تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

1 - ما يتعلق بالممكنات فقط, دون الواجبات والمستحيلات, وهما صفتان من صفات المعاني:

القدرة, وتعلقها تعلق إيجاد.

الإرادة, وتعلقها تعلق تخصيص.

2 - ما يتعلق بالواجبات, والجائزات, والمستحيلات, وهما صفتان من صفات المعاني:

العلم, وتعلقها تعلق انكشاف.

والكلام, وتعلقها تعلق دلالة.

3 - ما يتعلق بالموجوادت فقط, وهي من صفات المعاني:

السمع, والبصر, والإدراك عند من قال به.

4 - ما لا يتعلق بشيىءٍ, وهي صفة: الحياة.

تنبيه:

قال البيجوري:

((والذي اعتمده المحققون: أن التعلق للمعاني فقط, وقال بعض المتكلمين: للمعنوية, ولم يقل أحد: بأن التعلق للمعاني, والمعنوية معاً؛ وإلا لزم اجتماع مؤثرين على أثر واحد في القدرة والكون قادراً, والإرادة والكون مريداً, ولزم تحصيل الحاصل في العلم وكونه عالماً, وهكذا الباقي, وعرفوا التعلق:

بأنه طلب الصفة أمراً زائداً على الذات يصلح لها)).

القسم الثاني- الصفات المعنوية:

الصفات المعنوية هي:

((الصفات الملازمة لصفات المعاني السبع المتقدمة)).

وتقدم في تعريف صفات المعاني أنها:

((كل صفة قائمة بموصوف موجبة له حكماً)).

هذا الحكم هو: الصفة المعنوية, وهي كونه تعالى: حياً, عليماً, قادراً, مريداً, سميعاً, بصيراً, متكلماً.

فلا يصح اتصاف محلٍ بكونه: عالماً, قادراً، إلا إذا قام به: العلم, والقدرة، وهي صفات المعاني.

من ما سبق تتضح بعض التقريرات التي قرروها، وهي:

1 - أن الاتصاف بصفات المعاني يوجب الاتصاف بالصفات المعنوية, فصفات المعاني ملزومة للصفات المعنوية, والصفات المعنوية لازمة لصفات المعاني, بمعنى: أنه يلزم من كونه قادراً أنه موصوف بالقدرة, كما يلزم من اتصافه بالقدرة كونه قادراً.

2 - أن صفات المعاني صفات وجودية, والمعنوية ثبوتية اعتبارية, والثبوت قريب من الوجود, فهي صفات ثابتة للذات لا من جهة أنها قائمة بها كصفات المعاني, فالاتصاف بالصفات المعنوية فرع للاتصاف بصفات المعاني.

3 - الترتيب بين صفات المعاني والصفات المعنوية ترتيب إخباري لا زماني, فلم تسبق الصفة صفة أخرى.

4 - وقوع الخلاف في قيام الصفات المعنوية بالذات العلية, فمن نفى الأحوال, قال: معنى كونه: عالماً, هو قيام العلم به, وليس هناك صفة أخرى زائدة على قيام العلم ثابتة خارج الذهن ومن قال (بالحال) ذهب إلى أن معنى: كونه عالماً, صفة أخرى زائدة على قيام العلم بالذات, وهذه الصفة ليست موجودة بالاستقلال كالمعاني, ولا معدومة عدماً صرفاً, بل هي واسطة بين الموجود والمعدوم, إذلم تبلغ درجة الوجود, ولم تنزل إلى مرتبة العدم.

القسم الثالث- الصفات السلبية:

وهي: كل صفة دلت على سلب ما لا يليق بالله, من غير أن تدل على معنى وجودي قائم بالذات.

وهي خمسة:

القدم, والبقاء, والوحدانية, والقيام بالنفس، والمخالفة للحوادث.

وقصدوا بالقدم:

نفي الحدوث, أو ما يعبرون عنه: بنفي العدم السابق, وبعبارة أخرى: عدم الأولية للوجود, فالذي لا أول لوجوده هو القديم.

وقصدوا بالبقاء:

نفي الفناء, أو نفي العدم اللاحق.

وقصدوا بالوحدانية:

نفي النظير أو المساوي, والوحدانية تشمل عندهم: وحدانية الذات, ووحدانية الصفات, ووحدانية الأفعال.

وقصدوا بالقيام بالنفس:

عدم افتقاره تعالى إلى المحل, أي: الذات التي يقوم بها, لا بمعنى المكان؛ لأن ذلك عُلم من مخالفة الحوادث, وعدم افتقاره للمخصص, أي: الموجِد

والخلاصة أنهم قصدوا: عدم افتقاره تعالى للمحل, وعدم افتقاره تعالى للمخصص.

وقصدوا بمخالفة الحوادث - فيما ذكره البيجوري -:

((المخالفة لما ذكر عبارة عن: سلب الجرمية, والعرضية, والكلية, والجزئية ولوازمها عنه تعالى.

فلازم الجرمية: التحيز, ولازم العرضية: القيام بالغير, ولازم الكلية: الكبر, ولازم الجزئية: الصغر, إلى غير ذلك)).

القسم الرابع: الصفة النفسية:

وهي: كل صفة دل الوصف بها على الذات دون معنى زائد عليه، وهي صفة واحدة هي: الوجود, فلا تدل على معنى زائد على الذات عندهم.

وقف الشيخ محمد الأمين من تعبيرهم بالصفة النفسية موقف المنكر لهم، وبين ما في هذه العبارة من إساءة, فقد قال رحمه الله تعالى:

((ولا يخفى على عالم بالقوانين الكلامية والمنطقية: أن إطلاق النفسية على شيىء من صفاته جل وعلا أنه لا يجوز، وأن فيه من الجرأة على الله جل وعلا ما الله عليم به، وإن كان قصدهم بالنفسية في حق الله: الوجود فقط، وهو صحيح؛ لأن الإطلاق الموهم للمحذور في حقه تعالى لا يجوز وإن كان المقصود به صحيحا؛ لأن الصفة النفسية في الاصطلاح: لا تكون إلا جنسا أو فصلا، فالجنس: كالحيوان بالنسبة إلى الإنسان، والفصل: كالنطق بالنسبة إلى الإنسان، ولا يخفى أن الجنس في الاصطلاح: قدر مشترك بين أفراد مختلفة الحقائق، كالحيوان بالنسبة إلى الإنسان، والفرس، والحمار، وأن الفصل: صفة نفسية لبعض أفراد الجنس ينفصل بها عن غيرها من الأفراد المشاركة له في الجنس كالنطق بالنسبة إلى الإنسان، فإنه صفته النفسية التي تفصله عن الفرس – مثلا – المشارك له في الجوهرية والجسمية والنمائية والحساسية، ووصف الله جل وعلا بشيىء يراد به اصطلاحا ما بينا لك: من أعظم الجراءة على الله تعالى كما ترى؛ لأنه جل وعلا واحد في ذاته وصفاته وأفعاله، فليس بينه وبين غيره اشتراك في شيىء من ذاته ولا من صفاته حتى يطلق عليه ما يطلق على الجنس والفصل سبحانه وتعالى عن ذلك علوا كبيرا)) أضواء البيان, 2/ 306.

وبعد بيان تقسيم الأشاعرة الصفات يتبين أنهم أثبتوا لله سبع صفات فقط؛ لأن الصفات المعنوية تكرار لصفات المعاني, والصفة النفسية التي هي الوجود يرون أنها لا تدل على معنى زائد على الذات الإلهية, والصفات السلبية هي صفات منفية عنه تعالى, فآل الأمر عندهم على الحقيقة إلى إثبات سبع صفات.

وكتبت الباقي في ورقة والله ييسر طبعه لك.

والله يغفر لي فيما أخطأت فيه

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير