تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

هذا المتأنق الذي يتهادى في كلية الآداب لأرقى جامعاتنا اليوم؛ يشبه عندي ذلك المتوحش الذي كان يَخْتِل بحربته بين الأحراش ليجمع رؤوس أعداء القبيلة. إن هذا السعي الناصب لهو برهان وثيق على أثر تحصيل الاحترام الاجتماعي على السلوك الإنساني؛ شهادة آداب أو جمجمة عدو: لا فرق؛ فالطبيعة الإنسانية واحدة، وإن كان ثم شيء من الاختلاف؛ فهو اختلاف يسير لا يستحق أن يؤبه له!

إن المبدع في الأطوار الأولى من تكوينه النفسي لينزع به هذا السعي لكسب الاحترام الاجتماعي أكثر مما عند غيره، فيحتفي بصورته لدى الآخرين احتفاءً زائداً عن حاجة الفطرة، فائضاً عن حدوده الطبيعية؛ فإن هو استمر به صيّره أسيراً لنظرة الجماعة يتكفّفها المنزلةَ والرفعةَ والتجاوبَ الشعوري، وهذا هو السر في شذوذ تصرفات كثير من المبدعين؛ ذرائع يصطنعونها للفت الانتباه، ثم لا تلبث أن تستحيل إلى أمراض نفسية تنتهي ببعضهم – في غياب الإيمان – إلى الجنون أو الانتحار.

إن استطاع المبدع أن يجتث بذور هاتين الرذيلتين قبل أن تتمكنا من نفسه وتمدا جذورهما في أعماقه فقد هُدي إلى خير كثير، تكون معه هذه الميزة التي اختصه الله –سبحانه- بها نعمة يتفيأ ظلالها، لا نقمة يشقى بها؛ فيغدو يذم الناس، ويروح يسخط الحياة بسببها.

ثم إياك –أيها المبدع- أن تنخدع بقولهم: إن الصعوبة

إنما هي في البدايات فقط .. كل مراحل الحياة صعبة:] لقد خلقنا الإنسان في كبد [[البلد]، والشأن إنما هو في أن نتعامل مع الحياة على ما هي عليه، لا على ما نريدها أن تكون عليه؛ فإنها على ما نريدها أن تكون عليه عَصِيّة.

مجلة البيان، العدد 253 – رمضان 1429هـ ص82.

ــــــــــــ

(1) بالرغم من احتفاء بعض الإخوة الصالحين بهذه البدعة الفكرية – أعني: (البرمجة اللغوية العصبية) إن صح ذلك فهي محل مقت ورفض الكثير من الدعاة والمفكرين والباحثين ممن درسوها وناقشوها وأثبتوا ضلالها وانحرافها، انظر على سبيل المثال لا الحصر كتاب (خدعة البرمجة العصبية) لمؤلفه (الأستاذ أحمد الزهراني)، وكتاب (الخدعة الكبرى) لمؤلفته (د. نجاح الظهار). نسأل الله أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه، ويرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه. [البيان]

(2) قال ابن المقفع: الإنسان طبع على طرائق لؤم، وإنما تفاضل الناس في مغالبة طباع السوء.

(3) المطرد، هكذا تكتب .. ورسمها عند بعض الكتاب "المضطرد" وهم نشأ من شبهها بـ "المضطرب"، وليس في اللسان مادة "اضطرد" وإنما "اطرد".

(4) ففرويد وأدلر ويونج وغيرهم من علماء النفس الماديين وغيرهم كثير من دارسي النفس الإنسانية؛ يفشلون فشلاً ذريعاً في حصر الدافع.

(5) التوريب: أن توري عن الشيء بالمعارضات المباحات، كذا في القاموس. وكان مارون عبود يقول: الألفاظ لا تؤخذ من القاموس لكن يستشار القاموس بشأنها.

ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[16 - 09 - 08, 06:03 م]ـ

مقال رائع يا شيخ عبدالله فجزى الناقل والمنقول عنه خيرا

ـ[محمد المبارك]ــــــــ[16 - 09 - 08, 06:42 م]ـ

الشيخ عبدالله الهدلق حفظه الله ممن يجمع بين سعة الاطلاع و صفاء الابداع مع السمت الحسن

و ادين له بالكثير من الفوائد و الشرائد.

بارك الله فيكم

ـ[إسماعيل سعد]ــــــــ[16 - 09 - 08, 07:18 م]ـ

جزاكم الله خيرا

ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[20 - 09 - 08, 05:36 م]ـ

بارك الله فيكم جميعا

ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[04 - 02 - 10, 12:13 ص]ـ

للفائدة

ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[25 - 03 - 10, 10:46 م]ـ

هل هناك مقالات جديدة للشيخ عبدالله الهدلق؟

ـ[أبو عبد الرحمن الصبيحي]ــــــــ[24 - 05 - 10, 04:12 م]ـ

انظر هنا:

http://majles.alukah.net/showthread.php?t=58358

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير