ـ[أبوعاصم الأحمدي]ــــــــ[12 - 10 - 08, 01:20 ص]ـ
((يوصف بها لمعنى قديم أو حادث))
يرى أهل السنة والجماعة: أن صفات الله تعالى ثابتة أزلا وأبدا، فلا يجوز أن يعتقد أن الله اتصف بصفة بعد أن لم يكن متصفا بها؛ لأن صفاته تعالى صفات كمال وفقدها صفة نقص والله تعالى منزه عن النقص فله الكمال المطلق.
ولا يرد على ذلك صفات الفعل والصفات الاختيارية كالخلق والتصوير والاستواء ونحو ذلك؛ فهي وإن كانت تحدث في وقت دون وقت؛ لأنها لم تحدث بعد أن لم تكن، فمن تكلم اليوم وكان بالأمس متكلما لا يقال أنه حدث له الكلام، وقد قال الطحاوي رحمه الله تعالى ((ما زال بصفاته قديما قبل خلقه)).
أما المعتزلة: فيرون أن الفعل كان ممتنعا عليه تعالى ثم انقلب من الامتناع الذاتي إلى الإمكان الذاتي.
)) هروبا من تعدد القدماء ............. ((
يرى المعتزلة أن أخص وصف للإله هو القدم، ويرون أن وصفه تعالى بالصفات لا يصح؛ لأنها إما أن تكون حادثة وإما أن تكون قديمة فإن كانت حادثة فالله تعالى ليس محلا للحوادث، وإن كانت قديمة فيلزم منه تعدد القدماء مع الله تعالى وهذا عندهم شرك أشد من شرك النصارى الذين جعلوا الآلهة ثلاثة، لأنهم تخيلوا الصفات منفكة عن الذات.
والمقصود بنفي الصفات عند المعتزلة:
هو نفي إثباتها حقيقة في الذات، ومتميزة عنها، ولذا يجعلونها عين الذات، فالله عالم بذاته بدون علم على قول، وعلى قول آخر الله عالم بعلم وعلمه هو ذاته، ونتيجة القولين واحدة، وهي: نفي الصفات.
فالفعل والفاعل عند المعتزلة سواء.
أما أهل السنة فيرون أن للذات معنى غير معنى الصفة، ومفهوم الصفات زائد على مفهوم الذات، لكن الصفات لا تنفك عن الذات، فأهل السنة يثبتون الفعل والفاعل والمفعول به، فالخلق هو الفعل.
والخالق هو الله تعالى.
والمخلوق هو المفعول،،،،،، والتسوية بين الفعل والفاعل مكابرة للبدهيات وسفسطة.
((ثم الأشاعرة: قالوا أن الصفات ليست هي ذات الله ولاغيرها وعنوا بالغيرية: جواز مفارقة أحد الشيئين للآخر بوجه من الوجوه أو أن الصفات لاتنفك عن الذات ((
هذا الكلام منهم رد على المعتزلة، فهم يرون أن ما يثبتونه من الصفات ليس ذواتا مستقلة، فلا يلزم من إثبات الصفات تعدد القدماء الذي يزعمه المعتزلة، كما أن حقيقة الذات غير حقيقة الصفات عندهم من حيث المفهوم، مع ملاحظة أن الأشاعرة لا يثبتون إلا سبع صفات حقيقة.
((ثم قال عن الصفات السلبية أنها كل صفة تدل على سلب مالا يليق بذات الله وحصرها في القدم والبقاء و المخالفةللحوادث والقيام بالنفس والوحدانية. ((
قسم الأشاعرة الصفات عموماً إلى أربعة أقسام هي:
1 - صفات المعاني.
2 - الصفات المعنوية.
3 - الصفات السلبية.
4 - الصفات النفسية.
وبيان هذه الأقسام, وضوابطها ما يلي:
القسم الأول- صفات المعاني:
وعرفها البيجوري بقوله:
((كل صفة قائمة بموصوف موجبة له حكماً, ككونه قادراً, فإنه لازم للقدرة, وفي الحقيقة المعاني والمعنوية متلازمان, لكنهم لا حظوا الوجودي: أصلاً لغيره))
وهذه الصفات هي:
الحياة, العلم, القدرة, الإرادة, السمع, البصر, الكلام, وقد اختلفوا في صفة الإدراك على ثلاثة أقوال:
فمنهم من أثبتها, ومنهم من نفاها, ومنهم من توقف.
وصفات المعاني قد قسمها الأشاعرة بالنظر لاعتبارات مختلفة, ومن تلك التقسيمات لصفات المعاني عند الأشاعرة:
أولاً- تقسيم صفات المعاني باعتبار الدليل الذي دل عليها:
لقد قسم الأشاعرة صفات المعاني إلى صفات عقلية, وصفات سمعية, وذلك ما يلي:
1 - الصفات العقلية:
وهي الصفات التي لا يصح الاستدلال عليها إلا بدليل العقل, ولا يصح الاستدلال عليها بالدليل السمعي إلا على وجه التأكيد.
وهذه الصفات هي:
الحياة, والعلم, والقدرة, والإرادة.
وأما عن تعليلهم كونه لا يصح الاستدلال عليها إلا بالعقل: فلأنها لو انتفت لما وجد شيىء من العالم المصنوع الذي شهد بوجودها.
2 - الصفات السمعية:
وهي التي يصح الاستدلال عليها بالدليل السمعي, وهي:
السمع, والبصر, والكلام.
وهذه الصفات: متوقف ثبوتها على ورود الشرع بها, وانتفاؤها لا يدل على انتفاء الخالق سبحانه وتعالى.
لكنَّ انتفاءها نقص ينزه الباري عنه تعالى.
ثانياً- تقسيم صفات المعاني بالنظر لمتعلقها:
لقد قسمت صفات المعاني بالنظر إلى ما تعلقت به إلى:
¥