وهو الله تعالى، ووجوب وجوده لانه لو لم يوجد لما وجد شيئا من المخلوقات، فالله هو الخالق لكل شيء.
2 – ممكن الوجود:
وهو ما احتاج في وجوده لغيره، وجاز عليه العدم والوجود فالانسان مثلا محتاج في وجوده لغيره وهو الله تعالى فهو الذي أوجده.
أما المستحيلات:
فهي الأمور التي لا يمكن أن توجد مثل الشريك للباري تعالى الله عن ذلك، وكالجمع بين الضدين، فالقدرة لا تتعلق بها عند الأشاعرة.
ومراد الأشاعرة بالكلام الذي نقلتيه:
الأشاعرة يستدلون على إثبات صفة القدرة للباري بالتخصيص في الممكنات (المخلوقات) فأنت ترين رجلا غنيا ورجلا فقيرا، ورجلا قويا وآخر ضعيفا، فمن الذي خص القوي بذلك والغني بذلك لا شك أنه الله تعالى وهذا يدل على أنه متصف بالقدرة لأنه خص مخلوقاته بأمور دلت على قدرته.
لكن نبهتك على أن الأشاعرة ينفون تعلق القدرة بالواجب (واجب الوجود وهو الله تعالى) ولماذا؟ لأنهم ينفون الصفات الاختيارية عن الله تعالى فلو جعلوا القدرة متعلقة به سبحانه للزم منه أن يثبتوا الصفات الاختيارية وهي التي تتعلق بقدرته فيتكلم متى شاء وينزل متى شاء وهم ينفون ذلك لذا جعلوا القدرة لا تتعلق بواجب الوجود ليستقيم لهم أصلهم في نفي الصفات الاختيارية.
ثم إنهم قالوا أن القدرة لا تخصص المستحيلات لأن المستحيلات غير موجودة أبدا فكيف تخصص القدرة شيئا غير موجود.
والذي جعل الأشاعرة يقولون ذلك أنهم ظنوا أن المستحيل شيء والصواب أنه ليس بشيء فلا تتعلق القدرة به كما في قوله تعالى ((وهو على كل شيء قدير)) فلم يرد بالآية المستحيلات على الصواب؛ لأنها ليست بشيء أصلا.
تنبيه مهم:
الأشاعرة يثبتون قدرة قديمة وينفون قدرة حادثة؛ لهذا نفوا الصفات الاختيارية التي يفعلها ربنا متى شاء، لكن الأشاعرة يستدلون على إثبات القدرة للباري بما يشاهد من التخصيص في الممكنات، وهم بهذا يهدمون كلامهم من حيث لا يشعرون لأن تخصيص الحوادث (الممكنات) يدل على أن القدرة الإلهية حادثة الآحاد كما أنها قديمة النوع ويثبت وجود الصفات الاختيارية لله تعالى، وهذا أمر يرده الأشاعرة.
((ثم في الحديث عن كلام الله قال في الحديث عن الاختلاف حول كلام الله
(1موقف المعتزلة
:الكلام: عندهم اسم لمجرد الحروف ومسماه هو الألفاظ
وأما المعنى فليس جزء مسماه بل هو مدلول مسماه.
المتكلم:عندهم هو مَن فَعَل الكلام،ولو كان منفصلا عنه
فعله في غيره.
طبيعة كلام الله: صفة فعل منفصلة عن الموصوف لاصفة
ذات وفسروا كلام الله بأنه: حروف وأصوات
يخلقهما الله في غيره كاللوح المحفوظ أو جبريل إذا هو
مخلوق وليس قديم، ,والله هو خالق الكلام وليس
متصفا به على سبيل القدم، وبذلك تكون صفة الكلام
صفة فعل لا ذات.))
المعتزلة من أصولهم: أنهم ينفون الصفات كلها فلا يصفون الله تعالى بأي صفة؛ لأنهم يزعمون أن هذا من تعدد القدماء فهم يرون أن من يثبت صفة لله فهو يثبت شريكا لله، وقد شرحت لك سابقا مرادهم بتعدد القدماء.
وبناء على أصلهم فهم لا يثبتون صفة الكلام لله تعالى ويرون أن المراد من النصوص التي تثبت صفة الكلام لله تعالى: أن الله خلق الكلام في غيره ليُفهم المخاطب لهذا يرون الكلام صفة فعل لا تقوم به سبحانه وتعالى، ثم ليقرروا أصلهم في أن الكلام مخلوق فرقوا بين اللفظ والمعنى، فالكلام (وهو اللفظ عندهم)) خلق ليدل على المعنى، ولهذا قالوا القرآن مخلوق، ويخلقه الله تعالى في غيره، أما أهل السنة فيرون أن اللفظ والمعنى كلام الله حقيقة وأنه صفة من صفات الله فليس مخلوقا ويرون أن الكلام صفة ذاتية وصفة فعلية؛ لأنه قديم النوع حادث الآحاد فالله متصف بالكلام أزلا لكنه متى شاء تكلم بما يشاء وكلامه من صفاته وصفات الخالق غير مخلوقة.
((موقف أهل السنة:
الكلام:عندهم يتناول اللفظ و المعنى جميعا.
المتكلم: من جَمَعَ بين الوصفين فقام به الكلام و قَدِرَ عليه، وهو من تكلم بفعله ومشيئته وقدرته وقام به الكلام.
طبيعة الكلام: صفة ذات وصفة فعل وهو قائم بالمتكلم ومتعلق بمشيئته، فالله متكلم إذا شاء ومتى شاء وكيف شاء بكلام يقوم به، وهو متكلم بصوت يسمع ونوعه أزلي قديم لكنه حادث الآحاد ((
من الشرح السابق لكلام المعتزلة يتبين لك معنى كلام أهل السنة لكن أضفت لك عبارة ((لكنه حادث الآحاد)) لأن من ينفي أنه حادث الآحاد هم الأشاعرة والماتريدية ورأيهم يخالف قول أهل السنة.
3)) موقف الأشاعرة:
الكلام:اسم لمجرد المعنى، فمسماه هو المعنى، واطلاق الكلام على اللفظ والحروف مجاز لأنه دال عليه.
أما متأخري الأشاعرة ذهبوا على أن المراد به اللفظ و المعنى.
المتكلم: من قام به الكلام وليس صفة لمن فعل الكلام.
طبيعة كلام الله: صفة لله قائمة بذاته وهو كلام نفسي وهو متمثل في المعاني القديمة وأما الكلام الملفوظ و المسموع فليست صفة قديمة. ((
الأشاعرة يدعون أن الكلام يطلق على ما يقوم بالنفس من معنى ولا يطلق على الصوت والحرف لهذا فمذهبهم أن الله متكلم بكلام نفسي وهذا من عجائبهم فكيف يكون الكلام نفسيا، ويرون أن اللفظ والحرف المسموع ليس بكلام الله بل هو عبارة عن كلام الله النفسي، ووافقوا المعتزلة في أن اللفظ والحرف مخلوقان ويدلا ن على الكلام النفسي هذه حقيقة مذهبهم، وليصحح الأشاعرة مذهبهم ادعوا أن كلام الله تعالى قديم بمعنى أنه تكلم به أزلا، فهم لا يقولون بقول أهل السنة أن كلام الله قديم النوع حادث الآحاد، لأن الأشاعرة لا يثبتون الصفات الاختيارية التي يفعلها الله متى شاء وطبقوا هذه القاعدة على صفة الكلام.