تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

1 - إدراكهم لثقلها وأهميتها استراتيجيا واقتصاديا، لأنَّها تشترك مع ثلاث دول في الحدود الجغرافية [غينيا بيساو وغينيا كوناكري وغامبيا] وهي ميزة تنفرد بها عن سائر المناطق السنغالية، وعليه فإن أية فكرة أو منهج تتأثر به المنطقة فسرعان ما يصيب عدواه الْمناطق الْمتاخِمة لها من البلد الْمجاور ويتسرب إلى أهليها. هذا بالإضافة إلى كونِها أثرى منطقة في السنغال على الإطلاق- من حيث وفرة الموارد الطبيعية والمواد الأولية-، فضلا عن كونها تضم أكبر سوق للمواد الغذائية في غرب أفريقيا، وهي سوق "جاوبي" الأسبوعية ..

2 – كون القبائل التي تسكن هذه المنطقة [الْمَانْدِنْكَ، الْجُولاَ، الْبَالَنْتَ، الْمَانْجَاكْ، وَفُلاَّنُ فِيرْدُو وَكَبَادَا] من أكثر القبائل السنغالية إخلاصا في عقائدها وتَمسكا بِمبادئها وتفانيا في التعلق بمعتقدها والدعوة إليه حتى في آخر رمق من حياتها، فنجاحهم في هذه المنطقة يعني ضمان معاقل ومراكز حصينة ينطلقون منها للتأثير في المناطق المجاورة داخل البلاد وخارجها من البلدان المجاورة.

3 – أن داعيتهم الشهير ومنظرهم الكبير الأستاذ نوح مانِي من أهل هذه المنطقة ومن قبيلة بَالاَنْتَ الْحديثة العهد بالإسلام، فيسهل له الدعاية ونشر التشيع فيهم نظرا لشذاجة قبيلته وجهلهم بالإسلام وعدم وجود شخصية إسلامية ذات وزن ثقيل وكلمة مسموعة فيهم. كما يوجد ذلك في قبائل الماندنك والفلَّان والجولا.

4 – تدهور حالة الأمن في الْمنطقة منذ أكثر من عشرين سنة - وبالتحديد منذ سنة 1982م - جرَّاء الأنشطة التمردية التي يقوم بِها الانفصاليون من حركة القوة الديمقراطية الكاسماسية الْجولاوية ( MFDC) والشيعة معروفون بأنَّهم يتتبعون أماكن الفتن والقلاقل ويتحينون فرص الاضطرابات السياسية في الديار الإسلامية لبث سمومهم ونشر التشيع والرفض. ولا تكاد تجد لهم نشاطا إلا في بلاد الْمسلمين ومن بين شباب أهل السنة.

5 – قلة الوعي الإسلامي لدى شباب الْمنطقة نظرا لقلة دعاتها إلى منهج أهل السنة والجماعة، مع أن أكثر من خمس وثمانين في المائة من سكانها مسلمون، لكن مستوى ثقافتهم ومعرفتهم بالعقيدة الإسلامية الصحيحة والمنهج الأثري السني السليم ضئيل جدا ... والقاعدة عند الرافضة تقول بِـ""منع دعاتِهم من الكلام في بيت فيه مصباح"" [1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn1) فبسبب غياب الْمصباح (الدعاة) في المنطقة خَلاَ للشيعة الجو فتكلموا، ومِنْ ثَمَّ سهلت لَهم مهمتهم.

6 – خُلُوُّ الساحة عن مراكز ومعاهد إسلامية لأهل السنة (السلفيين) تضادهم في مهمتهم الدعائية (التخريبية)، وقد ساهم هذا العامل والعامل الذي قبله في عدم احتياجهم إلى استعمالالتقية والتستر والنفاق والتزوير، بل برزوا إلى الناس مسفرين عن وجوههم نقاب التقية والتستر ومبشرين - بكل صراحة - بِحقيقة نِحلتهم وعقيدتِهم، بما فيها الْمجاهرة بسب الصحابة وتكفيرهم، وتغيير اسم كل متشيع جديد يحمل اسم أبي بكر أو عمر أو عثمان أو عائشة – رضي الله عنهم-.

فهذه هي أهم العوامل التي ساعدت الشيعة في تحقيق بعض النجاح في منطقة كاسماس بين القبائل الْبَالاَنْتِيَّةِ.

والآن بدأ الأستاذ نوح يرسل أبناء الْبَالَنْتَ إلى حوزاتِهم ومعاهدهم في داكار كحوزة الرسول الأكرم، وحوزة الْمزدهر، وكلية الزهراء، وذلك لإكمال الْمرحلة الوسطى من تشييعهم ومن ثَمَّ إرسالِهم إلى إيران، وقد أخبرني ثلاثة [2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn2) من طلاب حوزة الرسول الأكرم أن أكثر طلاب الحوزة من أهل كاسماس ومن الْبَالَنْتَ.

قد أشرنا في ما تقدم أن الأستاذ نوح مانِي حقق في دعوته نجاحا نسبيا نظرا لطبيعة القبيلة التي ينتمي إليها وهي قبيلة "بَالاَنْتَ" الحديثة العهد بالإسلام، والعارية عن عالم سني أو زعيم ديني يفهم حقيقة الإسلام أو يتحمس لأي مذهب أو منهج من مذاهبه ومناهجه، لذا سهل عليه – كداعية إلى الرفض- أن ينجح في بني جنسه الشذج، مستعملا في دعوته طريقة الإغراء بالْمال وبناء المساجد والمدارس في مدنهم وقراهم – علما بأن قبيلة "بَالَنْتَ" تنتشر في طول الحدود السنغالية البيساوية، وهي القبيلة الرابعة من حيث الكثرة في الْمنطقة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير