصحراء، وقول أصحاب بئر معونة لما وقعوا في الغدر قالوا «اللهم بلغ نبينا» ولم يعتقدوا أنه يسمع كل واحد من أمته قريباً كان أو بعيداً.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير