تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وهنا تناقض آخر في تفريقهم في هاتين الصفتين بين قيامها بالله منذ القدم وما بعد ذلك؛ فمعلوم أن الله كان ولا شيء قبله فهو الأول الذي ليس قبله شيء فكيف يتم إثبات هاتين الصفتين مع انعدام كل شيء , وليس لهم جواب على هذا الإشكال إلا قياس السمع والبصر على العلم.

وهذا إشكال قوي لمن تأمله وقد أشار إليه الغزالي في كتابه الاقتصاد

قال: فإن قيل: ... وإن كانا قديمين فكيف يسمع صوتاً معدوماً وكيف يرى العالم في الأزل والعالم معدوم والمعدوم لا يرى؟ قلنا: هذا السؤال يصدر عن معتزلي أو فلسفي. أما المعتزلي فدفعه هين، فإنه سلم أنه يعلم الحادثات، فنقول: يعلم الله الآن إن العالم كان موجوداً قبل هذا فكيف علم في الأزل أنه يكون موجوداً وهو بعد لم يكن موجوداً؟ فإن جاز إثبات صفة تكون عند وجود العالم علما بأنه كائن، وفعله بأنه سيكون وبعده بأنه كان وقبله بأنه سيكون، وهو لا يتغير عبر عنه بالعلم بالعالم والعلمية، جاز ذلك في السمع والسمعية والبصر والبصرية. وإن صدر من فلسفي فهو منكر لكونه عالماً بالحادثات المعينة الداخلة في الماضي والحال والمستقبل، فسبيلنا أن ننقل الكلام إلى العلم ونثبت عليه جواز علم قديم متعلق بالحادثات كما سنذكره، ثم إذا ثبت ذلك في العلم قسنا عليه السمع والبصر. انتهى

فعندهم كما قدمنا تعلق صفتي السمع والبصر بعد ذلك تعلق تنجيزي حادث عند حدوث المسموعات والمبصرات، وهذا التعلق الحادث هو المعبر عنه بالسمع والبصر.

فملخص الكلام أن القول بأن الأشاعرة يثبتون صفتي السمع والبصر غير دقيق لتفريقهم بين المعنى القديم والمعنى الحادث وهو التجدد والاستمرارية في هاتين الصفتين , وحقيقة قولهم في هاتين الصفتين مرده إلى العلم.

وهذه المسألة شبيهة بصفة الكلام عندهم في تفريقهم بين ما قام في النفس وبين الحرف والصوت.

هذا والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[18 - 11 - 08, 09:47 م]ـ

جزاك الله خيرا شيخنا الفاضل

وهذه عادة الأشاعرة في كثير من المسائل، يوافقون أهل السنة في مجرد الاسم ولكنهم عند التحقيق يوافقون المعتزلة تارة والجهمية تارة، ولذلك يصرح بعضهم كالرازي مثلا أن خلافهم مع المعتزلة في مسألة الرؤية خلاف لفظي!!

وكذلك في مسألة خلق القرآن وغيرها، وقد سمى شيخ الإسلام كتابه (بيان تلبيس الجهمية) مع أن كتابه كله في الرد على أساس التقديس للرازي الأشعري.

ولعله لهذا السبب سماهم بعض السلف مخانيث الجهمية؛ أي أنهم لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء.

ـ[خليل الفائدة]ــــــــ[18 - 11 - 08, 09:59 م]ـ

جزاك الله خيراً ..

ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[18 - 11 - 08, 10:48 م]ـ

(تنبيه مهم): بارك الله فيك ونفع بعلمك ..

ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[18 - 11 - 08, 11:21 م]ـ

مشايخنا الكرام

أبو مالك العوضي وخليل الفائدة وسليمان الخراشي

جزاكم الله خيرا وبارك فيكم

ـ[محمد فوزي الحفناوي]ــــــــ[23 - 11 - 08, 12:01 م]ـ

انظر هذا الرابط

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=150610

ـ[أبي الأنوار]ــــــــ[25 - 10 - 10, 03:38 م]ـ

للإنصاف

فإن بعض الأشاعرة يثبتون صفتي السمع والبصر بالنقل.

ـ[أم سالم الجزائرية]ــــــــ[25 - 10 - 10, 07:20 م]ـ

بارك الله فيك على هاته المباحث القيمة

ـ[نور بنت عمر القزيري]ــــــــ[25 - 10 - 10, 07:58 م]ـ

أحسنت، أحسن الله إليك ورضي عنك ..

اختيار مُوفق، وكلامٌ مُسدّد ..

ـ[محمد بن عبدالله الشنو]ــــــــ[25 - 10 - 10, 08:23 م]ـ

جزاك الله خير على هذا النقل الموفق

وإن كان الأشاعرة دائموا التذبذب بين الفرق , إلا أنهم في هذه المسألة كان التذبذب هذه المرة بينهم .. منهم من أثبتها ومنهم من جعل مردها للعلم ..

وفي الحقيقة مايهمني في هذه الفرقة رحمتي بعوامهم إذا طلبوا العلم

يبدأ الطالب بالتدرج ليحارب فطرته تدريجيا بالفلسفة الكلامية,

أضف على ذلك ضياع المال في فساد فطرته وشراء ما يبني عقله لمعارضة النصوص ...

وإني أحمد الله حمدا على ما من به علينا من دراسة العقيدة الصحيحة .....

ـ[محمد فهمي محمد شري]ــــــــ[25 - 10 - 10, 09:32 م]ـ

للإنصاف

فإن بعض الأشاعرة يثبتون صفتي السمع والبصر بالنقل.

بسم الله الرحمن الرحيم

معذرة شيخنا الجليل عبد الباسط

رحم الله الغرالي وصف من أثبت صفة الكلام بالنقل أو بالإجماع بالمسلك الضعيف،

وحبذا لو سمحوا لنا أي الأشاعرة بالتنظير في علم الكلام،لما أثبتنا من الصفات إلا

القدرة والإرادة وبدليل أقوى من أدلتهم،فأقول:-

1 - نثبت لله قدرة، لأنه لا يصح أن يوصف الإله بالعجز،فنثبت صفة القدرة.

2 - نثبت له إرادة،فلا يصح أن يوصف بكمال القدرة ولا يستطيع أن يريد،ولا يريد، فكيف يقدر على الإيجاد من عدم من غير إرادة.

3 - ونثبت لله علماً لأنه لا يصح أن يقدر ويريد من ليس بعالم.

4 - ولا نثبت لله حياة،فإنما صفة الحياة هي من أعراض المخلوقين،فلا يوصف بالحياة ولا بالموت، وقول المبتدئة من الأشاعرة في اثبات صفة الحياة بأنه لا يصح أن يوصف بالقدرة والإرادة إلا حي،قلنا أين الدليل،فإن قالوا:عقلاً، قلنا إنما نتج هذا الدليل من المشاهدة وتعالى الله عن ذلك، وإن قالوا:نقلاً، قلنا والعياذ بالله ما أراد الله به هذا،فإن ظاهرها التشبه، فالحياة هي النمو (ومنه من يشعر ومنه لا يشعر) فتعالى الله عن ذلك.

5 - ولا نثبت لله كلاماً،فإن الكلام من صفات النقص لحاجة المتكلم إلى التعبير عن الذي يعلمه،وتعالى الله عن ذلك، فهو يخبر عن طريق الخلق وهي القدرة، وأما الكلام النفسي فتعالى الله عن ذلك لأن لا يوجد كلاما نفسياً إلا في تجويف وتعالى الله عن ذلك أي التجويف,

6 - ولا نثبت سمعا وبصرا فهي من صفات المخلوقين، وهي جوارح بالنسبة لابن آدم فتعالى الله عن ذلك.

والحمد لله رب العالمين،

والآن شيخنا عبد الباسط ما تقييمكم لهذا الاستدلال على صفات الجلال،فنثبت قدرة وإرادة وهذا هو مذهب الأشاعرة لو سمحوا لنا بالتنظير معهم

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير