تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[النعيمية]ــــــــ[12 - 10 - 08, 12:20 ص]ـ

شكر الله لك أخي أبا بكر قد أفدت .. بالرغم من صعوبة بعض العبارات .. جزاك الله خيرا

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[12 - 10 - 08, 01:12 ص]ـ

دار جدل عقيم بين علماء الكلام حول علاقة الصفات بذات الله وكيفية وصف الله بهذه الصفات وهل يوصف بها لمعنى قديم أو حادث؟ وهل هذه الصفات زائدة على الذات أم هي عين الذات؟

الصفات التي يوصف الله عز وجل بها مثلا: (عليم قدير سميع بصير)، هل يوصف الله بهذه الصفات لوجود مقتضاها منذ الأزل؟ أو يوصف بها بسبب أمور حادثة بعد ذلك تقتضي أن يوصف بهذه الصفات؟

أما وجود المعنى القديم فلا شك فيه ولا خلاف بين جميع الطوائف الصفاتية.

ولكن الخلاف في وجود المعنى الحادث، بمعنى أن الله عز وجل يفعل ما يشاء في الوقت الذي يشاء على الوجه الذي يشاء، فقد كلم الله عز وجل نوحا بكلام حادث، وكلم موسى بكلام حادث، وليس معنى هذا أنه لم يكن متكلما في الأزل، بل كما قال الطحاوي: ليس قبل خلق الخلق استفاد اسم الخالق ... إلخ.

هذا معتقد أهل السنة، أما الأشاعرة وغيرهم فيقولون: بل الكلام صفة قديمة، وأما ما يحدث فهو متعلقات هذه الصفة، بمعنى أن الكلام الذي سمعه نوح وموسى ليس كلام الله، وإنما هو حكاية عن كلام الله القديم!

ثم الأشاعرة:

قالوا أن الصفات ليست هي ذات الله ولاغيرها وعنوا بالغيرية: جواز مفارقة أحد الشيئين للآخر بوجه من الوجوه أو أن الصفات لاتنفك عن الذات.

ثم قال عن الصفات السلبية أنها كل صفة تدل على سلب مالا يليق بذات الله وحصرها في القدم والبقاء و المخالفةللحوادث والقيام بالنفس والوحدانية.

مامعنى هذا الكلام؟

الصفات ليست هي الله وليست هي غير الله، هذا كلام صحيح يقوله أهل السنة، والمراد بهذا الرد على طائفتين مبتدعتين: الأولى زعمت أن الصفات غير الله بمعنى أنها أشياء مخلوقة خارجة عن ذات الله، والثانية زعمت أن الصفات هي ذات الله بمعنى أن علم الله هو قدرة الله وكلاهما عين ذات الله، والصواب الذي عليه أهل السنة أنه لا يمكن أن يوجد أصلا ذات بغير صفات، فإن كان المقصود بأنها غير الله المغايرة في المفهوم فهذا صحيح، وإن كان يقصد بأنها غير الله إمكان انفصالها عن الله فهذا باطل، ولذلك فأهل السنة يستفصلون من المبتدعة في مرادهم بالسؤال ولا يقولون: هي الله أو هي غير الله هكذا بإطلاق.

وهذه الصفات نوعان: صفات ثبوتية، وصفات سلبية، ومعنى هذا ما يقوله أهل السنة: الله متصف بكل كمال، ومنزه عن كل نقص.

فما هذه الصفات السلبية؟ هي:

القدم = (عدم الحدوث)

والبقاء = (عدم الفناء)

والمخالفة للحوادث = (عدم المشابهة للحوادث)

والقيام بالنفس = (عدم القيام بالغير)

والوحدانية = (عدم وجود الشريك).

فهذا معنى أنها صفات سلبية؛ أي أنها كلها مبنية على النفي؛ أي أنه: ليس بكذا وليس بكذا ... إلخ.

ثم في الحديث عن صفات الله: قدرة الله

لاتتعلق القدرة بالواجبات ولابالمستحيلات إذ أن الواجب الوجود وهو الله سبحانه وحده، لاتتعلق به القدرة إيجادا إذ أنه موجود بالفعل، ولاتتعلق به إعداما إذ يستحيل عدمه. أما المستحيلات فلو تعلقت بها القدرة إيجادا لايصح التعلق، لأنها لايمكن أن توجد كما لايصح ان تتعلق بها القدرة إعداما لأنها هي معدومة على الدوام .. !!

ماذا يعني هذا يا أخوتي؟

عندما نقول: (الله على كل شيء قدير)، فهل هذا معناه أن الله قادر على إيجاد خالق آخر مثله؟ أو قادر على إفناء نفسه؟

الجواب: لا؛ لأن هذه الأمور مستحيلة لذاته، وكلمة (شيء) لا تطلق على المستحيل لذاته، فلا يشملها عموم (على كل شيء قدير).

وكل الموجودات إما أن تكون واجبة، أو مستحيلة، أو ممكنة.

فالواجب هو الذي لا يمكن عدمه عقلا، والمستحيل هو الذي لا يمكن وجوده عقلا، والممكن هو المحتمل للوجود والعدم.

فهذا القسم الأخير هو الذي تتعلق به القدرة، دون القسمين الأولين.

ثم في الحديث عن الإرادة الإلهية: قال

هي صفة قديمة زائدة على الذات قائمةبذاته سبحانه، تخصص الممكن ببعض ما يجوز عليه من الامور المتقابلة إذ أن كل ممكن من الممكنات يجوز أن يكون على صور كثيرة من حيث وجوده وعدمه وزمان ذلك الوجود و العدم، ومن حيث هيئته وشكله ولونه وحجمه إلى غير ذلك من الأوصاف إرادة الله هي التي تخصص للكائن صورة دون غيرها من تلك الصور الممكنة الستة، نظمها أحدهم فقال:

الممكنات المتقابلات .. وجودنا العدم الصفات

أزمنة أمكنة جهات .. كذا المقادير روى الثقات

هذا الكلام توضيح وبيان للكلام السابق في متعلقات القدرة.

وقال في صفة كلام الله:

مما يدل على إثبات صفة الكلام: إرساله للرسل وتكليفه للعباد بالأمر و النهي مما يدل على أن له كلاما

كيف؟ وهل هذا الكلام يقصد به القرآن أم غيره؟

الأمر معناه قول (افعل) والنهي معناه قول (لا تفعل)، فإذا كان الله عز وجل يكلف العباد بالأمر والنهي، فهذا معناه أنه يكلفهم بقوله: افعل ولا تفعل، وهذا يدل على أنه يتكلم.

ويقصد بهذا القرآن وغيره مما يتكلم به الله عز وجل.

والله تعالى أعلم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير